الزُبيدي: العودة لوضع الدولتين مصلحة جنوبية ويمنية وإقليمية ودولية
السياسية - Tuesday 02 January 2024 الساعة 06:43 pm
أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، أن مسيرة استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية، مسؤولية لا رجعة ولا تفريط فيها، مجدداً في الوقت نفسه التأكيد على المضي في إسناد ودعم قوى الشمال وفق خياراتها لمقاومة المشروع الحوثي الإيراني.
وقال خلال تدشين الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي اليوم، في العاصمة عدن، "لن تثنيا عنها حملات الترهيب وعمليات الإرهاب وحشود الغزو. فالسبيل الوحيد إلى السلام هو العودة لوضع الدولتين لما قبل 21 مايو 1990. تلك مصلحة جنوبية ويمنية وإقليمية ودولية".
الزبيدي أشار في كلمته إلى نضال الجنوبيين على مدار ثلاثة عقود من أجل استعادة دولتهم، مؤكداً ان تدشين الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم الذي يضم هيئة الرئاسة، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، والهيئة التنفيذية العليا تجسيد للاصطفاف الوطني الجنوبي، لتعزيز الأداء السياسي والبناء المؤسسـي على طريق استعادة وبناء دولتنا الجنوبية الفيدرالية المستقلة.
وأضاف: "لقد أظهرت تجارب الماضي، ثبات شعبنا الجنوبي وانتصاره لهويته وقضيته وقيمه الوطنية الأصيلة. تجلى ذلك في إعلان "التصالح والتسامح الجنوبي"، والتزام النهج السلمي للتعبير عن مطالب شعبنا الجنوبي المشـروعة، دون انجراره إلى العنف، رغم حملات القمع التي تعرض لها. كما جسد أروع مآثر التضحية والفداء، والتضامن الوطني، في مقاومة الغزو الحوثي العدواني على الجنوب عام 2015.. وعلى الدوام، كلما اشتدت النوائب برز شعبنا أكثر صلابة وتماسكًا".
وجدد الزبيدي التأكيد على استمرار جهود الحوار الوطني الجنوبي، مشيراً إلى أن الانتقالي شرع في ترجمة مخرجات اللقاء التشاوري إلى واقعٍ عملي، من لحظة إعلان مخرجاته، عبر تنفيذ عملية هيكلة شاملة للمجلس الانتقالي الجنوبي، لتعزيز الحضور والتمثيل الوطني لكافة شرائح شعبنا.
وحيا الزبيدي بإكبار القوات المسلحة الجنوبية التي أثبتت جسارتها في الذود عن حياض الوطن وصون مكتسباته، بما حققته من انتصارات مشهودة في معارك التصدي للغزو الحوثي ومكافحة الإرهاب وضرب أوكاره وملاحقة عناصره. وتسطر ملاحم البطولة والفداء في مختلف الجبهات.
وأشار إلى أنه من هذا المنطق شرع المجلس في إعادة بناء وتنظيم هياكل قواتنا المسلحة والأمن، ودعم وتشجيع إعادة فتح مؤسسات التأهيل والتدريب العسكري والأمني في حضـرموت وعدن، بعد عقود من إغلاقها وتدمير منشآتها ومصادرة أصولها.
كما أكد الزبيدي أن إنصاف المتضـررين من حروب 1994 و2015 ومن سياسات الإبعاد والتسـريح القسـري عقب 1994 يأتي في طليعة اهتمامات المجلس, مشيراً إلى أنه تم تسوية أوضاع بعضهم وسيواصل العمل لتسوية وتعويض كل المبعدين والمتضـررين، وإعادة الإعمار، واسترداد كافة الحقوق والممتلكات الخاصة والعامة التي تم الاستيلاء عليها أو نهبها أو تدميرها، منذ صيف 1994م.
وتطرق الزبيدي إلى عمليات التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، وأكد أنها تهدد بشكل مباشر الأمن القومي والغذائي للجنوب، وتفاقم من حدة الأزمة الإنسانية والاقتصادية وتداعياتها، وتعطل حركة الملاحة البحرية وخطوط التجارة الدولية في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر.
وأضاف إنه سبق ذلك ممارساتهم في التضييق والحصار ومنع دخول السفن إلى موانئ الجنوب منذ أكثر من عام، مما خلف أزمة إنسانية غير مسبوقة، لافتاً إلى أن الحوثيين يؤكدون بذلك نهجهم المعطل لكافة جهود وقف الحرب وإحلال السلام، وأي أطروحات لحل الأزمة دون إنهاء التصعيد الحوثي، فلن تنهي الصراع، بل تفرغ العملية السياسية من مضمونها.
وجدد الزبيدي تأكيد المجلس الانتقالي الجنوبي على نهج التفاوض لحل النزاعات السياسية، ودعم كافة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، والشـروع في عملية سياسية شاملة للتوصل إلى حل عادل ودائم في الجنوب واليمن، فإننا نؤكد في الوقت ذاته، أن أي توجه لتجزئة العملية السياسية أو انتقاء أولوياتها، يعد إخلالًا بمبدأ العدالة والشمول، مما يقوض جهود إحلال السلام المنشود.
ودعا المجتمع الإقليمي والدولي إلى التعامل مع تعقيدات الأزمة، من منطلق المسؤولية التاريخية، التي تحتم العمل لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم بإجراءات متسلسلة ومترابطة ومزمنة وانتقالية. سلام لا يحتكم لثقافة الغلبة، ولا يعيد تكريس تجارب الماضي الأليمة، التي تناسلت عنها سلسلة حروب، وكلَّفت أثمانا باهظة لا يزال الجميع يدفع ضريبتها إلى يومنا.
وثمن الزبيدي الدعم الإنساني والتنموي والعسكري الذي قدمته قيادة وشعب المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أنه كان لهم الفضل بعد الله تعالى في إسناد القوات المسلحة لتحرير الجنوب من ميليشيا الحوثيين، ومكافحة الإرهاب، وقيادة جهود السلام.
وبشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، دعا الزبيدي الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي كافة إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية في العمل لوقف إطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وحماية حقوق الإنسان وإنفاذ القانون الإنساني الدولي، مؤكداً أن تجاهل الكارثة الإنسانية في غزة، يعرض الولايات المتحدة لمخاطر فقدان مصداقية التزاماتها بحماية حقوق الإنسان وتعزيزها على المستوى الدولي.