مخدر "الشابو".. الأبيض القاتل يغزو عدن سريعاً

الجنوب - Saturday 11 June 2022 الساعة 08:50 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

أثار ظهور مخدر "الشابو"، في بعض المناطق اليمنية، من بينها العاصمة عدن، تساؤلات عدة، أهمها: كيف استطاع هذا المخدر القاتل التسلل إلى الحواري والشوارع العدنية؟ وكيف استطاع أيضاً مروجو هذا المخدر خداع الكثيرين من الشباب والفتيات، في هذه المدينة خلال فترة قياسية لا تتجاوز الأشهر.

يتجاوز تأثير مخدر الشابو جميع أنواع المخدرات، بحسب أطباء. إذ يقول الدكتور أكرم أحمد في تصريح لـ"نيوزيمن"، إن "تأثير هذا المخدر هو في الأساس يستهدف النواقل العصبية للمتعاطي، وهذا الاستهداف له تأثير كبير في المدى البعيد والقريب على حد سواء، فهو يدمر الجهاز العصبي، ويجعل المتعاطي في حالة عدم إدراك بالمحيط، لذلك يرتكب الجرائم من دون أي وازع أو رادع. 

وأضاف، إن إنتاج الشبو يتم عبر مراحل مختبرية معينة تبدأ بالافيتامين، وهي مادة خام تستعمل في صناعات العقاقير الطبية. 

لمخدر الشابو تسميات عدة، فالبعض يسميه "الكريستال المخدر" أن "الميثافيتامين" والبعض يسميه "المخدر النازي" لكثرة استعماله من قبل الجيش النازي في الحرب العالمية الثانية. وقد اكتسب، كما يعزو البعض، هذا المخدر اسم الشابو، بسبب أحد أساطين المخدرات المكسيكيين المسمى "خواكين جوزمان" والملقب بال"شابو" والتي تعني القصير باللغة الإسبانية المكسيكية. 

ويشرح لنيوزيمن الدكتور جلال ناصر، أن المصيبة الأساسية في هذا المخدر أنه من الممكن دمجه مع الشيشة والمعسل، فيتسبب بإدمانه من أول تعاطٍ. 

وفي الصدد تقول الصحفية مهجة البان: إن متعاطي "الشابو -الكرستال" يتولد لديه إحساس معاكس لقدراته، حيث ينتابه شعور بالطاقة والنشاط والقدرة على أداء كافة الأعمال والمهام، وذلك لأن المخدر يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين المسئول عن النشاط والسعادة، لكن سرعان ما ينتهي ذلك الشعور حيث يعاني المتعاطي سلوكاً عدوانياً مفرطاً تجاه جميع من حوله، وحتى نفسه، نتيجة هلاوس عقلية وسمعية وبصرية، بالإضافة لعيشه في دوامة وهم الاضطهاد وارتفاع معدلات دقات القلب مع التدمير المتواصل للخلايا العصبية... 

وتساءلت البان، في سياق حديثها إلى نيوزيمن: كيف انتشرت تلك المادة بشكل كبير بين طلاب الجامعات دون حسيب أو رقيب على وجه الخصوص؟ وذلك بحجة أنها تؤدي إلى اكتساب المزيد من الانتباه والتركيز والنشاط، وفي الحقيقة هي مادة معنية بتدمير حياتهم من كل الجوانب. 

فيما قالت زوجة أحد المدمنين على مخدر "الشابو" وهي أم لطفلتين –طلبت من محرر نيوزيمن عدم ذكر اسمها- إن زوجها أصبح مدمناً على "الشابو"، وترك عمله، مضيفة: "صرنا نعيش على مساعدات أهلي، وأنا لا أستطيع العمل كوني لا أستطيع ترك أطفالي، وأخاف من سرقة ما تبقى من أغراض منزلنا كون زوجي لم يعد يكترث لأغراض المنزل". 

وتضيف بحرقة: "الحياة الجميلة التي كنت أعيشها قبل إدمانه تحولت إلى جحيم".

يذكر أن محكمة في محافظة حضرموت، أصدرت  (الخميس)، أحكام إعدام بحق اثنين من مروجي مخدر الشابو والحشيش، وهما "منصور محمد سعيد المعيلي" و"أبوبكر محمد سعيد المعيلي".

وصرح القاضي رائد لرضي رئيس النيابة الجزائية المتخصصة في حضرموت وشبوة وسقطرى والمهرة، أنه وبناءً على المادة رقم (34) من قانون مكافحة المخدرات رقم (3) لعام 93م تم الحكم بالإعدام على المذكورة أسماؤهم في ترويج المخدرات حداً وقصاصاً وتعزيراً.