العلائي: الفشل والتدمير غاية حكم الإمامة الزيدية في اليمن

السياسية - Friday 07 April 2023 الساعة 08:14 pm
عدن، نيوزيمن:

وصف الصحفي محمد العلائي، حكم الإمامة الزيدية في اليمن، بأنه "الفشل السياسي الأطول في تاريخ الحركات والفرق الإسلامية على الإطلاق".

وكان العلائي يرد على تعليق للقيادي في مليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن- حسين العزي، زعم فيه أن لدى جماعته "قرونا طويلة في فن الحكم"، في إشارة إلى أن الحركة الحوثية امتداد للنظام الإمامي.

وقال الصحفي العلائي، على حسابه في فيسبوك، بما أنه (حسين العزي) تحدث عن "قرون من فن الحكم"، فالمؤكد أنه يقصد أنهم امتداد للإمامة الزيدية، ولهذا سأتطرق بإيجاز شديد إلى حصاد تلك القرون من "فنّ الحُكم".

وأضاف: "تخبرنا كتب التاريخ أنه بعد أول محاولة لتأسيس دولة زيدية، أواخر القرن التاسع وبداية القرن العاشر الميلادي، بقيادة الإمام الهادي، ظلت الحركة الزيدية -القرن تلو القرن- عالقة ومنقسمة على نفسها بين جبال وشعاب وقيعان الهضبة الشمالية من اليمن، هذا إذا لم تكن أغلب الوقت حبيسة صعدة".

وتابع: "وبالتالي، كان على النخبة "العلوية" الزيدية الانتظار قرابة سبعة أو ثمانية قرون، بعد وفاة الهادي، لكي تنجح لأول مرة في مدّ نفوذها إلى أقصى الجنوب والشرق من اليمن الكبير. حدث هذا التمدد في عهد الأئمة القاسميين الأوائل (منتصف القرن السابع عشر الميلادي)، ولم يُعمَّر سلطانهم في تلك المناطق لأكثر من بضعة عقود".

في المقابل –يقول الصحفي العلائي- وخلال فترة الانتظار الطويل تلك، يتحدث التاريخ عن سلسلة من الدول والسلطنات (أجنبية إسلامية ومحلية)، كلها حكمت اليمن وفي اليمن، وكلها استطاعت -ويا للمفارقة- أن تحصد ومن أول محاولة نتائج كبيرة على مختلف الأصعدة، من حيث الاتساع الجغرافي ودرجة التنظيم وقوة الشوكة:

فالصليحيون (الإسماعيليون) مدوا نفوذهم سريعاً على كامل الجغرافيا اليمنية، [لاحظوا -قبل الصليحيين بقرنين- لم يتجاوز الهادي وأحفاده صنعاء!]. 

بعد الصليحيين، تكرر الأمر مع الأيوبيين والرسوليين والطاهريين والعثمانيين على التوالي، وهؤلاء جميعهم "سُنة" من الناحية المذهبية، وهذا ليس هو المهم، فالمهم هو أنهم لم يضيعوا القرن تلو القرن في المحاولات الخاسرة قبل أن يتمكنوا من مد سلطانهم على كامل الأراضي اليمنية.

واستدرك العلائي بالقول: "صحيح أن كل هؤلاء واجهوا الصعوبات ذاتها التي تحول دون الاحتفاظ باليمن كله لفترة طويلة متصلة، لكن المؤكد أنهم تفوقوا على الحركة الزيدية بكونهم نجحوا خلال مُدد وجيزة في الاستيلاء على الأرض اليمنية من حضرموت إلى صعدة، بل وامتد نفوذ بعضهم إلى عسير ونجران".

واستطرد قائلا: "لننتقل إلى العصر الحديث: فبعد مضي 28 عاماً فقط من تأسيس الحكم الجمهوري في صنعاء على أنقاض الحكم الإمامي، اتحد اليمن -شماله وجنوبه- تحت العنوان الجمهوري في كيان سياسي واحد من صعدة إلى سقطرى".

وأكمل: "ولكم أن تقارنوا الـ800 عام التي أضاعها الأئمة العلويون في مساعٍ فاشلة وأحلام مُجهضة للسيطرة على اليمن، مع الـ28 عاما فقط التي انتهت في ظل الجمهورية بالتحام اليمن في دولة وطنية مركزية واحدة عام 1990م، دولة لها شخصيتها القانونية ومكانتها وحدودها المعترف بها أمام العالم!".

وتساءل قائلا: "ألا يحق لنا أن نستخلص من هذه الأمثلة شيئا ما؟

ألا يوجد ما يستدعي التوقف؟".

ووفقا للعلائي فإن "ما حققته الحركة الزيدية من النجاح كدولة، وكمشروع حُكم عنوانه "الإمامة"، طوال تاريخها في اليمن وخارج اليمن، ضئيل جداً حتى بالمقارنة مع ما حققته الحركة الشيعية الإثني عشرية والحركة الشيعية الإسماعيلية".

وتابع: "فأين لنا أن نجد الشواهد على "فن الحكم" إذا كان معظم التاريخ شاهدا على الإخفاق في "طلب الحكم" والإخفاق في تحقيقه وتثبيته؟".

وخلص الصحفي محمد العلائي إلى القول: "الأمر على الأرجح يتجاوز أن يكون مجرد سوء حظ يطارد الحركة الزيدية: إنه فشل مزمن وعميق يجب أن نلتمس له تفسيرات في طبيعة الفكرة ذاتها التي ترتكز عليها هذه الحركة ومشروعها وطموحاتها.. إلا إذا كان الفشل والتدمير غاية ومثلا أعلى".