الجدونة.. عيد أطفال المخا - صور

المخا تهامة - Sunday 28 March 2021 الساعة 04:49 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

كانت الأصوات المنبعثة عن قرع الأبواب فجر الأحد، والجلبة التي أحدثتها أصوات الأطفال المتجولين بين المنازل، تنبئ عن مناسبة اجتماعية، عصية على النسيان في المخا ومناطق الساحل الغربي.

ويبدأ الأطفال، الذين يرتدون الملابس الجديدة، الاحتفال بالجدونة بالخامس عشر من شعبان من كل عام، من خلال التجول بين المنازل للحصول على العطايا، مرددين كلمات "جدونة وبيت علي هادي، جدونة بالفل والكاذي".

وشهدت أحياء المخا وحاراتها توافد الأطفال وتنقلهم من منزل إلى آخر، بما في ذلك القادمون من مناطق أخرى، للحصول على الحلويات التي يمنحها الأهالي لهم احتفاء بهذه المناسبة.

وقال أيهم عبده، وهو في الحادية عشرة من العمر، إن أكثر ما يجعل هذه المناسبة قربا إليه هو حصوله على الحلويات بكميات تفوق المتوقع.

وأضاف أنه بالرغم من قيامه بشراء الحلويات بشكل يومي، إلا أن الجدونة أو ما يسمى بعيد البهجة في تهامة، تمنحه قدرا أكبر منها، ما يجعله يتناولها لأيام. 

ويدفع تردد الأطفال على المنازل، الأسر بالاستعداد مسبقا لهذه المناسبة بشراء الحلويات المتنوعة، لتفادي إظهارها بأنها أسر غير معطاءة أو بخيلة.

وتتراوح مشتريات الأسر من الحلويات ما بين عشرة آلاف إلى 30 ألف ريال.

وتسهم العطايا المقدمة للأطفال بجعلهم في عجلة من أمرهم، إذ لا يفضل الكثير منهم بالرد على الأسئلة المتعلقة برأيهم عن المناسبة.

ويدفع التنافس فيما بينهم بالرغبة في الحصول على أكبر قدر من الحلويات، بالسباق للوصول إلى المنازل.

ولا يعرف بالتحديد السبب في جعل أبناء الساحل يحتفلون بهذه المناسبة منذ سنوات، وإن كان البعض يرى أنها تعود إلى اليوم الذي شهدت فيه تغيير القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة.

ويقول أحمد يوسف البالغ من العمر نحو 70 عاما، إن الجدونة من أكثر الموروثات الاجتماعية التي حافظت على بقائها منذ قرون، ويتذكر كيف كانت مناسبة خاصة للأطفال عندما كان يشاركهم الاحتفال بها قبل نحو ستين عاما.

وأضاف إن والديه كثيرا ما كانا يحدثانه عن تجاربهما بالاحتفال بالمناسبة التي ما تزال تفاصيلها عالقة في الأذهان، كإحدى ذكريات الزمن الجميل.


لكن العادات الاجتماعية التي كانت سائدة في هذه المناسبة، كإعداد الطعام وإحياء ليلتها بالذكر والموالد وترديد الأناشيد الصوفية، إضمحلت ولم يتبق منها سوى فرحة الأطفال بحصولهم على الحلويات.