بائعون متجولون في المخا.. الكسب من أبواب المنازل

المخا تهامة - Sunday 09 January 2022 الساعة 09:52 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

يعمل العديد من الشباب في مهنة البيع بالتجوال في المناطق الريفية بمديرية المخا والتي تفتقر لوجود محال تجارية لبيع المنتجات التي يحتاجها السكان.

ويحصل أهالي تلك المناطق على احتياجاتهم من الباعة المتجولين الذين يحملون على ظهورهم داخل أكياس من النايلون كافة متطلباتهم.

ويقول محمد إبراهيم، الذي يعمل في هذه المهنة منذ نحو أربع سنوات، لنيوزيمن، إن البيع في المناطق الريفية يعتبر فرصة لكسب المال، كما تعد أولى الخطوات في سلم عالم المال والأعمال وأولى التجارب لرجال أعمال المستقبل. 

ومحمد الذي ترك المدرسة من أجل العمل بعد أن عجز والده عن توفير متطلبات الأسرة، اعتبر أبناء بلدته الريفية الواقعة بمديرية الزيدية جنوب الحديدة، مصدر إلهام له وقرر الانخراط معهم في هذه التجارة الناشئة.

يقول، إنه بدأ بشراء الأواني المنزلية بالدَّين، نظرا لعدم امتلاكه رأس المال، وكان يدفع أقساطها بالتدريج، وبعد عام بدأ يدفع ثمن البضاعة بعد بيعها، مما أتاح له تكوين مبلغ مالي أصبح رأس المال فيما بعد.

ويرى الشاب أنه واجه مصاعب في بداية مشواره كالسير لمسافات طويلة على الأقدام حاملا ما يقارب من 40 كجم من البضائع، وعدم القدرة على إقناع الزبائن بشراء ما بحوزته من بضائع.

غير أن السنوات التي قضاها في هذه المهنة أكسبته فهم مهارات الإقناع بطرق أفضل، ولم يعد يشعر بما كان يواجهه بداية انخراطه فيها حاليا.

ويؤكد زميله محمد درويش، أن العديد من أبناء بلدته الريفية يعملون في سبع مدن وينحصر عملهم في إيصال المنتجات إلى المناطق الريفية التي تخلو من الأسواق التجارية.

وتتعدد المنتجات التي يعرضونها ما بين الملابس وقطع القماش التي يتم لاحقا تشكيلها كملابس وفقا لأذواق المشترين، والأواني المنزلية وأدوات المطبخ وأواني تقديم الطعام.

ويمتهن كل بائع من أولئك الباعة ببيع أشياء معينة حتى يتمكن الجميع من تصريف ما لديهم من بضائع.

وبالنسبة لسكان المناطق الريفية في المخا، فإن وصول هؤلاء إليهم، يعد بمثابة تقديم طلباتهم إلى المنازل. إذ إن حصولهم على الأشياء التي يرغبون باقتنائها من أمام أبواب منازلهم، يعد خيارا جيدا مقارنة بالذهاب إلى مركز المدينة مع ما يحمل ذلك من تكاليف مالية إضافية لقاء أجور النقل والإقامة.

ويشتري الباعة المتجولون البضائع من شخص واحد كان عاملا يبيع الأدوات المنزلية مثلما يقومون به الآن قبل سنوات. وأتاح له كسب مبالغ مالية في أن يكون اليوم رجل أعمال برأسمال يناهز عشرة ملايين ريال.

يقول محمود منصور موضحا طريقته في الوصول إلى هذا المركز، إن الولوج إلى عالم التجارة في هذا المجال يحتاج إلى التركيز أثناء البيع والصبر وترشيد النفقات، بدون هذه العوامل الثلاثة لن تصبح تاجرا، بل إنك ستضيع في بداية المشوار.

ومن بين أسوأ العوامل التي باتت تهدد تجارة البائعين المتجولين، هو فارق عمولة تحويل المبالغ المالية المرسلة إلى أسرهم شهريا في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي.

وتصل أجور الحوالات إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي ما يزيد عن ضعف المبلغ المحول وهي مبالغ كبيرة تهدد تجارتهم المتواضعة.