الخوخة تنعي ذاكرتها.. ابن مدينة الخوخة الحاج إبراهيم زبيطو عن عمر يزيد عن 120 عاماً

المخا تهامة - Tuesday 20 February 2024 الساعة 10:23 am
تهامة، نيوزيمن:

كتب علي جعبور: رحل اليوم المعمر التهامي ابن مدينة الخوخة الحاج ابراهيم زبيطو عن عمر يزيد عن 120 عاما.

التقيه قبل 3 سنوات وأجريت معه حوارا قصيرا عن ذكرياته وجزء يسير من قصة حياته ومدينته، وقد وددت لو أطيل الحديث معه لكنني خشيت أن أثقل عليه فاكتفيت ببضع أسئلة وصورتين.

منذ 100 عام بنى زبيطو حانوته الصغير في السوق القديم بمدينة الخوخة واقتعد كرسيه الخشبي قرب الباب، وعلى مدى قرن لم يتوقف عن الدوام ولم يشأ أن يحصل على إجازة أو تقاعد.

تغيرت دول وحكام، ومر على مدينته الساحلية عسكر كل دولة جديدة من الأتراك إلى عكفة نظام الإمامة إلى جيش الجمهورية ثم مليشيا الحوثي وآخرها قوات المقاومة، ومع كل متغير وحدث كان زبيطو ثابتا في ركنه المعتاد يراقب تبدل الأزمان وتغير الأحوال.

ورغم سنوات العمر الطويل، ظل محتفظا بصحته وسمعه ونظره وذاكرته ودعابته التي لا تفارقه، فحين تسأله عن عمره يقول لك مع ابتسامة لطيفة وبلهجته التهامية: سبع سنه.

وبقدر دهشة تساؤلك وأنت تشاهد رجلا من العهد القديم، كيف ظلت حواسه وفية معه لم ينل منها الزمن؟ إلا أن وفاءه لمهنته وحانوته ومدينته لقرن كامل دهشة أخرى.

في المرة الأولى التي زرت فيها الحانوت وجدت مسنا بظهر محني يبيع السمن والحاجيات القديمة وينشغل بترتيب بضاعته، فسلمت عليه ظنا مني أنه الحاج ابراهيم زبيطو، ولم يكن ذلك سوى ابنه البالغ 75 عاما، وقد ابتسم لي وأخبرني أن والده يمر بوعكة صحية منعته عن الدوام.

لأعود وألتقيه لاحقا وقد استعاد عافيته واستعاد الحانوت روحه بوجوده. لكنه اليوم يفقده للأبد وتفقده الخوخة كلها.

رحمة الله تغشاه

>> الحاج إبراهيم زبيطو.. مائة عام في دكان بالخوخة

وكتب مجاهد القب: 

لروحه السلام، كم دلفت باب دكان هذا المعمر، كان يذكرني تماماً، يقول لي اجلس، رحمه الله يمنحني سمن عشيري يعرف تماما من يصنعه ومن يعرفون قيمته ولا يفاصلونه في قيمته، يقول لي مقلاك جاهز، امامه تمام يربض افضل طباخ مقلى من المكلا حتى ميدي.. محمد فرادي ثنائي مع الحاج زبيطو في سوق تهامه القديم... هناك تتنفس الحياة بروح نقائها العذب، المتعلق في ذاكرتك لما كتب لك الله من حياة..

الله الله غذاء يجعلك تتذكره وإن مضت عليك عشرات السنين..

رحم الله الحاج زبيطو كان صاحبي، كنت استشيره فيما يستعصي علي إدراكه، وإن لم يعرف احداث معتركي إلا أنه يمنحني نصائح ترشدني تضيئ طريقي...

يقطع حديثنا ابنه احمد زبيطو المستعجل دوماً حتى في إمامة صلاته، يصمت حين يراني مصغياً لأبيه..

ينشغل الفقيد المعمر مع زبون يريد منه قشره وزيت ب200 ريال اجده يملأ حراري التفت له يقول لي ثوابوا ثوابوا يا ولدي ابوك الله يرحمه كان يتثوب وماحد داري به إلا أصحاب الثواب وقبلهم كلهم ربنا.

الله الله كنت اجدد حياتي لدى هذا الكهل المعمر، يحييني حبه للحياة للناس، من على كرسيه في مقابل دكانه في سوق الخوخة القديم كنت اعيش واعيش حياة جديدة في كل زيارة له.

وكتب عبدالله الأعجم: 

الحاج ابراهيم زبيطو ذو المئة والعشرين عاماً أكبر رجلٍ معمّرٍ قابلته في حياتي... لقد كنت أتردد بشكل يومي عند كل صباح إلى دكانه الصغير الذي يتوسّط قلب السوق القديم في مدينة الخوخة... ليس لشراء سليط الجلجل والسمن البلدي والحلف والمستكا والشب والفارعة والكحل والقسط وكل ما يذكّرني بأمي الغالية وابي الكريم وبيتنا وحياة الطفولة وبلدي الحبيب زبيد فحسب ولكن للجلوس مع الحاج إبراهيم زبيطو الذي أدمنت الجلوس بجانبه كثيراً كنت أسأله دائماً عن احداث كثيرة وعن أمثلة شعبية وعن أدوات حرفية وأعشاب طبية هي ضمن هوسي وجنوني حول الموروث الشعبي التهامي... في كل مرة أقعد معه أستغرب لنظره الثاقب وسمعه الحاد وصوته الواضح رغم أنني سألته عن أحداث قد مضى عليها أكثر من مئة عام فيقول لي (أحجدها عادها قريب كأنها امس امليل).  

لقد سقط ركنٌ من أركان التاريخ وقلعة من قلاع الموروث الشعبي وحصنٌ حصينٌ من حصون مدينة الخوخة الساحلية الجميلة برحيل أكبر معمّر عرفته مدينة الخوخة الحاج إبراهيم زبيطو. نسأل الله أن يغفر له وأن يرحمه وأن يسكنه فسيح جناته. 

إنا لله وإنا إليه راجعون

وكتب إبراهيم المزجاجي: 

وفاة الحاج إبراهيم زبيطو أكبر معمر في الخوخة 

حيث وافاه الأجل عن عمر ناهز 120 عاماً.

وعلى الرغم من بلوغه هذا العمر إلا أنه كان يتمتع بروح شابة مرحة لم تنل منها الشيخوخة.

حيث كان حانوته في سوق الخوخة القديم مهوى أبناء الخوخة وكل من يزور الخوخة وقد اشتهر ببيع أجود أنواع السمن البلدي وزيت السمسم.

رحمة الله تعالى عليه.

إنا لله وإنا إليه راجعون

كُتب عبر صفحاتهم في الفيسبوك