جماعة متخمة تستبد بشعب جائع.. "بائع الثوم" وأطفال يقاومون زمن الحوثي

السياسية - Sunday 28 February 2021 الساعة 12:23 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

بينما تتمتع مليشيات الحوثي الإرهابية بالإنفاق العبثي، نتيجة نهبها لمرتبات موظفي الدولة، وتكرار الجرع السعرية للمشتقات النفطية والسلع الغذائية والأدوية، حيث جمعت ثروات طائلة من جباياتها على المواطنين في المحافظات التي استولت عليها، مقابل توقفها عن أي التزام لمن يخضع لسلطتها، فقد تزايدت عمالة الأطفال في اليمن بنسبة تتجاوز أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل عام 2014.

أضحت عمالة الأطفال في اليمن بعد 6 سنوات من انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، مشهداً يومياً، ينتزع من الصغار أجمل سنين حياتهم التي يفترض أن يقضوها في الدراسة، فعلى أطراف شارع صخر في محافظة صنعاء، القابعة تحت سيطرة، ذراع إيران، يقف محمد المكنى بـ"بائع الثوم" يحمل أكياسا بسيطة معبأة بالثوم ليعيل منها أسرته وبقية إخوته الصغار. 

صورة "محمد" جابت صفحات التواصل الاجتماعي، ليشاهد الجميع في حسرة، إلى أين آلت الطفولة في اليمن تحت وطأة الحرب وانقطاع المرتبات التي نهبتها مليشيات الحوثي، لتعيش الأسر في حالة فقر مدعق وتبعث بأبنائها الصغار إلى العمل بدلاً عن الدراسة. 

رواد الشبكة العنكبوتية، دشنوا حملة تبرعات لإعادة بائع الثوم محمد إلى المدرسة والتكفل بكل احتياجاته. 

يقول الطفل محمد لـ"سلمان القباتلي" الذي تكفل بإيصال التبرعات الدراسية، بملامح يغطيها السواد من حرارة الشمس، وخدوش نحتها البرد القارص، بعد أن شكى من تدني الدراسة في أرياف اليمن: (ماعاد بش دراسة سوى في القرية ونيتي أطلب الله على إخوتي). 

يركب محمد في البودي من عمران إلى صنعاء، ليبيع الثوم، ويتابع حديثه، "معي جمعية نيتي أن أطلب الله وأجمع لي قرشين اشتري باص زلومة، قد جمعت 200 ألف من قيمة الباص".

"أحمد حسن" البالغ من العمر 10 أعوام، أيضاً اغتال الحوثي أحلامه ليذهب في سوق البليلي من الصباح الباكر، بكرتونه الصغير ليبيع البيض "المسلوق".

في شوارع صنعاء تجد العديد من أحلام البراءة تقتل على يد "إسفنجة وعلبة صابون سائل"، فقد سُحقت أمنياتهم بالالتحاق بالدراسة، فيجلس الطفل عمار الذي لم يتم الثالثة عشرة من عمره، لترقيع الأحذية وتلميعها.

الحرب وممارسات الحوثي أدت إلى اتساع رقعة الفقر، وزيادة احتياج السكان للمساعدات الغذائية، حيث بات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليونا، بحاجة إلى مساعدات، وفقا لتقارير أممية، ويحتاج 12 مليون طفل إلى مساعدات عاجلة، في أعقاب ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، ففي عهد الحوثي وجد أطفال اليمن أنفسهم وحيدين أمام واقع مرير، معرضين للعنف، وضحايا للاستغلال، ورهن المعاناة، باعتبارهم الحلقة الأضعف في كل الحروب التي تمر بها البلاد.