ألغام الحوثي تفسد فرحة النازحين العائدين لمنازلهم في حيس

المخا تهامة - Wednesday 09 February 2022 الساعة 07:57 pm
حيس، نيوزيمن، خاص:

هرولت مجموعة من الأسر، فرحة بتخليص قراها الريفية بمديرية حيس من إرهاب مليشيات الحوثي، وعادت أخيراً إلى منازلها بعد رحلة نزوح مضنية.

لكن ما تركته مليشيات الحوثي، لا يختلف عما كانت تصنعه بالسكان من جرائم قتل، إذ خلفت أدواتها المميتة في انتظار السكان العائدين والتواقين شوقاً إلى منازلهم، بعد سنوات من التهجير وحياة النزوح الصعبة.

كانت الألغام أحد الأدوات الأكثر فتكاً والتي استخدمتها مليشيات الحوثي بكثرة لإزهاق أرواح المدنيين المناوئين لأفكارها الطائفية، وهو ما كان لها أن تفعله بسكان المناطق الريفية بمديرية حيس، إذ زرعت الألغام وسط المنازل، والمساجد والمدارس، والطرقات العامة، والأودية.

يقول يعقوب عباس، أحد العائدين إلى منطقة القلمة، لم تمنح أدوات الموت الحوثية السكان العائدين فرصة للفرح بعودتهم إلى حياتهم الطبيعية، وإنما تركت خلفها ما يبدل فرحتهم إلى أحزان، وأفقدتهم فرحة النصر بالعودة مؤخرا.

يضيف لنيوزيمن، إن سقوط ضحايا في القرى السكنية لحيس، لا سيما القلمة، والمزارع، والحايط، والمحرق، والنزالي، والفش، والشعوب، والضريبة، وبيت بيش وبيت الحشاش، والعنب والمبروك وبيت البلالي، جعلني أتوجس خيفة مما يكمن لنا تحت التراب.

خطوة للموت 

أخشى أن تكون خطوتي التالية هي خطوة للموت، يواصل حديثه بقلق، الضحايا المدنيون الذين سقطوا خلال الشهرين الماضيين فضلا عن أن كميات الألغام التي استخرجتها الفرق الهندسية تجعلك مرعوبا، مما وضعته مليشيات الحوثي، من ألغام وسط القرى المحررة، إنها هدفت من وراء ذلك إلى إفساد فرحة العائدين إلى ديارهم، وإلحاق الضرر بهم.

من بين الحوادث التي أرعبت "عباس"، انفجار لغم أرضي من مخلفات مليشيات الحوثي في مدني يسمى "سالم فتيني".

كان فتيني، البالغ من العمر نحو 70 عاماً، واحدا من المهجرين الذين عادوا إلى ديارهم، لكن لغما حوثيا مزق قدميه.

الأشلاء المتناثرة كانت لها وقع الصدمة لمن شاهدها، ونتيجة التأثير الذي سببته الحادثة المميتة أجبرت عباس على العودة إلى حياة النزوح مجددا، خشية أن يقع ضحية لأدوات الموت الحوثية.

ورغم الجهود التي تبذلها الفرق الهندسية لنزع الألغام إلا أن زراعتها بكثافة، فضلا عن عدم توافر خرائط انتشارها، والسلوك الخبيث لمليشيات الحوثي في زراعتها بأماكن يصعب اكتشافها، صعب من المهمة.

ولا يتوافر إحصاء دقيق بعدد الضحايا الذين سقطوا في تلك المناطق الريفية نتيجة ألغام مليشيات الحوثي خلال الثلاثة الأشهر الماضية، والتي أعقبت تحريرها من مليشيات الحوثي.