انقذونا.. لقد بترت قدمي.. مأساة صياد انفجر به لغم حوثي في باب المندب

المخا تهامة - Tuesday 23 February 2021 الساعة 01:55 pm
ذو باب، نيوزيمن، خاص:

كان الوقت مبكرا حينما قرر حبيب حنبص الذهاب إلى شواطيء باب المندب للعمل في مهنة الصيد، إذ يعد الاصطياد بالسنارة، المجال الوحيد الذي يوفر من خلاله لقمة العيش لأسرته بعد ما فرت من ذو باب إلى باب المندب قبل سنوات.

وقف حبيب مع رفيقيه، منصور حنبص، وباسل طياش في القمة الجبلية التي يقع عليها معسكر جبل المنهلي، كانوا يسيرون ببطء للنزول من المنحدر الصخري إلى الشاطيء في الجهة الأخرى للجبل، ليبدأوا الغوص بعكس اتجاه التيار لكي يساعدهم على الغطس دون صعوبة.

وأثناء سيرهم انفجر لغم حوثي في القدم اليمنى لحبيب، فيما أصيب ابن عمه منصور حنبص بشظايا متفرقة في أنحاء جسده، وأصيب باسل طياش إصابة طفيفة.

أحدث الانفجار أجواء مرعبة في نفوس الصيادين الثلاثة، إذ لم يكونوا يدركون لحظتها ما الذي جرى لهم، فيما كان حبيب ملقيا على الأرض وفاقدا للوعي ويغرق في دمائه.

فر منصور وباسل بعيدا عن رفيقهما، بعد ما أدركا أن قدمه المبتورة ناتجة عن انفجار لغم حوثي، وبعد ثوان قليلة على حدوث المأساة، بدأ حبيب يستعيد وعيه، لكن وطأة الألم أخذت تسري في بدنه، لقد كان مرعوبا لما حدث له، والمصير الذي يتهدد حياته، إنه يقترب من حافة الموت جراء الدماء الغزيرة التي يفقدها والآلام المبرحة التي يشعر بها. 

دفعته خشيته من أن يفقد روحه، إلى التمالك واستعادة قوته في طلب النجدة، انقذوني أنا أموت أنا أنزف لقد بترت قدمي، لكن الشابين رفضا الاقتراب منه خشية أن يواجها نفس المصير، لقد كانت خشيتهما ناتجة من أن يدوس أحدهما على لغم حوثي آخر.. فيلقيان المصير نفسه.

شعر الصياد باليأس، وقرر التدحرج من رأس المنحدر الصخري إلى قرب الشاطئ،  وهناك قام صياد بإسعافه إلى منطقة رأس العارة، حيث أجريت له الإسعافات الأولية قبل أن يتم نقله إلى مدينة عدن.

قدم قائد جبهة باب المندب ذو باب ماجد عمر سيف المساعدة المالية التي مكنته من العلاج طيلة شهرين في إحدى مستشفيات عدن، لكن حبيب حوله اللغم الحوثي من شخص يكسب قوت أسرته بعرق جبينه إلى شخص معاق بحاجة إلى أشهر عدة للتأقلم على الوضع الجديد الذي أصبح عليه، وكذا الحصول على قدم صناعية تعينه على السير مجددا، فيما بدأت حالة أسرته المعيشية تتفاقم جراء فقدان معيلها القدرة على العمل.