تعثر "السلام" في صنعاء على إيقاع مناورات لإيران وأذرعها في المنطقة

السياسية - Saturday 15 April 2023 الساعة 12:20 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

على عكس التوقعات، غادر الوفد السعودي والعُماني صنعاء، مساء الخميس، بعد 6 أيام من المشاورات مع قيادة جماعة الحوثي دون الإعلان عن التوصل إلى اتفاق نهائي لتمديد الهدنة الأممية في اليمن.

ووصل وفد سعودي يرأسه السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر برفقه وفد من سلطنة عُمان إلى صنعاء، السبت الماضي، وسط تقارير وتسريبات تؤكد بأن الزيارة تأتي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تمديد الهدنة بعد أن تم التوصل إلى مسودة شبه نهائية للاتفاق خلال المفاوضات السرية التي جرت في مسقط خلال الأشهر الماضية.

وصول السفير السعودي إلى صنعاء مثل حدثاً لافتاً، رفع من منسوب التفاؤل بقرب الإعلان عن اتفاق واسع لتمديد الهدنة مع خطوات تمهيدية بالدخول في مفاوضات التسوية السياسية لإنهاء الحرب في اليمن، وفي ضوء التقارب السعودي الإيراني الأخير.

إلا أن مسار المشاورات خلال الأيام الستة الماضية شهد تصعيداً إعلامياً مفاجئاً من جانب جماعة الحوثي، عبر تصريحات حادة لقيادات بارزة في الجماعة هاجمت السعودية وأكدت على رفض اعتبارها كوسيط بل طرفاً في الحرب، ومطالبتها بدفع تعويضات مالية للجماعة.

افتعال جماعة الحوثي لهذه النقطة، بدا مستغرباً بالنظر إلى طول فترة المفاوضات السرية بينها والسعودية في مسقط منذ تعثر تمديد الهدنة في أكتوبر من العام الماضي، في حين كشف القيادي الحوثي محمد البخيتي في تصريحات متلفزة له الأربعاء بأن زيارة السفير السعودي الى صنعاء سبقها زيارتان لوفد سعودي لم يعلن عنهما، لمناقشة بنود الاتفاق مع قيادة جماعته.

بالإضافة إلى أن الزيارة المعلنة للسفير السعودي إلى صنعاء سبقها بأسبوع وصول أعضاء مجلس القيادة الرئاسي إلى الرياض والتقاؤهم بوزير الدفاع السعودي لعرض مسودة الاتفاق مع جماعة الحوثي، وسط حديث عن التوقيع عليه في السعودية أواخر شهر رمضان الجاري بين الجماعة ومجلس القيادة الرئاسي، وهو ما يبدو غير ممكن حالياً في ظل النتائج المخيبة لمشاورات صنعاء وانتهائها بدون اتفاق على عكس المتوقع.

تعثر مشاورات صنعاء تزامن مع الاستعراض البحري الذي قامت به إيران وأذرعها في المنطقة في كل من لبنان والعراق وفلسطين واليمن، الخميس، تحت لافتة إحياء "يوم القدس العالمي"، جددت فيه التذكير بعلاقة الارتباط الوثيق بينها وان كان على استحياء وتحت شماعة القضية الفلسطينية.

قائد القوة البحرية للحرس الثوري الادميرال علي رضا تنكسيري وفي كلمته خلال الاستعراض البحري ببارجتين حربيتين وزوارق عسكرية قبالة ميناء بندر عباس، أشار إلى الاستعراض المماثل الذي قامت به أذرع النظام في الدول العربية، وقال بأنها ستتحرك في البر والبحر وبأي وقت "إذا صدر الأمر من ولي أمر المسلمين (الإمام الخامنئي)"، حد قوله.

وهو ما أكد عليه زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي في كلمة له بهذه المناسبة، تحدث فيها عن المضي في ما أسماه "طريق النصر" وقال بأنه "مما عشناه من تجرية في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وما تتمتع به إيران من منعة وعزة"، حسب قوله.

هذا الاستعراض اعتبره المحلل السياسي الجنوبي سعيد بكران بأنه "يرسل رسائل كثيرة وواضحة أولها أكذوبة تخلي إيران عن خطها الدفاعي المتقدم في اليمن"، بل اعتبره "إعلان النصر في معركة خلق وتثبيت الخطوط الدفاعية الإيرانية في المنطقة وخاصة خط اليمن والاستعداد لتوسيع الخط". 

يؤكد بكران، في منشور له على فيسبوك، بأنه "ما من رسالة سلام وتعايش ترسلها هذه المناورات البحرية بل رسالة ثبات على ذات النهج والموقف وان أكاذيب الأطراف الأخرى عن الخضوع الإيراني والتخلي الإيراني عن الخطوط الدفاعية المتقدمة في المنطقة.. مجرد هراء"، حسب قوله.