معركة استعادة الشرعية.. فشل وأزمة القيادة

تقارير - Friday 09 April 2021 الساعة 08:10 am
نيوزيمن، كتب/ وضاح العوبلي:

الحوثي يقاتل بمقاتلين يمنيين انطلت عليهم خرافاته وزوامله.

هؤلاء هم من أبناء المحافظات التي انتمي أنا وأنت وهو إليها، ولم يأت الحوثي بمقاتلين من موزمبيق أو من كوكب آخر.

 ومهما حاول أن يصورهم أو يهول قيمتهم، إلا أننا ندرك أن لدينا مقاتلين أشجع منهم وأكثر استبسالاً، يقاتلون لهدف واضح وشرعي، يتمثل بإسقاط الكهنوت واستعادة جمهوريتهم والعيش فيها بكرامة.. وهي الأهداف الوطنية والبديهية، والمنطقية والمعقولة، بعيدا عن الشعارات الجوفاء التي يطلقها الحوثي وعلى رأسها "تحرير فلسطين" بقتل اليمنيين وتدمير بنيتهم التحتية.

لا يمكن أن نقبل التشكيك في بطولات من يقاتلون في صف الشرعية ضد الحوثيين، ولا الانتقاص مما يقومون به، ولا نتجاهل كذلك ما يواجهونه من مشاق ومصاعب، ولا أخفي حجم انبهاري من استطاعتهم التكيف مع الظروف بكل أشكالها وأنواعها طوال أعوام الحرب وبشكل يفوق التصورات. 

كما أتفهم جيداً أن هؤلاء الأبطال يعانون من فقدان الثقة بالقيادة، وفقدان الثقة هذا ليس عبثياً، بل تعزز لديهم واكتسبوه بشكل متراكم جراء تصرفات المسيطرين على قرار المعركة، من أدعياء القيادة، طوال سنوات الحرب.

يعاني هؤلاء الأبطال أيضاً من اختطاف القرارين السياسي والعسكري للشرعية، بأيدي بعض القوى المحلية والإقليمية، وهو ما أدى إلى إخراج المعركة من مسارها الرئيسي، ودفع بها نحو مسارات متشعبة، خدمة لأهداف ضيقة ومشاريع حقيرة، نتائجها واضحة أمام الجميع.

يعاني هؤلاء الأبطال من انعدام كلي لأبسط الحقوق، ومن تجاهُل متعمد وغير مفهوم، ومن تلاعب بعض الأجندات والمشاريع، ومن تصرفات الجهات المُنفّذة لها وتأثيراتها على طبيعة ومسارات الحرب، وصولاً إلى إسقاط الأهداف الرئيسية للمعركة، وإفراغها من مضامينها، وهو ما لا يختلف عليه اثنان بأنه أكبر خدمة للعدو الحوثي، وتلاعب بتضحيات الجيش والمقاومة، وإجهاض لمعركتنا المصيرية.

نستخلص من كل ما مضى أن هناك "أزمة قيادة" هي المتسبب الأساسي بوصولنا إلى هذه الحالة، وهو ما يحتم علينا التفكير بحس وطني جمهوري خالص لاستعادة زمام المبادرة والبدء بمرحلة مختلفة تماماً تلبي استعادة ثقة الأبطال، وتستعيد معنوياتهم وعزائمهم القتالية، وهو ما سيكون له الأثر الإيجابي الفاعل في الميدان.

* * *

في العالم كله.. إذا توالى استشهاد القادة في مرحلة من مراحل الحرب، فلا بد أن تتحرك أجهزة الاستخبارات لمعرفة وبحث أسباب وحيثيات تتابع استشهادهم، للوصول إلى الحقيقة ومعرفتها ومحاسبة المتورطين في تسريب أي معلومات عن تحركات هذه القيادات.

يجب أن يكون التحرك الاستخباراتي على أساس نسبة ٩٠٪ احتمال وتوقعات بوجود خرق أمني واستخباراتي معادٍ يقف وراء استهدافهم، بينما تُترك نسبة ١٠٪ لاحتمال أن استشهادهم كان ناتجاً عن ظروف المعركة. 

ما يحصل عندنا للأسف، بعد استشهاد كل قائد، هو أننا نسارع إلى التهافت والتنافس وعقد الاجتماعات، واستقبال التزكيات والاتصالات من أكثر من جهة وطرف، كلها تتعلق بتعيين الخَلف له وقبل ان يَجِف دمُه.

ما هكذا تورد الإبل يا قادة.!!! 

لا بد أن هناك أسبابا وراء هذا التتالي في استهداف القادة، ولا أشك أن بعض هذه الأسباب ظاهرة ومكشوفةً، إلا أن هناك من يعمل بكل جهده لعدم إثارة مثل هذه المواضيع، لأهداف خاصة تخدُم بعض الجهات وترى أن ذلك ليس لصالحها.

*جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك