شراك الموت الحوثية تلتهم أطفال الحديدة

المخا تهامة - Friday 11 February 2022 الساعة 07:32 am
الحديدة، نيوزيمن، هديل محمد:

تشكل الألغام والمتفجرات التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية، في التقاطعات والطرقات والشوارع والأحياء، في المناطق التي أخلتها القوات المشتركة ضمن عملية إعادة الانتشار أواخر العام المنصرم، خطراً على المدنيين وبالذات الأطفال، الذين صاروا يواجهون مخاطر الموت أو الإعاقة بتلك المتفجرات والألغام الحوثية.

وأدت الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً في محافظة الحديدة، إلى سقوط عدد من الضحايا، إذ لا تزال العديد من المناطق مليئة بالمتفجرات، حيث أحالت المليشيا الإجرامية بعض المناطق إلى حقول ألغام.

مأساة النازحين العائدين

يواجه النازحون العائدون إلى مساكنهم التي نزحوا منها منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، في مديريات جنوب الحديدة، مخاطر الألغام التي زرعتها المليشيا في الشوارع والتقاطعات ووسط التجمعات السكنية والمزارع، ما عرض حياة هؤلاء العائدين للخطر، وبالذات الأطفال الذين يشكلون أغلب ضحايا الألغام الحوثية في الحديدة.

وتمثل حقول وشبكات الألغام الحوثية في محافظة الحديدة، كابوساً يؤرق أهاليها، كما أنها تشكل عائقاً أمام عودة آلاف الأسر النازحة إلى مساكنها ومزارعها، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون وقوع ضحايا في صفوف المدنيين غالبيتهم من الأطفال.

وصباح الخميس الماضي كان الطفل محمد عمر مجهصي (14 عاما) برفقة ابن عمه يرعيان الأغنام في محيط قريتهما "الجروبة" إحدى قرى مديرية التحيتا جنوب الحديدة، قبل أن ينفجر بهما لغم أرضي من مخلفات المليشيا الإرهابية، وقبل ذلك كان طفلان من ذات القرية، قتلا قبل أسبوعين بانفجار لغم مماثل من مخلفات الحوثيين.

ويقول نازحون عائدون إلى مناطقهم، إنهم صاروا يخافون على حياتهم وحياة أطفالهم، جراء انتشار الألغام ورفض مليشيا الحوثي تطهيرها من حقول وشبكات الألغام، ورفضها وضع علامات تحذيرية للمواطنين في المناطق الملغومة.

وفي ديسمبر الماضي انفجر لغم أثناء عودة نازحين من أسرة واحدة، أحدهما طفل إلى قرية الحائط في مديرية الدريهمي الواقعة جنوبي مدينة الحديدة، ما أدى إلى مقتلهما، وكان القتيلان عائدين مع أسرتهما إلى منزلهم، بعد سنوات من النزوح منذ العام 2018.

وحذرت مؤسسات حقوقية المواطنين من العودة إلى القرى التي كانت تتخذها مليشيا الحوثي الموالية لإيران، مواقع وثكنات عسكرية بسبب الألغام التي زرعت في تلك المناطق.

حيس.. حقول الموت

تعد مديرية حيس جنوب مدينة الحديدة من أكثر المديريات المنكوبة بحقول وشبكات ألغام مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون سقوط ضحايا من أهاليها غالبيتهم من الأطفال.

وبتحرير القوات المشتركة في نوفمبر الماضي، القرى الريفية التابعة لمديرية حيس، عادت الكثير من الأسر النازحة إلى منازلها، بعد تخليص قراها من إرهاب مليشيا الحوثي، لكن المليشيا لم تنسحب الا بعد أن خلفت ألغامها المميتة لتحصد ضحايا أبرياء من العائدين إلى منازلهم، بعد سنوات من النزوح والتهجير، حيث زرعت الألغام وسط المنازل والمساجد والمدارس والطرقات العامة والأودية.

وسقط عدد من الضحايا من العائدين إلى قراهم نتيجة الألغام التي زرعتها المليشيا الحوثية في قرى مديرية حيس: القلمة، المزارع، الحايط، المحرق، النزالي، الفش، الشعوب، الضريبة، بيت بيش، بيت الحشاش، العنب، والمبروك.

وكان ثلاثة أطفال من أبناء حيس أصيبوا في يناير الماضي بجروح بليغة، جراء انفجار لغم فردي محرم دوليا، من مخلفات المليشيا الحوثية الموالية لإيران.

وفي ذات الشهر قتل اثنان من خبراء الألغام العاملين في مشروع "مسام"، كانا يقومان بتطهير المناطق المحررة في منطقة "محل الربيع" بمديرية حيس من الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في المنازل والمدارس والمساجد والمزارع والطرقات العامة".

والثلاثاء الماضي أعلن مشروع مسام عن مقتل 2 وإصابة ثالث من عامليه في المشروع إثر انفجار لغم حوثي، أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني في مديرية حيس.

ومن بين الحوادث الأكثر رعبا، وفاة طفلين وإصابة ثلاثة آخرين وجميعهم من أسرة واحدة في انفجار لغم حوثي مموه على شكل لعبة أطفال، في نوفمبر الماضي.

وكانت هندسة القوات المشتركة، طهرت حقول ألغام من مخلفات مليشيا الحوثي في مديرية حيس، قاد إليها سقوط ضحايا.

ورغم الجهود التي تبذلها الفرق الهندسية لنزع الألغام، إلا أن السلوك الخبيث للمليشيا الإرهابية بزراعتها في أماكن يصعب اكتشافها، صعب من المهمة.

مساعدة أممية للحوثيين

وفيما تحصد ألغام مليشيا الحوثي عشرات الضحايا كل يوم في أماكن مختلفة من مناطق سيطرتها، كشف القيادي الحوثي محسن طاووس المعين أميناً عاماً لما يسمى المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية (الجهة الانقلابية المتحكمة في نشاط المنظمات الدولية) أن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة قرر تخصيص 1.5 مليون دولار للمليشيا بمزاعم أنها ستنفق على عمليات نزع الألغام.

وسخر مراقبون من ذريعة الأمم المتحدة بمساعدتها لمليشيا في نزع الألغام؛ حيث أكدوا أن المليشيا منذ انقلابها على الشرعية لا تقوم بنزع الألغام، بل بتصنيع وزرع مئات الآلاف منها على امتداد المناطق التي تسيطر عليها.