عبدالحكيم البركاني اختفى في "شارع برمودا" بتعز

السياسية - Sunday 25 December 2022 الساعة 07:42 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

قطاع مدينة تعز سجن كبير وشارع جمال برمودا المدينة.. هكذا يصف سكان مدينة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح سياسياً وعسكرياً وأمنياً، مع تزايد معدل المخفيين قسراً منذ السنوات الأولى لاندلاع الحرب مع مليشيا الإرهاب الحوثي، ذراع إيران في اليمن. 

يدفع المواطنون حياتهم ثمناً لجماعتي الإصلاح والحوثيين، ثنائي تنافسي بالقتل والاختطاف ومهارة التعذيب والإرهاب. 

الأستاذ عبدالحكيم يحيى عبدالرقيب البركاني "60 عاماً"، من أبناء محافظة تعز مديرية جبل حبشي، موظف حكومي في مؤسسة المياه، وهو كاتب وناشط مجتمعي يقارع الظلام في زمن حكم إمارة الإخوان في تعز قطاع المدينة وولاية تعز قطاع الحوبان الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي. 

مع بداية الحرب والانقلاب الممتد من شمال الشمال إلى المناطق الوسطى وثم الجنوب عمل البركاني على مقارعة فلول الظلام بتدوين كتاباته ضد الحرب والانقلاب على الدولة، ومع اشتداد المعارك في تعز تعرضت المؤسسات للنهب ومنها مؤسسة المياه الأكثر تضرراً.. ظل البركاني يدافع عن المؤسسات العامة، لكن الثمن كان كبيراً وقد يكلفه حياته. 

انتظار طويل لعودته 

تقول أسرة البركاني لنيوزيمن: كان عبدالحكيم مسالماً، لم يحمل بندقية أو يوجه كلامه لشخص محدد، رغم أنه كان ينتقد الجميع، ولم يعلم أنه سيدفع ثمن ذلك حريته وربما حياته.

وتضيف: إنه في يوم الاثنين 8 أغسطس 2016 خرج عبدالحكيم إلى شارع جمال لجلب طلبات خاصة يحتاجها وتحتاجها الأسرة التى لم تعلم أن

شارع جمال وسط مدينة تعز سيكون آخر محطة عبور للبركاني.. وتخضع المنطقة سياسياً وعسكرياً وأمنياً لسيطرة تجمع الإصلاح والقريب من مقرات السلطة العسكرية والسياسية والمحلية والمزدحم بالمارين بين العصابات المسلحة.

بقليل من الأمل وكثير من الدموع تواصل الأسرة حديثها، "ما نزال ننتظر عودته على عتبة الباب عند كل مساء نأمل أن يعود".. هكذا تقول أسرة البركاني تعيش على أمل أن يعود إليها والدهم، لكن الغياب والإخفاء القسري أقوى من الأمل والنور. 

معاناة 

لا أحد يعرف معنى المعاناة إذا لم يتذوق من كأسها المُر، خصوصاً ألم الغياب،

لا تدري الأسرة أنه حي أو ميت، مريض أم جائع. تعيش في زاوية القلق ودوامة البحث عنه. انعكست تلك المعاناة صحياً وجسدياً ونفسياً على أسرته. أصيبت زوجته نتيجة المعاناة بأمراض مزمنة كالضغط وغيره، وأصيب أولاده بوضع نفسي سيئ. ابنه الأكبر أرهقته الحياة في سبيل البحث عن والده المفقود في شارع جمال بتعز. 

مسيرة بحث طويلة 

طرقت الأسرة كل أبواب السجون الرسمية وقليلاً من السجون السرية التى فضحت أثناء تسليم السلطة العسكرية للمؤسسات الحكومية من مدارس ومعاهد ومستشفيات.. لكن لا أثر لوجود البركاني، ما دفعه للبحث عما تبقى من راتبه لإعاشة الأسرة، ولا حياة لمن تنادي.

مناشدة 

كغيرها من أسر المخفيين في سجون تعز السرية التى تنافس مليشيا الحوثي، ذراع إيران، بالسلوك الإرهابي، تناشد الأسرة السلطة والمجلس الرئاسي ووزارة حقوق الإنسان والنائب العام للجمهورية النظر وتحريك ملف المخفيين قسراً في قطاع تعز الذي ما يزال مغيباً عن الأنظار منذ ثمانية أعوام. 

كما تناشد الأسرة الرأي العام لتحويل قضية المخفيين قسراً في تعز وغيرها من مناطق سيطرة الحكومة إلى قضية رأي عام، والضغط على الجهات المعنية بالكشف عن مصير المخفيين قسراً والإفراج عنهم أو تحويلهم للنيابة العامة ومحاكمتهم أن كانون مذنبين.