تحدياً لإدارة بايدن.. كوريا الشمالية تختبر صاروخين

العالم - Thursday 25 March 2021 الساعة 05:13 am
نيوزيمن، أ ف ب:

أجرت كوريا الشمالية تجربة على صاروخين قصيري المدى بعد زيارة مسؤولين أميركيين كبيرين إلى المنطقة، وذلك للمرة الأولى منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض كما أعلنت واشنطن وسيول.

وعمدت كوريا الشمالية إلى التريث منذ تغير الرئيس في الولايات المتحدة وانتظرت حتى الأسبوع الماضي لكي تذكر رسميا أن إدارة جديدة تولت السلطة.

من جهته يقوم الرئيس الأميركي الجديد بتطوير استراتيجيته حيال كوريا الشمالية بعدما حاول سلفه دونالد ترمب اعتماد الدبلوماسية المباشرة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لكن بدون أن يؤدي ذلك إلى أي تقدم في نزع الأسلحة النووية في تلك الدولة المعزولة.

مساء الثلاثاء، كشف مسؤولون أميركيون عن إطلاق صاروخين قصيري المدى، غير بالستيين، مع التقليل في الوقت نفسه من أهميتهما عبر القول إنهما يصنفان ضمن "فئة الأنشطة العسكرية الطبيعية للشمال".

وقال مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس، إن هذين الصاروخين "لا يخضعان لعقوبات ضمن قرارات مجلس الأمن الدولي المتصلة ببرنامج الصواريخ البالستية" لبيونغ يانغ.

وأضاف "كوريا الشمالية لديها قائمة معروفة جيدا من الاستفزازات حين يتعلق الأمر بتوجيه رسالة إلى الحكومات الأميركية -الصواريخ الباليستية من مختلف المدى ومنصات الإطلاق المتنقلة والغواصات والتجارب النووية والنووية الحرارية".

وأوضح "لقد لاحظ الخبراء على حق أن ما حدث في نهاية هذا الأسبوع يعد في أسفل تلك اللائحة".

في ذات الإطار أعلنت هيئة أركان الجيوش الكورية الجنوبية أن التجربة هي كما يبدو على صاروخين عابرين أطلقا فوق البحر الأصفر، أي باتجاه الصين وليس اليابان حليفة واشنطن.

ويأتي ذلك بعد تدريبات عسكرية مشتركة أجرتها سيول وواشنطن في مطلع الشهر وبعد أيام على زيارة وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين لويد أوسن وأنتوني بلينكن الى طوكيو وسيول.

لكن إطلاق الصاروخين يشكل في هذا المنعطف الدبلوماسي، رد فعل لكن مع ضبط النفس. 

وردا على سؤال من الصحفيين قال بايدن "بحسب وزارة الدفاع، الأمور كالمعتاد".

وهكذا تكون إدارة بايدن قالت إنها رصدت على الفور إطلاق الصاروخين الأحد، لكنها لم تشأ "الترويج" لما لا تعتبره استفزازا كبيرا.

كانت كوريا الشمالية حذرت الأسبوع الماضي من أنها لن تغير موقفها تجاه الولايات المتحدة طالما لم تعدل عن "سياستها العدائية" تجاهها.

كما وجهت كيم يو جونغ الشقيقة النافذة للزعيم الكوري الشمالي تحذيرا "للإدارة الأميركية الجديدة التي تحاول" بحسب قولها "نشر رائحة البارود في أرضنا".

وأضافت "إذا كنتم ترغبون بالنوم مطمئنين للسنوات الأربع المقبلة، الأفضل من البداية عدم التسبب بأعمال تجعلكم تصابون بالأرق".

ورغم هذه التحذيرات الشفوية والآن الخطوة العسكرية، تؤكد الولايات المتحدة أنها لا تزال منفتحة على الحوار مع قادة كوريا الشمالية.

لكنها تحذر أيضا من أنها لا تعتزم وقف المناورات العسكرية المشتركة مع الكوريين الجنوبيين، كما فعل دونالد ترمب.

الأسبوع المقبل، سيستقبل جيك سوليفان مستشار الأمن القومي لجو بايدن في البيت الأبيض نظيريه الكوري الجنوبي والياباني. وسيكون رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا في نيسان/ابريل أول زعيم أجنبي يستقبله الرئيس الجديد شخصيا في الولايات المتحدة.

يمكن الكشف عن استراتيجية واشنطن الجديدة بعد ذلك.

وكان ترمب وكيم جونغ اون عقدا ثلاثة لقاءات تاريخية في عامي 2018 و2019. وانتهت قمتهما الأخيرة في شباط/فبراير 2019 في هانوي إلى فشل ذريع بدون إحراز أي تقدم بشأن القضية الشائكة المتمثلة في البرامج العسكرية المحظورة لبيونغ يانغ.

والنظام الشيوعي في كوريا الشمالي بات أكثر عزلة الآن منذ أن أغلق حدوده بسبب انتشار كوفيد-19.