"25 يوماً إلى عدن".. كتاب أمريكي يوثق التاريخ العسكري لـ"النخبة الإماراتية" في حرب اليمن

السياسية - Sunday 08 January 2023 الساعة 02:25 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

تنشر مجلة Profile Books الأمريكية، هذا الشهر كتاب "25 يوما إلى عدن": "القصة التي لم تُروَ عن قوات النخبة الإماراتية في الحرب باليمن" باللغتين العربية والإنجليزية.

والكتاب من تأليف الخبير الأمريكي البارز مايكل نايتس، وهو زميل في برنامج الزمالة "ليفر" في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج.

تعود قصة "25 يوما إلى عدن"، إلى رجال إماراتيين خاضوا المعركة إلى جانب شركائهم اليمنيين، كما أن الكتاب مخصص لخمسة جنود إماراتيين قتلوا في المعركة.

في حين نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" الأمريكية مقالة للمؤلف (مايكل نايتس –ترجمها نيوزيمن- سلط فيها الضوء على مهمته في كتابة الكتاب الذي يروي الصراع وذروة تحرير مدينة عدن الساحلية في يوليو 2015، باستخدام كلمات الجنود والبحارة والطيارين الإماراتيين أنفسهم.

واستهل "نايتس" المقالة بتساؤل مفاده: "كيف كان شكل كتابة التاريخ العسكري الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب، باستخدام كلمات الجنود والبحارة والطيارين أنفسهم؟".

ويضيف: "كانت هذه هي المهمة التي حددتها لنفسي في كتابة الكتاب القادم: "25 يوما إلى عدن"، والذي يروي الصراع وذروة تحرير مدينة عدن الساحلية قبل بدء عيد الفطر في يوليو 2015".

ويكمل قائلا: "كانت هذه أول معركة في حرب اليمن، التي بدأت عندما طلبت الحكومة اليمنية الدعم الدولي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجامعة العربية. رسم الخليجيون خطاً في الرمال لمنع الحوثيين المدعومين من إيران من الهيمنة على الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية والاستيلاء على الممرات الملاحية الرئيسة التي تربط نصفي الكرة الشرقي والغربي عبر البحر الأحمر وقناة السويس".

وقال الكاتب الأمريكي: "في الأيام الأولى للحرب، صعدت الإمارات من وتيرة مساعدتها لمقاتلي المقاومة اليمنية في السيطرة على مدينة عدن الساحلية الجنوبية، وهي إحدى أهم المواقع الاستراتيجية على المحيط الهندي وكانت تحوي أكثر الموانئ ازدحاما في العالم قبل عقود فقط. ولو تمكن الحوثيون من السيطرة على عدن، فلن يقتصر الأمر على سيطرتهم على ثاني أكبر مدينة في اليمن (بالإضافة إلى سيطرتهم على العاصمة صنعاء)، ولكنهم سيقبعون أيضا على جانب أهم نقطة اختناق بحرية تسيطر على 20 في المائة من حركة النفط العالمية". 

وأردف: "وكما أخبرني أحد جنود القوات الخاصة الإماراتية، كانت حرب اليمن قصة قوات النخبة العربية التي تقاتل شبحا من الجبل، بجوار أهم ممر بحري في العالم".

وأشار إلى أن "المؤرخ العسكري يتحمل مسؤولية كبيرة لأنه يحافظ على ذكرى أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلدهم ومن أجل زملائهم المحاربين"، مضيفا في الوقت نفسه، "يجب أن تكون كتابة التاريخ دقيقة تماما قدر الإمكان لأنها هديتنا للأجيال القادمة. وهذا لا يعني فقط الاحتفال بالانتصارات والإنجازات التي نفتخر بها، ولكن أيضاً مواجهة الحقائق الصعبة واللحظات الحزينة، وتعلم الدروس التي يمكن أن تساعد الوطن وجنوده من بحارة وطيارين على مواجهة تحديات جديدة".

وذكر أنه ونتيجة لذلك، استغرق الأمر مني أكثر من خمس سنوات للبحث الدقيق والكتابة والتحقق من الحقائق في كتابي "25 يوما إلى عدن".

 ولفهم المعركة بشكل أدق –يقول مايكل نايتس- يجب على المرء التحدث إلى العديد من المشاركين للعمل على الأحداث التي لم تدون في السجلات الرسمية، ويجب على المرء الاطلاع على السجلات للعثور على الأشياء التي ينساها البشر. بنفس القدر من الأهمية، يحتاج المؤرخ أيضاً إلى إجراء أقرب دراسة خريطة للتضاريس ثم السير على الأرض. وهذا بالضبط ما فعلته في عدن.

