"مكتب سياسي" بانتظار التحالفات لا التهميش

السياسية - Wednesday 31 March 2021 الساعة 03:29 pm
عدن، نيوزيمن، فريق التحرير:

صاحب الأيام الأولى لإشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية تباين للآراء والكثير من الأسئلة، فما بين الرفض بأحكام مسبقة مبنية على "شيطنة النوايا" وبين مطالبات بإتاحة الفرصة، وضعت العديد من الاستفهامات في مسعى للوصول إلى تصور مبدئي عن هذا المكون.

والواقع أن الإشهار شكّل صدمة لبعض القوى السياسية رغم تكلف قيادتها تجاهله، وظهر ذلك في طريقة تفاعل كوادرها وقياداتها الوسطية مع هذا الحراك السياسي الأجد، فيما شكل مفاجأة لم تكن في الحسبان لقوى أخرى قد تكون معذورة أن تتابع بقلق هذا المولود السياسي الجديد في هذه البقعة الاستراتيجية الحساسة من أرض الوطن.

وهكذا هي البدايات دوماً لأي فكرة، تقابلها الطبيعة البشرية بالرفض (لأنها مجهولة وهو أشد ما يخيف النفس البشرية) ثم تأتي مرحلة التأمل في كنهها وسبر أغوارها واكتشاف مكامنها واصطياد إيجابياتها، فالقبول وهو قدر هذا المكون السياسي بذرة تتجذر في الساحل الغربي، هذه الأرض الخصبة المعطاءة متحضرة لتزهر براعمها ويشتد عودها وتتفرع أغصانها في سماء الوطن.

ولرسم الخطوط العريضة لهذا المكون كان بيان الإشهار ولتلوين التفاصيل الدقيقة كانت كلمة قائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح التي أجاب من خلالها عن أسئلة يعلم أنها ستثار لا سيما من كوادر المؤتمر الشعبي العام والحكومة الشرعية وحتى من أبناء الساحل الغربي، فوضع نقاطاً على حروف بانتظار أن تكتمل بمواقف مختلف القوى السياسية من أجد المكاتب السياسية المعلن عنها.

فليس المكتب بديلاً لأحد، ولا ضد الشرعية، وبابه غير موصد أمام انضمام أو تحالفات مع من يؤمنون بمبادئ وأهداف المقاومة الوطنية، ومن حق أبنائها الذين لن يضعوا البندقية أن يكونوا جزءاً فاعلاً في الشرعية. وعلى ضوء ذلك لن يستمر طويلاً تجاهل القوى السياسية لهذا المكون.

ومن المهم القول إن قرار إعلان العمل السياسي لم يأت اعتباطاً بكل تأكيد، بل بعد دراسة متأنية، فكان القرار الشجاع الذي أعلن صبيحة الخامس والعشرين من مارس/ آذار 2021م، آخذاً في الاعتبار مصلحة اليمن واليمنيين لا سيما أبناء المقاومة الوطنية شهداء وجرحى ومرابطين في ميادين الشرف وأسرهم النازحة في المدن والقرى على أمل العودة كهدف أساسي في المقام الأول.

ومع ما يعتمل في الساحة اليمنية من مبادرات ومحادثات ومفاوضات مع مبعوثين في زيارات متناوبة لم تتوقف إلى المنطقة، منها ما نشاهده على شاشات التلفزة وأخرى تجرى في الغرف المغلقة وتمرر من تحت الطاولات لم يكن تأخير هذه الخطوة الهامة في مصلحة المقاومة الوطنية أبداً، فمن لا يستوعب المرحلة حيث تحدد التحالفات السياسية مسارها سيكون في الهامش السياسي والتفاوضي ولن ترضى المقاومة أن تكون في الهامش بعد اليوم.

ولمن يتوجس خيفة من أن يقابل المكتب السياسي بعدم الاهتمام أو التجاهل، يجب التذكير في هذا المقام ببدايات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية التي لم تمض سوى أيام معدودات على الدعوة التي وجهها العميد طارق لأبناء الشعب اليمني للانضمام حتى أقبل اليمنيون زرافات ووحداناً من كل محافظات الجمهورية شرفاً في الانتساب إليها حتى أصبحت في وقت قياسي وجيز قوة عسكرية وازنة تناسباً مع بقية القوى (والفضل للمتقدم) كما قالت العرب.