مزارعو البصل في المخا.. قرار منع التصدير ضاعف خسائرهم وأوقف بيع منتجاتهم

المخا تهامة - Monday 19 February 2024 الساعة 11:08 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

في ساحة شاسعة تعج بأكياس النايلون المليئة بالبصل في مديرية المخا، يتجمع مجموعة من المزارعين وسط حالة من الحزن تجاه منتجاتهم الثمينة التي تعثر مصيرها بعد إصدار قرار وزارة الزراعة منع تصديرها.

 ورغم تراجع الوزارة عن القرار لاحقًا، إلا أن أثر القرار القاتل لا يزال يلاحق المزارعين في المخا والساحل الغربي، ممزوجًا بتبعاته القاسية التي يتحملونها بصمت اليوم ويكتوون بخسائر فادحة.

فالقرار أدى إلى انهيار الأسعار وتراكم الكميات في ساحات التجميع ومنافذ التصدير، حيث تعطلت حركة الشاحنات وتأخرت الصفقات، فيما سجل سعر الشوالة الواحدة زنة خمسين كيلو نحو ستين ألف ريال قياسا بسعرها السابق الذي وصل إلى 120 ألف ريال.

من بين أولئك المزارعين كان عبدالله الذي يحمل في قلبه ألماً عميقاً، فهو لم يتكبد خسائر مالية فحسب، بل خططه المستقبلية في التوسع بزراعة البصل.

فمنتجاته ما زالت متكدسة، في انتظار شاحنة لنقلها للبيع بسعرها الزهيد ضمن مجموعة كبيرة من الشاحنات التي تنقلها إلى المملكة العربية السعودية -السوق الرائج الذي كان يؤمن دخلا وفيرا لمزارعي الساحل الغربي.

يقول عبدالله لنيوزيمن، بالرغم من إلغاء الحكومة القرار إلا أنه ما يزال يواجه عوائق في بيع منتجاته، فالإجراءات البيروقراطية في منافذ التصدير تعيق سلاسة التصدير، الأمر الذي يسهم في تكدس المنتجات وتأخرها إلى وجهتها.

يتحدث هذا المزارع الخمسيني بنبرة حزن، وهو يشير إلى كميات البصل التي تفترش الأرض بعد أن حصدها من مزرعته الواقعة في ريف مديرية المخا، بأنه كان يأمل في عقد صفقة بيع ليكسب ربحا يساعده في استثمار إحدى مزارعه التي توقف عن استخدامها منذ أن حولتها مليشيا الحوثي إلى حقل ألغام.

يضيف، بالرغم من تطهير القوات المشتركة المزرعة من الألغام والمتفجرات، غير أنه عجز في العودة إلى زراعة مزرعته، نتيجة العجز المالي جراء الخسائر التي مني بها، فالوعد بحصاد أرباح وفيرة بددتها شبح الخسارة المثقلة للقرار غير المدروس.

وإضافة إلى ذلك فإن شبح الخسائر المتزايدة ما يزال يلوح في الأفق بشكل كبير، مما يهدد بتبديد آمالهم في جني ثمار عملهم الشاق.