إيران.. احتجاجات الطلاب والعمال تتسع رغم حملة القمع

العالم - Tuesday 11 October 2022 الساعة 06:34 pm
نيوزيمن، وكالات:

واصل المحتجون الإيرانيون تحدّي السلطات في الأسبوع الرابع لتحرك مناهض لنظام الجمهورية الإسلامية.

 وقد سجّلت الثلاثاء، اعتصامات طلابية وإضرابات عمّالية على الرغم من حملة قمع يقول نشطاء إنها أسفرت عن عشرات القتلى ومئات الموقوفين.

وأشارت تسجيلات فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تنظيم احتجاجات في نقاط مختلفة في العاصمة وغيرها من المدن في الأيام الأخيرة تخلّلها إحراق نساء حجابهن وإطلاق هتافات مناهضة للنظام الإيراني.

في الأثناء، اتّهمت منظّمة "هنكاو" الحقوقية الكردية السلطات باستخدام أسلحة ثقيلة بما في ذلك "قصف" أحياء في سنندج بالمدفعية و"الأسلحة الرشاشة".

وسُمع دوي طلقات نارية في مدينة سقز، مسقط رأس الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، وفق المنظمة ومقرها النروج.

وبدأت الاضطرابات قبل أكثر من ثلاثة أسابيع على خلفية وفاة "أميني" البالغة 22 عاما في المستشفى على إثر توقيفها في طهران على يد شرطة الأخلاق بتهمة انتهاك قواعد لباس المرأة الصارمة في الجمهورية الإيرانية.

ويقول نشطاء إن أميني تعرّضت للضرب خلال توقيفها، وهو ما سعت  السلطات الإيرانية إلى نفيه ووجهت بفتح تحقيق، في حين زعمت هيئة الطب الشرعي الإيرانية بأن الوفاة على صلة بتداعيات خضوعها "لعملية جراحية لإزالة ورم في الدماغ في سن الثامنة" في محاولة للتغطية على تهشم في الجمجمة أشار ناشطون إلى أنه ناتج عن تعرضها للتعذيب من قبل الشرطة.

وأعقبت وفاتها احتجاجات واسعة عمت 85 مدينة إيرانية تخلّلها تعبير إيرانيات عن غضبهن إزاء فرض الحجاب، وإطلاق هتافات مناهضة لنظام "ولاية الفقيه" الذي أرسته الثورة الإسلامية التي قادها في العام 1979م "الخميني".

ونشرت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" ومقرها أوسلو مشاهد لاعتصام في جامعة غيلان في شمال إيران ولتلميذات في مدينة مهاباد في شمال إيران ينزعن حجابهن.

كذلك نشرت تسجيل فيديو قالت إنه لحشد كبير من الطلاب أمام كلية الفنون التطبيقية في طهران تجمّعوا الإثنين، للتنديد بـ"الفقر والفساد" في إيران هاتفين "الموت لهذا الطغيان".

- عمّال مضربون -

وأظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي ولا سيما موقع "إيران واير" الإخباري، طالبات في جامعة الزهراء للإناث في طهران يطلقن هتافات مناهضة للنظام في حرم الجامعة خلال زيارة للرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي السبت.

وفي جامعة أزاد في طهران طلى طلاب أيديهم باللون الأحمر تنديدا بحملة القمع التي تواجه بها السلطات الاحتجاجات، وفق مشاهد تم تداولها.

وأفادت وكالة ايران للأنباء "إرنا" بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع "لتفريق حشود في عشرات المواقع في طهران"، مشيرة إلى أن المتظاهرين "أطلقوا هتافات وأحرقوا ممتلكات عامة وألحقوا بها أضرارا، بما في ذلك كشك للشرطة".

يقول محلّلون إن الاحتجاجات التي تشهدها إيران متعدّدة الأوجه، من مسيرات في الشارع مرورا بإضرابات طلابية وصولا إلى تحركات اعتراضية فردية، وهو ما يعقّد محاولات السلطات قمع التحركات.

ومن شأن ذلك أن يجعل منها أكبر تحد تواجهه السلطات بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي (83 عاما) منذ تحرّكات نوفمبر 2019 التي نظّمت احتجاجا على ارتفاع أسعار الطاقة وقُمعت بدموية.

وأظهر تسجيل فيديو تم تداوله على نطاق واسع امرأة تسير من دون حجاب في أحد شوارع مدينة كرمنشاه في شمال غرب البلاد احتجاجا على قواعد اللباس الصارمة، فاتحة أيديها لتقديم "عناقات مجانية" للمارة.

كذلك، سُجّلت مؤشرات تدل على اضطرابات عمّالية، ونشرت وسائل إعلام فارسية خارج إيران مقاطع مصورة تظهر عمّالا مضربين يحرقون الإطارات أمام مصنع للبتروكيماويات في عسلويه في جنوب غرب إيران.

وأفادت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" بقطع عمّال الطرق هناك، كما وردت تقارير عن إضرابات في مصاف نفطية في آبادان الواقعة في غرب إيران وفي كنكان الجنوبية.

- "اضطرابات" -

والسبت اخترق نشطاء في جماعة "عدالة علي" بثّا إخباريا مباشرا للتلفزيون الحكومي، ووضعوا إشارة تصويب وألسنة لهب على وجه المرشد الأعلى للجمهورية.

وأفادت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقرّاً، بمقتل 95 شخصا على الأقل في حملة قمع الاحتجاجات منذ 16 أسبتمبر.

ومنذ 30 سبتمبر قتلت قوات الأمن 90 شخصا آخرين في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق إيران، خلال قمع احتجاجات اندلعت على خلفية تقارير عن اغتصاب فتاة تبلغ 15 عاما خلال وجودها قيد التوقيف في مدينة شاباهار الساحلية، وفق ما أوردت منظمة حقوق الإنسان في إيران.