نشطاء يمنيون وعرب: القرصنة الحوثية البحرية تضرّ اليمن ولا تفيد غزّة
تقارير - Tuesday 21 November 2023 الساعة 07:12 amرغم مظاهر الاحتفاء بالانتصارات الوهمية التي تروج لها مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن في محاولاتها استغلال العدوان الإسرائيلي على غزة والظهور بمظهر بطولي أمام الداخل وأمام الشعوب العربية، إلا أن ردود فعل عشرات النشطاء والمثقفين اليمنيين والعرب أخذت منحى آخر يحذر من تبعات التصرفات غير المحسوبة لمليشيا الحوثي وتأثيرها على اليمن ودول المنطقة.
قال الدكتور حسين لقور، في صفحته على موقع إكس، إن خطف وسائل النقل الدولية والطائرات والسفن، "لم يعد عملا مقبولا أو ممارسة فعل ثوري كما كان في سبعينيات القرن الماضي، بل أصبح في نظر العالم قرصنة وعملا إرهابيا".
وأضاف: خطف السفينة التجارية (Galaxy Leader) التي يمتلكها رجل أعمال اسرائيلي، من المياه الدولية عمل لا يخدم من بعيد أو قريب الدفاع عن أهل غزة في وجه آلة الحرب الإجرامية والفظائع التي ترتكبها بحق الأبرياء، بل إن إشغال وحرف الإعلام عن جرائم إسرائيل في غزة بمثل هذه الأعمال الطفولية يصب في خدمة إسرائيل أمام العالم.
من جانبه قال عبد الخالق عبدالله، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي محمد بن زايد، إن "اختطاف الحوثي سفينة تجارية تبحر في المياه الدولية، مهما كانت هويتها ومن هو مالكها، عمل من أعمال القرصنة وليس عملاً بطوليا ولا يخدم أهل غزة ولا يحرر شبرا من فلسطين".
عبد الخالق عبدالله، المعروف بتدويناته المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والمستنكرة للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة منذ بدايته في الثامن من أكتوبر، أضاف في تدوينته: لقد أكدت جماعة الحوثي الإيرانية بهذا الفعل أنها تشكل خطرا على سلامة الملاحة في البحر الاحمر وباب المندب وبحر العرب.
إلى ذلك، قال الكاتب والناشط معن دماج، إنه "لا داعي للقلق بشأن المكاسب السياسية والدعائية التي يمكن أن يجنيها الحوثي من (ضرباته) للعدو الصهيوني.. الناس في اليمن تعرفه جيدا وتعرف أنه عدوها الأول والأساسي".
وقال الكاتب حسين الوادعي عن اختطاف الميليشيا الحوثية سفينة تجارية ليست إسرائيلية ولا يوجد فيها أي مواطن إسرائيلي، إن هذا العمل "لعله ينبه المجتمع الدولي إلى خطورة هذه العصابة ليس على اليمنيين فقط، وإنما على الأمن الدولي، عصابة تختطف دولة بأكملها وتجرها معها إلى الهاوية".
وأضاف الوادعي: بغض النظر عن جنسية السفينة، خطفها لن يؤثر على الوضع في غزة. الحوثي يدرك جيدا ويهدف من بهلوانياته كسب تأييد المغفلين (وما أكثرهم). خطف السفينة سيحاصر اليمن ولن يساعد حتى في إدخال قنينة ماء إلى غزة. وعندما تقوم عصابة تختطف دولة بعملية قرصنة مثل هذه، فالتداعيات على اليمن خطيرة.
وأشار الوادعي إلى أن إيران "تتجنب مواجهة مباشرة مع إسرائيل خوفا على مصالحها وتعتمد على استثماراتها الرخيصة من ميليشياتها في العراق ولبنان وسوريا واليمن. لكن الوضع اليمني أخطر لأن أغلب ميليشياتها جماعات خارج الدولة، بينما تسيطر (المليشيا) الحوثية على الدولة وتضع البلد بأكمله في مواجهة مع العالم وتحبسه خارج العالم".
من جهته علق الشاعر العربي المعروف نوري الجرّاح على اختطاف الحوثيين السفينة جلاكسي ليدر بالقول إن "المساهمة الأبرز لنظام الموت في طهران دعماً للفلسطينيين، هي التشويش على نضالهم المشروع بأعمال إرهابية".
كما كتب الباحث والكاتب مصطفى ناجي الجبزي تدوينة أشار فيها إلى تجديد مجلس الأمن للجنة العقوبات قبل أيام واستمرار فرض العقوبات على "أشخاص وكيانات يمنية تعيق السلام والانتقال السياسي"، في إشارة إلى العقوبات الأممية التي تشمل قيادات حوثية.
وأضاف الجبزي: هناك عصا غليظة ما تزال مرفوعة. كما أن تخفيف إجراءات التفتيش وفتح الميناء (ميناء الحديدة) قابل للعودة هذه المرة وليس برغبة سعودية إنما دولية، في إشارة أيضاً إلى إمكانية توجه المجتمع الدولي لفرض القيود على ميناء الحديدة وإعادة آلية تفتيش السفن بشكلها الكامل، معتبراً أن مثل هذه التصرفات تدل على أن "الحوثي لا يبالي باليمن واليمنيين".
واعتبر الناشط عبد السلام الربيعي، أن وصف السفينة جلاكسي بالإسرائيلية من قبل المليشيا الحوثية هو "مجرد ذريعة، فالهدف إيراني لزعزعة أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب التي تمر من خلاله أكبر كميات من النفط، والهدف إعاقة تدفقه إلى الغرب أو رفع أسعاره بسبب ارتفاع رسوم التأمين التي ستتخذها شركات التأمين بسبب وجود مخاطر أمنية".
واختتم الربيعي تدوينته بالقول: "هذه المسرحية كانت بداية فصولها الضغط الغربي على التحالف العربي بالتوقف عن استكمال السيطرة على الساحل الغربي".