التصنيف الأمريكي وخسارة موقف الغرب.. الحوثي أمام فاتورة باهظة لحماقة البحر الأحمر

السياسية - Thursday 15 February 2024 الساعة 09:14 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

قُبيل يوماً فقط من تفعيل التصنيف الأمريكي لها كمنظمة إرهابية عالمية، تتزايد المؤشرات على حجم الخسارة الفادحة التي ستدفعها جماعة الحوثي ثمناً لقرارها باستهداف الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.

ومن المتوقع أن يدخل التصنيف الأمريكي حيز التنفيذ الجمعة الـ16 من فبراير الجاري، في ظل استمرار الجماعة الحوثية المدعومة من إيران لهجماتها على السفن التجارية، حيث أن وقف هذه الهجمات هو الشرط الذي وضعته الإدارة الأمريكية لمراجعة قرارها.

ويهدد دخول التصنيف الأمريكي الجماعة بتبعات سياسية مؤثرة تهدد المكاسب التي حصدتها في المعادلة اليمنية خلال السنوات الماضية، على رأسها اختلاف التعامل معها أو الموقف منها دولياً، وهو الأمر الذي بدأ فعلياً عقب الهجمات في البحر الأحمر، وخاصة في أوروبا.

فأوروبا المتضرر الأول اقتصادياً من تهديد الملاحة الدولية في البحر، أجبرها استمرار هجمات الحوثي على الانخراط عسكرياً في التصدي لها بعد نحو شهرين من امتناع دول القارة الأوروبية من المشاركة في التحالف الذي أعلنت عنه واشنطن في الـ19 ديسمبر، وأسمته عملية "حارس الازدهار"، رغبة في منع توسع الصراع بالشرق الأوسط خارج دائرة غزة.

كما أن دول أوروبا كانت حينها لا تزال تراهن على إمكانية أن تنجح القنوات الدبلوماسية غير المباشرة مع الجماعة الحوثية عبر عُمان في وقف الهجمات بالبحر الأحمر، إلا أن موقف الجماعة المتعنت والرافض لوقف الهجمات، أجبرها للإعلان رسمياً عن قرار تشكيل العملية البحرية تحت اسم "خطة أسبيدس" دفاعاً عن حرية الملاحة في البحر الأحمر، على أن تبدأ عملياتها من الإثنين القادم.

الخطوة الأوروبية تتزامن مع تغير واضح في الموقف والنظرة من جماعة الحوثي من التعاطف غير المعلن كجماعة يمنية مسلحة تواجه حرباً من دول خليجية غنية، إلى جماعة عنف دينية تُدار من قبل النظام في إيران وتمثل خطراً على الإقليم والعالم.

ولعل الشواهد على ذلك، كان اتهام جماعة الحوثي لشركة "كونتابو" (Contabo) الألمانية الأحد، بإغلاق موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت "أنصار الله" الرسمي، الذي تستضيفه أحد سيرفراتها منذ سنوات بتهمة "نشر محتوى يحث على الكراهية".

هذه الخطوة تزامنت مع تغير لافت في تعامل الإعلام الغربي وخاصة في أوروبا مع جماعة الحوثي، خلال الأيام الماضية، عبر عنه عدد من التقارير والمواد التي بثتها ونشرتها وسائل إعلام أوروبية، سلطت فيها الضوء على الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي ضد اليمنيين.

وفي هذا السياق، كان لافتاً التقرير الذي بثته القناة الألمانية الثانية أواخر الشهر الماضي، لمراسلتها "غولينه اتاي" التي تحدثت للقناة من العاصمة عدن عن الوضع في مناطق سيطرة الحوثيين بعد أن قضت هناك لمدة أسبوع، حيث قالت بأن الوضع "أكثر من نظام ديكتاتوري مستبد"، وهاجمت بشدة جماعة الحوثي وقالت بأنها تعيش على "الدعاية العقائدية وعلى الحرب والكراهية".

خطاب ولغة غير معهودة من الإعلام الغربي والأوربي خاصة تجاه الجماعة الحوثية، بعد أن ظل لسنوات يتجاهل الحديث عنها بشكل تام في تناول الحرب في اليمن، مكتفياً بتقديم سردية خاصة بالحرب تتطابق بشكل تام مع السردية الإيرانية بأن حربا بين "اليمن والتحالف بقيادة السعودية".

سردية يبدو أنها سقطت مع قرار جماعة الحوثي تنفيذ رغبات إيران بتهديد الملاحة الدولية، ليصحو العالم وعلى رأسه أمريكا والغرب على ما كان يحذر منه اليمنيون والحكومة الشرعية ومعها التحالف منذ عام 2014م، من أن خطر هذه الجماعة لن يبقى محصوراً داخل الرقعة الجغرافية لليمن، بل يصل إلى ما تطل عليه هذه الرقعة الجغرافية من ممرات مائية هامة للعالم.