وكلاء الشمال ومشاريع دول الإقليم.. الانتقالي والحوار جنوباً
الجنوب - Saturday 21 August 2021 الساعة 10:02 pmالحوار الجنوبي الذي يصر الانتقالي عليه ويرفضه كم منفي وكم احفورية محنطة من جماعة أبو ذيلة، جميع هؤلاء لم يعد لهم وزن، يفهم شعبي ولا عسكري يمكن من خلاله فهم حاجة انتقالية للتحاور معهم.
وهنا يجب أن نتحدث عن عدة نقاط لفهم ما يدور وما سبب فتح حوار وما نتائجه المتوقعة وما مستقبله وهذه النقاط هي:
1) ما الذي دفع الانتقالي لفتح حوار؟
2) من هم المستهدفون من الحوار؟
3) هل هناك صوابية سياسية لفتح الحوار؟
4) هل هناك أمل بأن يكون للحوار نتائج مثمرة على المجلس وقضية الجنوب؟.
فيما يخص النقطة الأولى عن دافع المجلس لفتح حوار، فليس هناك سبب معين يمكن فهمه إلا (تلبية لطلب خارجي أوروبي أمريكي أممي) أتى بدافع من نهج غربي معتاد وحث محلي من أحزاب وإقليمي مخادع من دول الجوار للغربيين وطلب منهم الضغط على المجلس لاشراك وكلاء هذه الدول في سلطة المجلس بعد أن اقتنعت هذه الدول الإقليمية المجاورة أن لا وزن ولا فرصة على الأرض تعطي وكلاءها مساحة للشراكة مع المجلس الطاغي الحضور والشعبية في الجنوب والمالك القوة فيه.
إذن دافع المجلس هو تلبية للرغبة الغربية ووضع حجة على الطرف الآخر إذا رفض الحوار، هكذا يعتقد المجلس!.
النقطة الثانية: من هم المستهدفون من الحوار؟ أو بعبارة أدق من هم المقترحون من قبل الأحزاب والقوى الإقليمية المقدمون بالاسم للدول الغربية لتقدمهم للمجلس وتطلب منه الحوار معهم؟..
الإجابة:
وكلاء الشقيقة عمان من مكونات مثل مجلس باعوم ومجلس الحريزي وشخصيات مثل ابن مساعد وغيرهم ووكلاء الشقيقة السعودية مثل مجلس فؤاد راشد وشخصيات اللجنة الخاصة مثل العطاس، ومكونات وشخصيات حضرمية بقشانية، ومثل وكلاء حزب الإصلاح من حركة النهضة والهيئة الشرعية الجنوبية وحراك أنيس منصور وشخصيات إخونجية مستقلة.. جماعة (الميكس هادي إخوان) مثل الميسري ومؤتمره الجنوبي والعيسي ومكون الائتلاف.
هؤلاء هم المقدمون بالاسم من الأحزاب والجيران للدول الغربية لتقدمهم للمجلس يحاورهم.. البقية مجرد أسماء نطت لنفسها مثل علي ناصر محمد، وعلي الحسني وغيرهم.
النقطة الثالثة والأهم: هل هناك صوابية للحوار؟
الإجابة: أن لا صوابية سياسية للحوار وأي حوار في مجال السياسة إلا مع أطراف أو طرف يمكنه تعطيل مسيرتك ولا يمكنك العمل بدونه، وهنا لا يتوفر في هذه الأطراف هذا الشرط ولا وزن حقيقي لها ولكنها مجرد وكلاء لأطراف حقيقية تملك قوة، ولكن لا يمكنها أن تكون في الصورة هي، لأن وجودها في الصورة كمحاور للمجلس يعد نصرا للمجلس، وهذه الأطراف الحقيقية هي: حزب الإصلاح وعمان والسعودية.
إذن كان اتفقنا أن الحوار من أجل الغربيين وبطلب منهم وللتحاور مع وكلاء رغم معرفتنا بالأطراف المحركة لهم فإن ذلك سياسيا غير مجد للمجلس، لأنه إذا كان المجلس يعتقد أن رفض الوكلاء للحوار معه يعد إقامة حجة عليهم أمام الغربيين فالمجلس غلطان، فلن يقتنع الأوروبيون ويقولون خلاص المجلس عمل اللي عليه، بل سيذهبون للقول: على المجلس تنفيذ شروط الوكلاء أولاً فقد اتضح لنا أنهم يرفضون الحوار من موقع قوي وأنهم أكثر عددا وأن لهم داعمين، وهذا نهج أوروبي غربي معروف لا يكل ولا يمل من محاولة صنع إجماع حتى مع من لا وزن له في جميع الدول.
وإذا رفض المجلس مواصلة المحاولات وتقديم التنازلات سيضع الأوروبيون اللوم عليه.
ولكن العقلية الغربية لديها ميزة حيث انك إذا رفضت الحوار وفرضت أمرا واقعا سيخرجون أول ببيانات ضدك ثم سيتعاملون معك، وهذا جلي في نموذج الحوثي وطالبان فقط.
أنت لا تمشي مع الأوربي في كل مطالبه المثالية جدا واعتمد على براجماتيته في قبول أمر واقع إذا شاهد أنك قوي على الأرض.
الصوابية السياسية هي أن يفرض المجلس وباشراك الأوربيين حوارا حقيقيا مع المحركين للوكلاء وأقصد حزب الإصلاح اليمني، وهنا سيظهر أن الحوار شمالي - جنوبي وهذه هي الحقيقة، لأن الوكلاء يمثلون مجرد مشروع الشمال وحوار مع عمان لإزالة مخاوفها عن جوارها الانتقالي وحوار حقيقي مع المملكة لحفظ مصالحها التي كسبتها في الجنوب بالاتفاق مع قوى الشمال منذ ما بعد 94م حتى اليوم.
هذا هو الحوار الحقيقي ومع الأطراف الحقيقية والذي سيكشف للعالم كذلك طبيعة الصراع وأنه ليس بجنوبي- جنوبي بل شمالي - جنوبي وإقليمي - جنوبي وهذا هو الواقع..
النقطة الرابعة هل هناك أمل من الحوار مع الوكلاء؟
الإجابة: الحقيقة أن لا أمل من ذلك وكل سيبقى على موقفه ولن يكون هناك ثمار حقيقية للحوار إلا مع الأطراف الحقيقية بعد أن تضمن مصالحها ومع الإصلاح اليمني بعد أن يقتنع أن لا مجال له للمخادعة عبر وكلاء وأنه لا يستطيع فرض مشروع شمالي عبر أي وكيل ومن مصلحته علاقة طيبة مع جنوب المستقبل إذا قبل أمرا واقعا في الجنوب من ناحية الاستقلال.
لهذا أنا لست مع هذا الحوار الذي يعتقد المجلس أنه سيقدم فيه حجة على الرافضين أمام الغربيين، بينما الحقيقة أن الغربيين لا مجال عندهم لنهاية المحاولات ولو إلى نهاية التاريخ.
وإذا توقفت أنت مهما قدمت تنازلات سيضعون اللوم عليك وإذا قدم الوكلاء في الحوار شروطا للبقاء في الوحدة ورفضت أنت كمجلس سيقول لك الأوروبيون إن الأغلبية في الطاولة ضدك ويحسبون عليك أنيس منصور مكونا.. بينما إذا فرضت واقعا، أول من سيتعامل معك الأوروبيون.