الحوثي يهدد باستهداف موانئ تصدير النفط على وقع أزمة مالية

إقتصاد - Thursday 25 May 2023 الساعة 08:59 pm
عدن، نيوزيمن:

هدد زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، باستهداف منشآت تصدير النفط مجدداً، بعدما أدت الهجمات السابقة على موانئ تصدير النفط منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى حرمان الحكومة اليمنية من أهم مصدر مالي للإنفاق على الخدمات والرواتب.

وقال الحوثي، في خطاب بثه تلفزيون "المسيرة"، إنه "سيستهدف كل محاولة لنهب الثروات من محافظات اليمن". في إشارة إلى تصدير النفط من مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها دولياً.

وفي حين أدت الهجمات الحوثية على موانئ تصدير النفط منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى حرمان الحكومة اليمنية من أهم مصدر مالي للإنفاق على الخدمات والرواتب، هدد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه (الثلاثاء) بتكرار الهجمات، ودعا أتباعه للخروج في تظاهرات احتفالية بذكرى استقدام «الصرخة الخمينية» إلى اليمن.

ورأى الحوثي، في مجمل خطبته، أن الحل في اليمن يكمن في تسليم البلاد لحكم جماعته، وهدد بشن الهجمات على القطاعات النفطية والحيوية «في البر والبحر»، زاعما أن أي اتفاقات تبرمها الحكومة اليمنية «ليست قانونية ولا تمثل شيئا، ولا قيمة لها».

وبشأن التحركات الأممية والدولية الرامية لوقف الحرب، قال الحوثي إن "المطلوب هو وقف ما أسماه (العدوان)، وإنهاء الحصار ومعالجة ملفات الحرب"، معلنا رفض جماعته مساعي السعودية للعب دور الوساطة في النزاع باليمن.

وحملت تهديدات زعيم مليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن- إشارات إلى أزمة مالية تعانيها جماعته، رغم الإيرادات المالية الضخمة التي تنهبها من مؤسسات الدولة بالمناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال البلاد، وكذا إلى محاولة الجماعة ابتزاز الحكومة الشرعية لتقاسم إيرادات النفط.

كما جاءت بالتزامن مع تعثر محاولة جماعته إبرام اتفاقية مع شركة نفطية صينية خاصة، للاستثمار في مجال الاستكشافات النفطية باليمن.

والثلاثاء الماضي، أعلنت شركة "أنتون" النفطية الصينية، إلغاء مذكرة تفاهم كانت قد وقعتها مع مليشيا الحوثي، "نظرا لعدم وجود فهم كافٍ للمعلومات ذات الصلة سابقًا"، وقدمت اعتذارا للأطراف المعنية.

وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه المساعي الأممية والدولية والإقليمية تراوح مكانها، وسط اتهامات للجماعة الحوثية بأنها تستعد لجولة من الحرب أكثر عنفا في سياق سعيها للسيطرة على المناطق اليمنية المحررة.

وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عثمان مجلي، قال خلال لقائه السفير الأميركي ستيفن فاجن، الثلاثاء، إن "الحوثي يرى السلام فرصة لتنشيط وترتيب أوضاعه العسكرية والسلام بالنسبة له أيضاً كلمة (عائمة) يستخدمها خلافا للمعنى الحقيقي الذي يعرفه المجتمع الدولي".

وكشف عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عن معلومات تفيد بـ"تحركات عدوانية عسكرية تقوم بها الميليشيا الحوثية استعداداً للحرب وليس الدخول في أجواء السلام". وقال إن الجماعة "تعمل على نقل كميات كبيرة من السلاح الثقيل بين الجبهات، وتجند الأطفال في المراكز الصيفية وتعمل بوتيرة عالية على حفر خنادق مموهة وتستحدث مواقع عسكرية ومنصات لإطلاق الصواريخ لشن هجماتها العدوانية في الداخل والخارج بما في ذلك استهداف ممر الملاحة البحرية".

وتأكيداً على رفض "الرئاسي اليمني" لابتزاز الحوثيين، فيما يخص تقاسم الموارد النفطية، قال مجلي "من السذاجة أن تفكر هذه الميليشيا الحوثية بالحصول على مكاسب سياسية أو مادية أو اقتصادية من المحافظات المحررة".

وفي وقت سابق، شنت مليشيا الحوثي هجمات على ثلاثة موانئ نفطية هي الضبة والنشيمة وقنا في محافظتي حضرموت وشبوة (شرق)، ما أدى إلى توقف تصدير النفط الذي تعتمد عليه الحكومة في صرف رواتب موظفيها.

ويسعى الحوثيون لإرباك الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية من خلال استهداف قطاع النفط، وذلك للهروب من السخط الشعبي جراء تردي الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرتهم شمالي اليمن.

ويحاول الحوثيون الذين ينهبون مرتبات موظفي القطاع الحكومي في مناطق نفوذهم منذ نحو ثماني سنوات، إثارة غضب السكان في المناطق التي تحررت من قبضتهم بسبب تردي الوضع الاقتصادي، حيث سيزيد عجز الحكومة الشرعية عن صرف الرواتب بسبب توقف تصدير النفط من تأزيم الوضع.