نيويورك تايمز: هل ستخلع إدارة بايدن القفّازات وتضرب الحوثيين؟
السياسية - Sunday 24 December 2023 الساعة 08:59 am
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تمثّل تحدياً خاصاً للولايات المتحدة الأمريكية.
ونشرت الصحيفة، السبت، مقالاً للصحفيين هيلين كوبر، مراسلة نيويورك تايمز في البنتاغون، وإريك شميت، مراسل الأمن القومي لصحيفة التايمز، تناول الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تحجم حتى الآن عن الرد على استهداف ميليشيا الحوثي للسفن التجارية في البحر الأحمر، بينما ردّت على المليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مليشيا الحوثي شنّت في نوفمبر الماضي وحده، أكثر من 100 هجوم على السفن التجارية في البحر الأحمر، لكن أمريكا لم ترد عليها عسكرياً حتى الآن، في حين عندما استهدفت الميليشيات المدعومة من إيران القوات الأمريكية بشكل متكرر في سوريا والعراق خلال الخريف المنصرم، ردت إدارة بايدن عليها بالقوة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء لردع الجماعات عن تحويل الصراع الإسرائيلي مع حماس إلى حرب أوسع نطاقا".
وتساءل الكاتبان: فلماذا اتخذت الولايات المتحدة نهجاً مختلفاً مع الحوثيين؟
ويجيبان في نفس الوقت: الأسباب كثيرة، مشيرين إلى أن مدمرة الصواريخ الأمريكية يو إس إس كارني التي تم نشرها في المنطقة لردع مثل هذه الهجمات انشغلت في صباح أحد أيام نهاية الأسبوع الماضي، بإسقاط 14 طائرة مسيرة هجومية أطلقها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر.
وتطرق المقال إلى إعلان البنتاغون يوم الاثنين الماضي عن جهوده في تشكيل قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وأن هذه الجهود، التي ستُعرف باسم "عملية حارس الازدهار"، ستشمل بريطانيا وكندا وفرنسا والبحرين - الحليف الإقليمي الوحيد الذي انضم إلى هذه الجهود.
وبينما أسقطت الولايات المتحدة طائرات بدون طيار، ونشرت سفينة وأنشأت فرقة عمل لمحاربة الحوثيين، فإن الشيء الوحيد الذي لم تفعله هو ضرب الميليشيات في اليمن.
ما هي مخاوف إدارة بايدن من ضرب الحوثيين؟
يقول الكاتبان إن إدارة بايدن ناقشت ما إذا كانت ستضرب الحوثيين أم لا، لكن القرار "لم يُتخذ بعد" لعدة أسباب.
على سبيل المثال، قال العديد من مسؤولي إدارة بايدن إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من تعطيل هدنة هشة بين المملكة العربية السعودية والحوثيين، الذين أمضوا الجزء الأكبر من السنوات الثماني الماضية في الحرب، مشيرين إلى ما خلفته الحرب من مئات الآلاف من القتلى نتيجة الحرب والمرض والأزمات المعيشية منذ بدايتها.
كما أشارا إلى صمود الهدنة التي تم التفاوض عليها في أبريل 2022 إلى حد كبير حتى بدون اتفاق رسمي، وقالا إن إدارة بايدن "تشعر بقلق عميق من احتمال تصاعد الحرب في غزة إلى صراع أوسع في المنطقة".
وأضافا إن ضرب أهداف الحوثيين في اليمن -بدلاً من مجرد إسقاط طائرات بدون طيار هجومية- يمكن أن يتصاعد بسرعة إلى انتقام بين السفن البحرية الأمريكية والجماعة، وقد يؤدي حتى إلى جر إيران إلى مزيد من الصراع.
وأوضحا أن تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، عاد مؤخرًا من المنطقة العربية، حيث التقى مع الشركاء لمناقشة الأمن البحري وإضفاء الطابع الرسمي على الهدنة السعودية الحوثية.
وقال ليندركينغ في مقابلة: "الجميع يبحث عن طريقة لتهدئة التوترات. الفكرة ليست إغراق المنطقة في حرب أوسع نطاقا، بل استخدام الأدوات المتاحة لنا لتشجيع الحوثيين على التراجع عن سلوكهم المتهور".
وتساءل الكاتبان من جديد: لماذا كانت الولايات المتحدة أقل ترددا في ضرب الميليشيات في العراق وسوريا؟
قال البنتاغون إنه سيحمي القوات الأمريكية البالغ عددها 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا، الذين يساعدون في الغالب القوات المحلية على محاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقد أصيب العشرات في هجمات الميليشيات الأخيرة، من بينهم 25 أصيبوا بإصابات في الدماغ.
وحذر وزير الدفاع لويد أوستن في أكتوبر الماضي بعد أن ضربت الطائرات المقاتلة الأمريكية منشأتين مرتبطتين بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني والجماعات التابعة لها، والتي ألقى البنتاغون باللوم عليها في هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ ضد القوات الأمريكية. وقال أوستن في تحذيره: "إذا استمرت هجمات وكلاء إيران ضد القوات الأمريكية، فلن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا".
وأشار أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن أياً من هجمات الحوثيين لم تؤد إلى سقوط أي ضحايا أمريكيين، لكن القصف أدى إلى قلب التجارة العالمية رأسا على عقب ومنع العديد من السفن من الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية. وشعرت بعض شركات الشحن والنفط بالخوف وتم تغيير مسار التجارة، وهو اضطراب من المتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين.
هل ستخلع إدارة بايدن القفازات؟
قال محللون عسكريون إنه من المحتمل أن يحدث ذلك إذا استمرت الهجمات. ونقلت نيويورك تايمز عن روبرت بي موريت، وهو نائب أميرال البحرية المتقاعد وضابط المخابرات البحرية السابق الذي كان مديرًا للوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية قوله: "في البحرية، لدينا قول مأثور: أنت لا تستهدف السهم، بل تستهدف رامي السهام. أنا متأكد من أن الأهداف الهجومية قد تم إزالة الغبار عنها." لكنه قال إن مسؤولي الإدارة يسألون أنفسهم: "إذا فعلتم ذلك، فهل سيكون الأمر تصعيديا؟".