ثائر البرح قارع الملشيات والتحق بالمقاومة في أيامها الأولى

المخا تهامة - Monday 21 March 2022 الساعة 08:09 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

على امتداد الساحل الغربي في كل زاوية وركن ومخيم، أو مترس أو ثكنة، هناك  قصة يجب أن تروى، يجب أن تُقص وتُحكى، لتعرف الأجيال والشعوب والعالم هذا النضال اليمني وصموده في وجه طوفان الحرب التي يقودها الاماميون الجدد "ملشيات الحوثي" لاستعادة غبار الزمن والنكتة السوداء في تاريخ اليمن، خلالها استعبدوا اليمن قديماً، لألف سنة، تجرع الشعب خلالها الجهل والمرض والفقر.

نافع أحمد القمعري، واحد من تلك الوجوه التي تتكرر في طرقاتنا بالآلاف كل يوم، صموداً وتضحية، محارباً رفض الكهنوت من أيامه الأولى، وظل على نهجه، ثار ضد الحوثيين في البرح بالثورة التي قادها الشهيد علي عبدالله صالح، وفر من منطقته البرح بمديرية مقبنة، إلى المخا، في الأيام الأولى لإعداد الوية "حراس الجمهورية" في بير أحمد، ليكون أول الحاضرين لتلبية نداء النضال الوطني.

يقول نافع لنيوزيمن، إن اختلافنا مع ملشيات الحوثي كان اختلاف فكر وقضية، نرفض فكرا مستوردا يعيدنا إلى حكم الإمام والسيد، فكنت ممن يهاجم المتحوثين ومشرفيهم بالكلمة والحجة، حتى ثار الزعيم انتفضت مشجعا الناس بالبرح، وأن فكر هذه الجماعة منحط، إمامي، لا يعرف حرية أو ديمقراطية، يستمد مرجعيته من إيران.

مضيفاً، كان مشرفو الحوثي والمتحوثون يبحثون عني وعن ما أقول وما افعل، في جلساتي، اشتدت عليّ الحملات والرقابة حيث أبيع في مفرشي القات بسوق البرح، وبعد ثورة ال2 من ديسمبر، أصبحت من المطلوبين، وخرجت من بلادي طريداً وعساي ان أعود.

يسرد قصته بتمعن "استقررت بالساحل حتى حشدت المقاومة الوطنية أول لوائها ببير أحمد، وكانت رغبتي أن انتقم من هذه الجماعة بشكل كبير حيث أنهم هجروني بعد أشهر من زواجي، وكم اسعدني لأن تكون وجهتنا مفرق المخا والبرح، قبل أن نحول الوجهة إلى الحديدة، ولم يزدني إلا اصرارا في القاتل بأي أرض وأي معركة".

شارك كغيره من الرجال الذين وهبوا انفسهم ودماءهم رخيصة، في سبيل الوطن، وقاتل هذه النازية، في العديد من الجبهات بالساحل، يسرد متذكراً بعزيمة البطل "بعد أن اتممنا المهمة في شرطة القاعدة الادارية، وتوزعنا مرة أخرى بأحد الوية الحراس، المرابطة على تخوم الحديدة، خضنا الحرب بشجاعة إلى جانب رفقاء السلاح، في الساحل والدريهمي والجاح، والوازعية، استشهد رجال وخلف جرحى، لكن ذلك يحفز رفقاءه، حسب قوله، على المضي في دربهم بملاحم البطولة.

جلب أسرته عام 2020 بعد عناء طويل في الحصول على منزل بالايجار في المخا، ورغم أن التكاليف كانت باهظة، لم يعثر عليه بأي مبلغ، ما اضطره إلى السكن مع اسرته في ريف المخا بقرية زملائه ممن يرافقونه بالمترس الوطني، واستوطن هناك.

يعيش الرجل ورفاقه أغلب اوقاتهم بالمتاريس والثكنات ويرابط العديد منهم في سبيل أهداف نضاله الوطني، المستمدة من الفكر الديمقراطي الذي تربى عليه بعهد الرئيس علي عبدالله صالح، ويجب عليهم إن يعيدوه لاجيالهم.

فهو من القلائل، شجاعاً مقداماً، في الجبهات، يمنح الحياة والسلام، وحب الناس والوطن، يوالي المقاومة الوطنية، فكره وطرحه، ينبض بالوطنية، سواء في لوائه أو في طرحه وحواراته الأخرى مع غيره.

وهو واحد من الآلاف الذين يتواجدون في الساحل الغربي ضمن القوات المشتركة، ففي كل زاوية وجه، وخلف كل وجه قصة، والقصة يجب أن تروى، يجب علينا أن نخلد تلك الوجوه التي نصادفها لتكون شاهدةً وشاهدا على حقبة نذرت نفسها لاستعادة اليمن وديمقراطيته، ملتزمون "بالوصايا العشر"، ونضال الثورات المجيدات نحو هدف نبيل بمعركة الخلاص الجمهورية "القادسية الثالثة" بقيادة قائد نذر نفسه لحياة الثكنات ورمال المعسكرات وغبار التدريب بالمخا.