تهامة بمواجهة جديدة مع الإمامة.. "وعد الآخرة" ينهب أرض الزرانيق

السياسية - Thursday 15 September 2022 الساعة 09:59 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

"هل نحن مسلمون أم يهود أم أسرى؟".. كهذا يتساءل شاب من أبناء مديرية بيت الفقيه جنوب شرق الحديدة في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يستعرض زملاءه المساجين معه منذ 15 يوماً داخل سجن الحسينية التابع لذراع إيران.

يظهر مقطع الفيديو نحو 45 شخصاً من بينهم مسن يقبعون في السجن منذ 15 يوما جراء رفضهم قيام ذراع إيران بمصادرة أراضيهم، ضمن حملة عسكرية شنتها المليشيات مؤخراً في مديريات شرقي وجنوبي الحديدة لنهب الأراضي الزراعية بسهل تهامة.

الحملة لاقت مقاومة شعبية من قبل أبناء الزرانيق في قرى القُصرة الساحلية بمديرية بيت الفقيه، لترد عليها المليشيات باقتحام عنيف لهذه القرى عبر حملة عسكرية تضم 30 طقماً تحمل عشرات المسلحين الذين باشروا بإطلاق الرصاص العشوائي واعتقال نحو 100 من أبناء المنطقة.

تزعم القيادات الحوثية التي تتولى قيادة حملة النهب بأن هذه المساحات هي أراض تابعة للدولة، وهو ما ينفيه الأهالي الذين يؤكدون امتلاكهم لوثائق تثبت تبعية الأراضي لهم منذ عشرات السنين.

مزاعم قيادات الحوثي بأن الأراضي تابعة للدولة يعود الى استنادهم إلى فتوى كان قد أطلقها الإمام أحمد حميدالدين قبل نحو 70 عاماً باعتبار الحديدة بالكامل أرضا تابعة للدولة المتوكلية، ضمن سياسة انتقام مارستها الأئمة بحق تهامة جراء مقاومة ورفض قبائلها لحكمهم وأشهرها المقاومة الشرسة من قبائل الزرانيق.

ووفقاً للفكر التكفيري الذي سار عليه أئمة المذهب الزيدي مع خصومهم، فإن التعامل مع إي منطقة تقاوم حكمهم كان اعتبارها "دار حرب" أي أنها أرض "كفار" يتم نهبها وانتزاعها من يد أبنائها لصالح الإمام عقب الانتصار عليها، وغالباً ما يتم توزيعها على قادة جيوشه أو المسئولين التابعين له.

الحملة الشرسة من مليشيات الحوثي بحق أبناء تهامة يأتي بعد أيام فقط بعد الاستعراض العسكري الذي نفذته في مدينة الحديدة تحت مسمى "وعد الآخرة" ووجه فيه زعيم الجماعة شكره "لأبناء الحديدة الشرفاء"، ليأتي اليوم هذا الشكر محمولاً على جرافات تحرسها أطقم عسكرية لنهب أرضهم.