موائد الإفطار بجامع الشاذلي بالمخا.. تقوية للروابط الأخوية وتجديد للعلاقات الاجتماعية

المخا تهامة - Thursday 07 April 2022 الساعة 09:41 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

تبقى موائد الإفطار الرمضانية، إحدى مميزات الشهر الكريم، حيث يتشارك الصائمون طعام الإفطار بشكل جماعي، كعادة ارتبطت بشهر الصوم.

وبالرغم من الوضع الاقتصادي، إلا أن المصلين يحرصون على إحضار الوجبات الغذائية من منازلهم، للمشاركة في موائد الإفطار الجماعي يوميا، في مساجد مديرية المخا، من بينها جامع الشاذلي أقدم مساجد الساحل الغربي.

يقول نصر عمر سليمان، وهو إمام جامع الشاذلي، الذي كان يعد من أشهر مزارات الصوفية في الجزيرة العربية، لنيوزيمن، إن الجميع يأتون إلى هنا قبل موعد أذان المغرب بدقائق ليتشاركوا وجبات الإفطار الرمضانية التي تمتد على مسافة في باحته الأمامية ولأداء صلاة المغرب.

ويشرح سليمان، كيف كان هذا الجامع الذي يعد الأقدم في مناطق الساحل الغربي، منارة دينية وعلمية يقصدها الزائرون، ومريدو الطريقة الشاذلية المعروف عنها الاعتدال، من مدن ومناطق مختلفة.

ومع تراجع دور المساجد التي كانت تؤدي دروسا دينية، وحلقات حفظ القرآن الكريم، على حساب المدارس التعليمية، اندثرت العديد من الطقوس التي كانت تقام كالموالد الدينية، واحتفالات المناسبات الدينية كمولد النبي (ص) وذكرى الإسراء والمعراج وغيرها من المناسبات.

لكن بعض تلك التقاليد، ما تزال حاضرة بحسب "سليمان" الذي يرى أن الإفطار الجماعي واحدة من تلك العادات الحسنة التي ما تزال باقية، حيث يجتمع الأهالي، وسكان الأحياء السكنية القريبة على موائد الإفطار الرمضانية.

ويشرح محمد عبدالله، أحد المشاركين في موائد الإفطار الجماعي، الشعور الذي ينتابه أثناء تناول وجبة الإفطار مع جيرانه وأصدقائه، بالقول إن ذلك يمنحه السكينة والطمأنينة.

ويرى أن شهر رمضان إلى جانب أنه شهر التوبة، فهو أيضا شهر للمحبة، وتصفية النفوس من الأحقاد، وكأنه محطة سنوية للعودة مجددا للعلاقات الاجتماعية.

وبالنسبة له فإن المشاركة في وجبات الإفطار تعد تقوية للروابط الأخوية، حيث يتشارك الجميع على مائدة واحدة، مع ترديد الأدعية طلبا للمغفرة.

ويضيف إن الإفطار يسهم في استقرار العلاقات والتقارب الاجتماعي بشكل أقوى، بل إنه يعد إحدى المحطات الاجتماعية التي ارتبطت بشهر رمضان.

وتحتضن مدينة المخا، جامع الشاذلي، أقدم مسجد في الساحل الغربي، وينسب إلى رجل الدين البارز، الشيخ أبو الحسن علي بن عمر الشاذلي الذي قام ببناء الجامع عام 820 هجرية.

والشيخ الشاذلي صاحب الطريقة الشاذلية، وهي من الطرق الصوفية المعروفة باعتدالها، ولها مريدون كثر في اليمن وخارجه.

وتوفي الشيخ الشاذلي عام 821هـ/ 1418م، وتم دفنه في مدينة المخا، ويقع ضريحه بجانب المسجد الذي جرى توسعته وترميمه وتعميد السطح بالأعمدة الخشبية عام 1399 هجرية.