خبراء: الحلول السريعة لن تنهي الحرب في اليمن

السياسية - Friday 14 April 2023 الساعة 08:31 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة*

حرب اليمن لن تنتهي من خلال "الحلول السريعة"، بل من خلال صفقة شاملة يجب أن تتفق عليها جميع الأطراف. هذا ما قاله خبراء ومسؤولون لصحيفة "ذا ناشيونال".

يجري تبادل ما يقارب 900 سجين بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دوليًا. بدأت هذه العملية بتمكين من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)، التي ترتب نقل وسلامة الأسرى والمعتقلين. وتستمر العملية ثلاثة أيام، ومن المتوقع أن تنتهي يوم الأحد القادم (16 أبريل)، حيث سيمر المعتقلون عبر ستة مطارات.

يُنظر إلى الصفقة التي توسطت فيها الأمم المتحدة على أنها اختراق في جدار الصراع المستمر منذ فترة طويلة. ومع ذلك، يقول الخبراء والمسؤولون، إنه يتعين بذل المزيد من الجهد لضمان أن يسود السلام.

أحمد ناجي، كبير المحللين للشأن اليمني في مجموعة الأزمات الدولية، قال لصحيفة "ذا ناشيونال": "من الواضح أن الصراع اليمني المستمر منذ تسع سنوات لا يمكن حلّه من خلال الحلول السريعة وحدها". "بدلاً من ذلك، تحتاج البلاد إلى استراتيجية شاملة متعددة المسارات لمعالجة الإرث الواسع النطاق للحرب، وتحديد حلول قابلة للتطبيق لأجل المستقبل."

  وأضاف ناجي إن تبادل الأسرى والمعتقلين يمكن أن يساعد في بناء الثقة بين الجانبين، لكنه أشار إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية، نظم وسطاء محليون ودوليون تبادلات ناجحة، لكن "هذه الإجراءات لم تسفر عن أي تقدم ملموس نحو حل الصراع الأوسع". 

  وقال إن هناك جدية في الرغبة في إنهاء الحرب، وقد تؤدي عملية تبادل الأسرى هذه إلى "زيادة تبادل الأسرى أو حتى تحفيز [الأطراف] لإيجاد حلول لقضايا الصراع الأخرى".

حورية مشهور، وزيرة حقوق الإنسان اليمنية السابقة وعضو في العديد من منظمات المجتمع المدني، قالت إن أي محادثات وصفقات مستقبلية بين الأطراف المتحاربة يجب أن تشمل جميع المكونات في البلاد لكي تنجح.

وأضافت: "أراقب التطورات في (العاصمة) صنعاء وفي جميع أنحاء البلاد بتفاؤل حذر، حيث عرقل الحوثيون جهود السلام في الماضي. واليوم يرفضون التفاهمات مع الحكومة الشرعية وقد فوّتوا في الماضي الكثير من فرص السلام".

وترى مشهور أنه من أجل أن يكون لليمن عملية سلام ناجحة، يجب مراعاة جميع "الأطراف والمكونات في البلاد". وتابعت: "السلام مع طرف واحد سيكون هشّاً ولن يلبي تطلعات الغالبية العظمى التي ستعاني -لسوء الحظ- من انتكاسة، وسنشهد عودة العنف والصراع".

نجاح المبادلة

المستشار السابق للسفارة اليمنية في لندن، براء شيبان، قال إن الطرفين المتحاربين في اليمن لديهما سجناء يريدون إطلاق سراحهم، مما يعني أن العملية ستكون ناجحة. ومع ذلك، قال إنه يجب القيام بالكثير للضغط من أجل السلام.

وبرأيه فإن عمليات تبادل الأسرى "سيستمر حتى لو لم يتم الإعلان عن اتفاق سلام، لأن كلا الطرفين لديهما مصلحة في إتمامها".

وأضاف شيبان، العضو السابق في مجلس الحوار الوطني اليمني، إن الحوثيين على ما يبدو حريصون على وقف الهجمات العابرة للحدود مع المملكة العربية السعودية، "لكني لا أرى أنهم سيوقفون هجماتهم العسكرية على المحافظات اليمنية الأخرى. إنهم سعداء بالتوقيع مع المملكة العربية السعودية، ولكن ليس مع الحكومة اليمنية".

بحلول نهاية العملية، من المتوقع أن يتم إطلاق سراح 887 أسيرًا كما اتفق الجانبان خلال المحادثات في سويسرا الشهر الماضي.

ومن المعتقلين البارزين الذين سيطلق سراحهم الحوثيون المدعومون من إيران، ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، ووزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، ومحمد محمد عبد الله صالح، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق محمد عبد الله صالح.

وقال أحمد ناجي: "نشهد دليلاً على التزام الجانبين بالاتفاق المتفق عليه، حيث تجري الاستعدادات لعملية التبادل منذ توقيع الصفقة".

وبحسب ناجي فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل "بجد لضمان تأمين جميع الترتيبات اللوجستية، ويبدو أنه من غير المحتمل، في هذه المرحلة، ظهور أي مشكلات قد تعيق العملية".

جاءت المحادثات التي قادتها الأمم المتحدة الشهر الماضي (مارس/ آذار) وسط جهود دولية متزايدة لإنهاء النزاع الذي طال أمده. كانت مشاورات الولايات المتحدة والأمم المتحدة مع الجهات الفاعلة الإقليمية تدفع من أجل تمديد جديد للهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن مع استمرار الاتفاق.

الهدنة سارية منذ أبريل 2022، وتم تجديدها في 2 أغسطس لشهرين إضافيين حتى 2 أكتوبر. ومنذ ذلك الحين رفض الحوثيون أي تمديد آخر.

في عام 2014، استولى الحوثيون المدعومون من إيران على صنعاء. لقد أطاحوا بالحكومة المعترف بها دوليًا، مما دفعها إلى طلب تدخل السعودية لاستعادة سلطتها نيابة عنها.

• نُشر في صحيفة "The National" من قبل: مينا الدروبي، 13 أبريل 2023.