"الجدونة".. عيد أطفال المخا والساحل في النصف من شعبان- فيديو

المخا تهامة - Friday 18 March 2022 الساعة 05:47 pm
المخا، نيوزيمن:

يرفض أطفال المخا والساحل الاستسلام لظروف الحرب التي أوجدتها مليشيات الحوثي، ويتمسكون بالاحتفال بيوم "الجدونة"، أو ما يسمى بالبهجة في النصف من شعبان من كل عام.

والبهجة أو الجدونة يوم تتفرد به المدن الساحلية عن غيرها من المدن الأخرى، حيث يتم الاحتفال بها بطقوس متنوعة.

ويبدأ الأطفال الذين يرتدون الملابس الجديدة بالتجوال بين المنازل مع ساعات الصباح الأولى، ويقرعون الأبواب من أجل الحصول على الهدايا.

ويردد الأطفال خلال تجوالهم بين تلك المنازل عبارات خاصة بهذه المناسبة "جدونة وبيت هادي، جدونة بالفل والكاذي"، وجدونة تعني أعطونا.

وتعتاد الأسر على الاستعداد مسبقا لهذه المناسبة بشراء الحلويات المتنوعة، وإعداد الحلويات والكعك والمكسرات لتفادي إظهارها بأنها غير معطاءة، حيث يحصل كل طفل على نصيبه منها.

وتسهم تلك العطايا في التنافس بين الأطفال والرغبة في الحصول على أكبر قدر من الحلويات، من خلال السباق للوصول إلى المنازل التي تكون قد جهزت بكميات منها.

يقول الصحفي إسماعيل القاضي لنيوزيمن، إن الأطفال هم أكثر الفئات فرحا بهذا اليوم، لكأنه عيد خاص بهم وحدهم.

والسبب الذي يجعل الأطفال بهذه السعادة بحسب الصحفي القاضي، هي العطايا التي يحصلون عليها في هذا اليوم، إذ أن الأهالي يكونون قد اشتروا كمية من الهدايا التي يوزعونها على الأطفال.

ويرى صائم الدهر، وهو أحد أهالي المخا أن الاحتفال في الواقع يعد أملا للأطفال ويشعرهم بالمرح في هذه المرحلة الصعبة التي أوجدتها حرب مليشيات الحوثي.

ويحتفل سكان مديريات الساحل بهذا اليوم بمناسبة تحويل القبلة من القدس إلى مكة المكرمة، وهو احتفال يقام في بلدان عربية أخرى، كالإمارات التي يطلق عليها "حق الليلة" وفي الكويت "القريقعان"، حيث أخذت التسمية من قرع الأطفال للأبواب.

أما في البحرين فيسمونها "ليلة الناصفة" كما لها، أي الجدونة، في قطر تسمية أخرى "ليلة الناقلة" وفي عمان "القرنقشوة" كما يطلق عليها مسلمو الهند "ليلة البراءة". 

وتقام في هذا اليوم، الصلوات والعبادات والأدعية كما تقام الموالد الدينية، والأذكار والصلاة على الرسول (ص)، فيما تعد وجبة العشاء التي يتجمع حولها كافة أفراد الأسرة، كما لو أنه يوم عيد.

وجميع الأمسيات التي يتم إقامتها بعد صلاة العشاء تتم في دواوين عامة، أو منازل لأسر اعتادت على إقامة مثل هذه الموالد التي تعد الأقرب إلى الطقوس الصوفية.


ويقول الصحفي حسام بكري لنيوزيمن، إن "البهجة" في المناطق الساحلية، هي عبارة عن طقوس دينية وعادات سارية منذُ مئات السنين.

ويضيف إن المواطنين يرددون التواشيح والأناشيد الدينية التي تخص المناسبة، وهي شبيهة بالرجبية التي تقام في 27 من شهر رجب، وتشتهر مدينة حيس جنوب الحديدة بإقامتها والاحتفال بها عن سائر البلدات الساحلية الأخرى.

ويرى الصحفي القاضي أن "البهجة" من أكثر الموروثات الاجتماعية التي حافظت على بقائها منذ قرون، ويتذكر كيف كانت مناسبة خاصة للأطفال عندما كان يشاركهم الاحتفال بها قبل 25 عاما.

لكن العادات الاجتماعية التي كانت سائدة في هذه المناسبة، كإعداد الطعام وإحياء ليلتها بالذكر والموالد وترديد الأناشيد الصوفية، اضمحلت ولم يتبق منها سوى فرحة الأطفال بحصولهم على الحلويات.