صائد الحبار الذي يخشى على حياته من الباراكودا

المخا تهامة - Sunday 14 March 2021 الساعة 10:30 am
ذو باب، نيوزيمن، خاص:

يقضي علي سليمان أربع ساعات يوميا وسط المياه على شاطئ ذو باب، في مطاردة وصيد الحبار، لكسب رزق أسرته، غير أنه يعبر عن بغضه لتلك المهنة نظرا للمخاطر التي تحيطها، وإن كان مواظبا على مزاولتها منذ سنوات، مثلما هي أسرته التي تمتنعها منذ عقود مضت، للمخاطر التي تحيطها.

يعتمد سليمان على الطريقة التقليدية التي تعلمها عن أسرته في صيد الحبار، إذ يسبح طيلة ساعات وسط المياه بدون استخدام الشباك، بل قبضة يديه للإمساك بالحبار الذي يصل سعر الكيلو منه إلى ثلاثة آلاف ريال.

يقول لنيوزيمن، إنه يقضي النهار وأحيانا ساعات من الليل وسط الشعاب المرجانية ذات المستوى القريب من سطح المياه، إذ يسهل عليه صيد الحبار الذي يعرف بقلة الحركة خلال فترات المساء، لكن سليمان يرى في عمله مخاطرة قد تكلفه حياته، فموقع ذو باب القريب من المياه العميقة تجعلها مرتعا لتردد الأسماك الكبيرة التي تهاجم الصيادين.

يشرح سليمان المحنة التي تعرض لها قبل يومين، إذ صادف سمكة كبيرة وسط المياه، وكان عليه أن يسبح بشكل أسرع للنجاة بنفسه، ومن حسن حظه، أنه كان قريبا من الشاطئ، لكن الخوف الذي شعر به لحظتها، دفعه للخشية من أن يسبب له مشكلة صحية كبيرة.

"سبحت بشكل جنوني للنجاة بحياتي، مما سبب لي اجهادا كبيرا وضغطا على العمود الفقري استدعى

 زيارة الطبيب، والخوف هو من الشيء الأكثر رعبا، فعندما تكون وسط المياه، لا تعلم الخطر من أين سيداهمك".

يتذكر سليمان الذي لم يحصل على وظيفة منذ 1997م، أنه أشرف على الهلاك، وكان يدفع أقدامه للسباحة بقوة من أجل النجاة، لكن ذلك الرجل ذو البشرة الحنطية يوضح أن الأسماك ليست جميعها خطرة أو عدائية، بل إن الكثير منها يخيفها الأشياء اللامعة، التي تعكس ضوء الشمس، أو الأضواء المنبعثة من كشافات الصيادين خلال الليل، "غير أن وجود الصياد وسط المياه يجعله يشعر بالخوف، من أن تقوم إحدى الأسماك بمهاجمته".

أخطر أنواع الأسماك عدائية بشكل غير متوقع "الباراكودا"، يقولها ضاحكا، إذ تتعقب الصيادين من خلال لون أيديهم وأقدامهم البيضاء لمسافات أثناء السباحة، وإن كانت ذو باب لم تسجل أي حادثة قتل خلالها صياد بسبب هجوم سمكة.

يجني سليمان من عمله مبالغ مالية تتراوح ما بين 5 آلاف و20 ألف ريال، خلال موسم الصيد الذي يمتد لخمسة أشهر على أقل تقريب.

يقول إن مردوده المالي أقل بقليل عن بقية رفاقه، وذلك عائد إلى عدم امتلاكه بدلة غوص بسبب ثمنها الباهظ والذي يصل إلى 100 ألف ريال، فضلا عن كشاف يدوي بقيمة 70 ألف ريال والذي يتيح لصائدي الحبار العثور عليه بسهولة لأن ضوء المصباح يظهره جيدا، "فالحبار من الأحياء البحرية التي تستطيع تغيير لونها بلون الشعاب المرجانية".