ويتابع: "فقط من خلال النزول على أرض الواقع، يمكن للمرء حقا تقدير التضاريس والجغرافية بالغة التعقيد لأقدم أجزاء من عدن -حرفيا كحفرة بركانية عميقة محاطة بمنحدرات شاهقة يبلغ ارتفاعها ألف قدم. وفقط من خلال التحرك ذهابا وإيابا على طول الجسر المكشوف الذي شكل الاقتراب من التضاريس الرئيسة في عدن -المطار الدولي- يمكنك تقدير مدى أهمية المركبات المدرعة الإماراتية في التغلب على قوة النيران الحوثية التي دافعت عن المطار".

وقال إن تحرير عدن بدأ مع إسناد المقاومة ظهرها في البحر. أجريت مقابلات مع هؤلاء المقاتلين اليمنيين والقوات الخاصة الإماراتية الذين تم إدخالهم سراً في الخط الدفاعي في عدن. 

وشدد أن معركة عدن هي قصة هذه الشراكة بين اليمنيين والإماراتيين الذين صمدوا أولاً ثم عززوا المنطقة الدفاعية بحراس الفرسان الإماراتيين ومدفعية القوات البرية، وأخيراً شنوا هجوما مفاجئا على الحوثيين وانتهى بهم المطاف مطرودين خارج عدن. 

وأوضح: "عملت القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي الإماراتية على مدار الساعة وفي ظل ظروف مروعة لإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة ومواصلة القصف الدقيق والثقيل على العدو. لقد كان جهدا جماعيا حقيقيا: فالقوات الإماراتية والمقاومة بأكملها تتجه نحو هدف واحد -مساعدة اليمنيين على تحرير عدن".

ولفت أنه "من غير المعتاد السماح للغرباء بالتحدث إلى العسكريين الإماراتيين حول معاركهم، لكن أثناء بحثي وكتابة هذا الكتاب، قضيت مئات الساعات في المقابلات والعيش جنبا إلى جنب مع أفراد الجيش الإماراتي. في كثير من الحالات، جمعت قصصهم أثناء انتشارهم على جبهات القتال في اليمن، خلال زياراتي إلى الخطوط الأمامية، وقد تفضلوا بتخصيص أمسياتهم وأوقات فراغهم لإعادة سرد قصة عدن من وجهة نظرهم. في أوقات أخرى، قمت بزيارتهم مع عائلاتهم في الإمارات".

واستطرد قائلا: "عندما يقضي شخص أجنبي الكثير من الوقت في التحدث مع الإماراتيين حول موضوع حساس مثل الحرب، فإن التجربة تكون مفيدة للغاية حول عقلية الأمة تجاه الصراع. لا يبتهج رجال ونساء الإمارات العسكريون بالأعمال المدمرة للحرب. مثل جميع المحاربين، فإنهم مندهشون من دقة وقوة الأسلحة الحديثة، لكنني وجدت مستوى خاصا من الجدية والنضج في القوات الإماراتية التي كرهت حقا الموت والبؤس بسبب الحرب. ومع ذلك، كانت القوات الإماراتية بلا شك جيدة أيضا في الحرب الحديثة: فقد تدربت في صراعات حقيقية إلى جانب أفضل الجيوش الغربية، كما أن القوات الإماراتية تنعم أيضا بفهم أفضل للثقافة المحلية في اليمن وعلاقات ممتازة مع قوات المقاومة اليمنية".

ونوه الخبير العسكري الأمريكي أن قصة "25 يوما إلى عدن" تعود إلى رجال إماراتيين خاضوا المعركة إلى جانب شركائهم اليمنيين. الكتاب مخصص لخمسة جنود إماراتيين قتلوا في المعركة، مضيفا: "ومن المناسب أن تذهب الكلمة الأخيرة في هذا المقال إلى أحد الشباب الاستثنائيين الذين قاتلوا (ونجا) في معركة عدن". 

عندما أجريت مقابلة معه، كان يستعيد تجربته الحربية كجندي إماراتي يبلغ من العمر 27 عاما مع تدريب جيد ولكنه خاض المعركة الحقيقية لأول مرة. قال لي: "بعد هذه الحرب الحقيقية، تغيرت عقليتي بالكامل (..) لقد نشأت في بلدي بمستويات معيشية جيدة وتعليم جيد ثم أصبحت فجأة في منطقة حرب بعيدا عن أصدقائي وعائلتي وأولادي".