"قفنون" بائع الحبوب شردته ملشيات الحوثي من سوق البرح

المخا تهامة - Wednesday 10 March 2021 الساعة 05:18 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

في بسطة لبيع الحبوب في سوق البرح الشعبي كان عبده قفنون يبيع أنواعاً مختلفة من الحبوب وهو في هذه المهنة منذ مطلع الألفية الثانية، حتى أواخر عام 2018.

كانت الاشتباكات وتبادل إطلاق المقذوفات تصل حتى بسطته في بداية العام قبل أن يقرر المغادرة ناجياً بنفسه من ويلات الاشتباكات التي تدور على أطراف البرح بين ملشيات الحوثي الذراع الإيرانية، والقوات المشتركة في الساحل الغربي التي امتدت حتى الوازعية فيما بعد بهدف تحريرها من الكهنوت. 

الشاب الذي تجاوز الثلاثين قبل سنوات كان قد ألِف العمل في سوق البرح، وبدأت علاقته تتوسع بين الزبائن مكتسباً صيتاً وأخلاقاً في التعامل ومصداقية في البيع، لكن سرعان ما قلصت المليشيات الحوثية في سوق البرح تحركاته وإجباره على دفع إتاوات باهظة ما دفعه إلى السفر. 

قرر العودة إلى قريته النجيبة عزلة الجمعة شرق المخا، تاركا بضاعته للمجهول ولملشيا الفيد، ساخطاً على تلك الجماعة من تصرفاتها التي لم تترك أي يمني في سبيل حاله. 

فبعد أشهر عجاف من البطالة والعوز قرر أن يشق طريقه مجددا وبدأ من سوق النجيبة، لكن السوق كان ليوم واحد، فغادر إلى المخا وبدأ مشروعه بخمسمائة ألف، اشترى بها كمية من الحبوب وجلس جوار الشارع العام تحت مظلته. 

وتتفاوت أسعار تلك الحبوب بين أنواعها المختلفة فسعر الدخن 16 ألفا، والبيني 15 ألفا، والغرب والذرة 13 ألفا، والأكب 20 ألفا، أما الدجر فأكثرها سعراً 30 ألف ريال. 

بدأ الشاب الأسمر تجارته من موسم الزرع، وصادف ذلك متسوقين كثرا من مناطق مختلفة من الوازعية وموزع ولحج وريف المخا والخوخة، فأقبل الناس على شراء الحبوب ما شجعه على الاستمرار. 

أما الآن فيعد الوحيد الذي يملك بسطة للحبوب في المخا ويقبل الناس على شرائها بين الفينة والأخرى، وقد تشتد عملية الشراء في مواسم الأمطار، وما يثقل تجارته أنه يشتري الحبوب البلدي من تجار في الجراحي بتهامة وهو ما يزيد من مبالغ أكياس الحبوب على المواطنين، كون فارق الصرف يتعدى الخمسين في المائة.

قفنون، واحد ممن وجد نفسه في المخا بعد أن هجرته قسريا ملشيا الحوثي من أماكن أرزاقهم.