انهارت بطولات الإخوان وصمدت "الكدحة".. تفاصيل قصة النصر الوحيد بتعز لجنود "الحمادي"

تقارير - Saturday 03 April 2021 الساعة 08:05 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

 لم تكمل المعركة السنوية لتحرير تعز هذا العام من قبل محور تعز "الإخواني" شهرها الأول، لتنتهي سريعاً باستعادة الحوثي لأغلب المناطق التي أعلن عن تحريرها.

ليبقى الإنجاز الوحيد لهذه المعركة هو تحرير جبهة الكدحة على يد قوات اللواء 35 مدرع، اللواء الوحيد الذي لا يزال مغضوباً عليه من قبل إخوان تعز رغم نجاحهم في التخلص من قائده الشهيد عدنان الحمادي.

تروي مصادر عسكرية لـ"نيوزيمن"، تفاصيل الإنجاز الوحيد في معارك تعز الأخيرة على يد قوات اللواء 35، والذي لجأت له قيادة محور تعز بعد فشلها في تحقيق أي تقدم بالجبهة الشرقية أواخر فبراير الماضي.

هذا الفشل أجبر قيادة المحور على استدعاء قيادة اللواء 35 في الأول من مارس للدفع بها نحو تحرير الجبهة، وتم استدعاء قائد الجبهة ميثاق سيف فارع، وتم الاتفاق ووضع خطة التحرير.

وعقب ذلك قام أركان اللواء العقيد عبدالملك الأهدل بعملية استطلاع للجبهة ليتم بعد ذلك استدعاء أفراد من اللواء، بالإضافة إلى الأفراد التابعين لقائد الجبهة ميثاق سيف الذين تم توزيع 40 طلقة آلي فقط لكل فرد.

تقول المصادر بأن الأفراد التابعين لقائد الجبهة تمكنوا في الـ4 من مارس من اخترق نسق الألغام الوصول إلى قرب سوق الكدحة وثم العودة وأسفرت العملية عن استشهاد أحد أفراد المقاومة.

وفي يوم السبت الـ6 من مارس تم استدعاء قائد الكتيبة الخاصة باللواء 35 فتحي الحمادي من جبهة الأقروض للمشاركة في تحرير الكدحة من قبل أركان اللواء.

وعقب ذلك تم وضع خطة التحرير وتقسيمها على ثلاثة محاور: الأول يقوده فتحي الحمادي، والثاني محمد الجائفي أحد قادة الكتائب باللواء، والمحور الثالث يقوده قائد الجبهة ميثاق سويد.

لم تنجح المحاولة الأولى في التقدم وأدت لجرح عدد من جنود اللواء واستشهاد أحد المقاومين من أبناء المنطقة، وتكرر ذات الأمر اليوم التالي 7 مارس.

ومع حلول الـ8 من مارس تمكنت قوات اللواء 35 من السيطرة النارية على أهم مواقع مليشيات الحوثي العدو، منها موقع جبل الدرب وتبة الشيكي وموقع هوب الرعي ومحاولة الدخول إلى سوق الكدحة، وهو ما أغرى قيادات الإخوان العسكرية إلى بدء استثمار هذا التقدم.

حيث وصل مستشار قائد المحور العميد عبده فرحان "سالم" والذي يعد القائد الفعلي لقوات الإخوان بتعز، لعدة دقائق لالتقاط الصور في الجبهة والمغادرة سريعاً.

تباشير فجر الثلاثاء 9 مارس حملت معها الاختراق الحقيقي، حيث تمكنت قوات اللواء من اقتحام سوق الكدحة والسيطرة عليه وعدد من التباب منها موقع الخزان وجبال علقة الاستراتيجي ومدرسة الصديق ومستوصف الكدحة واغتنام دبابة وعربة BTR.

وفي الوقت الذي كانت فيه رصاص المعركة تدوي في الجبهة، كان لعاب الإخوان يسيل على الغنائم، حيث هرع إلى الجبهة القائد العسكري للإخوان "سالم" وقائد اللواء 35 عبدالرحمن الشمساني –المقرب من الإخوان– والتوجيه بتسليم العتاد الذي اغتنمته قوات اللواء إلى المحور.

محاولة "الإخوان" إحباط معنويات المقاتلين لم تنجح، حيث نجحوا في اليوم التالي 10 مارس في السيطرة على نقطة الـ500 ومدرسة طارق بن زياد واغتنام مدفع هاون 160 وعدد من القذائف ومنصة إطلاق صواريخ وعدد من الصواريخ.

ومع كل تقدم تحرزه الجبهة واغتنام معدات وأسلحة من مليشيات الحوثي، تهرع القيادات العسكرية الإخوانية لاستغلال ذلك، حيث وصل إلى الجبهة قائد الشرطة العسكرية العميد الإخواني/ محمد سالم الخولاني في مهمة "التقاط صورة".

ومع مغادرة الخولاني وصل إلى الجبهة قائد المحور خالد فاضل وقائد اللواء 35 الشمساني لذات المهمة وهي التقاط الصور في مدرسة طارق والمغادرة سريعاً.

تقول المصادر إن قيادة الجبهة تفاجأت أثناء إعدادها للهجوم القادم بوصول قائد الإخوان "سالم" إلى مركز عمليات الجبهة ومطالبة القادة الميدانيين بسرعة تسليم الآليات والمدافع التي تم اغتنامها من مليشات الحوثي إلى قيادة المحور.

ولم تقف جماعة الإخوان عند محاولات سرقة إنجازات قوات اللواء 35، بل وصلت إلى العبث بفرض قياداتها العسكرية لإدارة وتوجيه الجبهة.

حيث قالت المصادر إن القيادي العسكري الإخواني عبده حمود الصغير الذي يشغل عمليات اللواء 17 وصل إلى مركز عمليات الجبهة ووضع خططا للهجوم والتي كبدت قوات اللواء خسائر في صفوفها.

وتبدأ معها –بحسب المصادر– محاولات انتزاع الجبهة من يد قوات اللواء من خلال إجبار عناصر اللواء على مغادرة الجبهة، بتأخير إيصال الذخائر والغذاء ونشر نقاط للشرطة العسكرية تحت ذريعة تأمين المناطق المحررة وفي حقيقتها ابتزاز عناصر اللواء ومضايقة تحركاتهم.

وتصل الأمور إلى ذروتها باستهداف قوات اللواء 35 بصاروخ بالستي من قبل مليشيات الحوثي في مدرسة طارق بن زياد والتي أسفرت، بحسب المصادر، عن استشهاد 12 فرداً من الكتيبة التي يقودها فتحي الحمادي.

الاستهداف تم بعد ساعتين من مغادرة قيادات عسكرية إخوانية للمكان وعلى رأسهم "سالم" وقائد المحور ونشر نشطاء محسوبين على الإخوان لصور تواجد قوات اللواء بالمدرسة، وهو ما أثار شكوكاً قوية، أدت إلى رفض قوات اللواء 35 مواصلة القتال والتقدم.