القوات الأوكرانية تواصل تقدمها شرقاً وموسكو تكثف ضرباتها

العالم - Wednesday 14 September 2022 الساعة 06:40 pm
نيوزيمن، وكالات:

كشفت خريطة نشرتها صحيفة نيويوك تايمز الأمريكية الأربعاء، عن حجم الأراضي التي تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة عليها خلال الهجوم المضاد الأخير.

وزار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، مدينة إيزيوم الاستراتيجية التي استعادتها القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف في شرق البلاد. 

وهذه أول زيارة للأراضي التي استعيدت من الروس هذا الشهر في هجوم مضاد.

وانسحبت القوات الروسية من المدينة التي دمرتها الحرب الأسبوع الماضي أمام تقدم أوكرانيا في هجومها المضاد الشامل الذي تمكنت خلاله من استعادة مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة خاركيف في غضون أيام.

فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن شنّ هجمات واسعة النطاق بالصواريخ والمدفعية على القوات الأوكرانية في جميع الاتجاهات، مضيفة إن قواتها تمكنت من تدمير 5 مستودعات أوكرانية للصواريخ والأسلحة والذخيرة في دونيتسك وميكولايف.

وأفادت الوزارة في إيجاز يومي مساء الثلاثاء، أن المعارك تواصلت على كل المحاور، وأن "الخسائر في صفوف الجنود الأوكرانيين والمسلحين الأجانب تجاوزت 800 فرد بين قتيل وجريح خلال الـ24 ساعة الماضية". 

وقال الناطق العسكري إن غالبية الخسائر الأوكرانية وقعت جراء ضربات جوية وصاروخية ومدفعية روسية، استهدفت مواقع عدد من الألوية الأوكرانية في مناطق دونيتسك وميكولايف وزابوروجيا وخاركيف.

وكان الكرملين، استعبد الثلاثاء، إعلان التعبئة العامة في البلاد واستدعاء قوات الاحتياط لدعم عمليات الجيش الروسي في أوكرانيا، بعد سلسلة نكسات منيت بها القوات الروسية في منطقة خاركيف شرق البلاد. 

وقال الناطق الرئاسي، ديمتري بيسكوف، إنه لا تجري أي مناقشات بشأن إعلان تعبئة عامة لدعم الحملة العسكرية في أوكرانيا.

وزاد أن القوات الروسية تواصل أداء مهامها الموضوعة و"العملية العسكرية الخاصة سوف تتواصل حتى تحقيق كل أهدافها".

 وردّ بيسكوف على ظهور انتقادات داخلية لمسار المعارك وتشديد المطالبات بإعلان التعبئة العامة وتوسيع رقعة المواجهات، مشيراً إلى أن "انتقاد قيادة البلاد ومطالبة البعض بالتعبئة دليل على التعددية"، مشدداً على أن "الروس في المجمل يواصلون دعم الرئيس فلاديمير بوتين". 

لكنه أضاف إنه ينبغي على منتقدي العملية العسكرية توخي الحذر لوجود خطوط حمر.

وفي أول تعليق له على تقدم القوات الأوكرانية.. قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه يعتقد أن الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من 6 أشهر "ستكون طويلة".

وأوضح بايدن أن أوكرانيا "تحرز تقدما كبيرا في الوقت الذي تدفع به القوات الروسية للتراجع".

لكن ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت أوكرانيا قد وصلت إلى نقطة تحول في الحرب، قال الرئيس الأميركي: "السؤال بلا إجابة.. من الصعب الإجابة عليه". 

واستدرك قائلا: "من الواضح أن الأوكرانيين حققوا تقدما كبيرا، لكنني أعتقد أن الحرب ستكون طويلة".

بالتزامن أعلن البيت الأبيض أنه من المرجح أن تعلن الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا في الأيام المقبلة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة مصورة، إنه يتعين على الغرب تسريع تسليم نظم الأسلحة، داعيا حلفاء أوكرانيا إلى "تعزيز التعاون لهزيمة الإرهاب الروسي".

في غضون ذلك، وجّهت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، انتقادات قوية لقرار الاتحاد الأوروبي حول التمييز بين فئات مختلفة من الروس الساعين إلى الحصول على تأشيرات دخول إلى الاتحاد (شينغين).

وقالت إن تقسيم الروس إلى "مفيدين" و"غير مفيدين" عند إصدار التأشيرات يعد "تدخلاً علنياً سافراً في الشؤون الداخلية لروسيا".

على صعيد آخر، نقلت وسائل إعلام حكومية روسية عن مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الأخير عرض وثيقة للحصول على ضمانات أمنية لبلاده من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا.

 ونصّت الوثيقة على مسودة بشأن الضمانات الأمنية تحمل عنوان "معاهدة كييف الأمنية". 

وجاء فيها أن "الضمانات الأمنية يجب أن تكون مؤكدة ومحددة بوضوح، ستحدد سلسلة من الالتزامات التي تعهدت بها مجموعة الدول الضامنة أمام أوكرانيا، ويجب أن تكون الوثيقة ملزمة على أساس اتفاقيات ثنائية، ومدرجة في وثيقة شراكة استراتيجية باسم معاهدة كييف الأمنية".

ووفقاً للوثيقة، سيكون على الاتفاقية أن توحد "المجموعة الرئيسية من الدول الحليفة وأوكرانيا"، وورد فيها أنها يمكن أن تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وبولندا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وتركيا، بالإضافة إلى دول شمال أوروبا ودول البلطيق، وأوروبا الوسطى والشرقية.

اللافت وفقاً لتعليقات روسية أن المسودة المنشورة لم تتطرق إلى مسألة تقليل تعداد القوات المسلحة الأوكرانية، وهو مطلب رئيسي لروسيا طرح خلال جولات المفاوضات التي فشلت في تحقيق تقدم خلال الشهور الماضية.