“ولي الفقيه” يحكم صنعاء من طهران.. غريفيث يطلب السلام لليمنيين من إيران (2-2)

تقارير - Tuesday 23 February 2021 الساعة 05:51 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

على النقيض من المزاعم التي يروجها قادة المليشيات الحوثية واتهاماتهم لخصومهم بالعمالة للسعودية والإمارات.. شهدت السنوات الماضية براهين دامغة على أنهم ليسوا أكثر من مجرد عملاء لإيران التي لا تكتفي باستخدامهم كذراع عسكري بل وتتعمد إذلالهم بنظرة استعلائية عبّر عنها أحد ملالي النظام الإيراني حين وصف الحوثيين بأنهم شيعة الشوارع.

ومن الدعم المالي الذي تقدمه طهران للحوثيين والذي يتجلى في دعم منابره الإعلامية وعلى رأسها قناة المسيرة الناطقة باسم المليشيات وتأمين بثها من الضاحية الجنوبية التابعة لحزب الله في لبنان، لم يستطع الحوثيون إخفاء ارتباطهم وتبعيتهم وعمالتهم لإيران، فقد خرجت الكثير من التصريحات على ألسنة قيادات عسكرية إيرانية تؤكد أن طهران دعمت المليشيات الحوثية بأسلحة وخبرات عسكرية وغيرها.

وكانت زيارة الناطق باسم المليشيات الحوثية محمد عبد السلام ولقاؤه بالمرشد الإيراني على خامنائي وإعلانه ولاء المليشيات للأخير، دليلاً آخر على أن الحوثيين لم يكونوا سوى مجرد حركة مهمتها تلبية رغبات طهران وتحقيق أهدافها في اليمن وفي معركتها لبسط نفوذها في المنطقة.

وبعد تلك الزيارة لم تجد المليشيات الحوثية حرجاً في أن تجاهر بتحميل نفسها مسؤولية الهجوم الذي استهدف منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو شرقي المملكة، رغم أن التحقيقات الدولية أثبتت أن الهجوم كان مصدره إيران ولم يكن للحوثيين أي علاقة به سوى دليل آخر على أن الحوثيين ينفذون أوامر طهران ويخدمون أجندتها وأهدافها على أكمل وجه.

خطابات العمالة لزعيم المليشيات

ومثلما بدأ مؤسس المليشيات حسين الحوثي الترويج لأفكاره بتمجيد الثورة الإيرانية ومذهبها، فلم يعد شقيقه والزعيم الحالي للمليشيات عبدالملك الحوثي يجد غضاضة في إعلان ولائه لإيران، وهو ما يتضح من خلال المراجعة السريعة لمضامين الكثير من خطاباته التي أعلن فيها صراحة أن مليشياته إحدى حركات محور المقاومة، وأنها ستؤدي دورها في أي معركة عسكرية تستهدف هذا المحور الذي تقوده إيران.

وتطابقت مضامين الخطابات التي أطلقها زعيم المليشيات الحوثية مع تلك التي يخطب بها زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله وتبادلهما الإشادات ببعضهما وفي الوقت نفسه إعلان مواقفهما الداعمة والمساندة بل والتابعة لإيران وأهدافها، وتأكيدهما على أن حزب الله وحركة الحوثيين ستقفان إلى جانب طهران في حال تعرضها لأي اعتداء من قبل أي دولة أخرى.

وكان لافتاً أن مليشيات الحوثي وزعيمها حاولوا إثبات ولائهم وتبعيتهم بشكل غير مسبوق من خلال حرصهم على تحويل مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني إلى فرصة لتقديم صورة جلية عن تبعيتهم المذهبية والعسكرية والسياسية لإيران، حيث تحولت صنعاء وشوارعها إلى مكان لرفع صور سليماني وتدبيج خطابات الثناء والتمجيد له والحرص على تأكيد السير على دربه ومواصلة ما كان يمارسه من أنشطة إرهابية وتخطيط وقيادة وتنفيذ الأعمال العسكرية والإشراف على نقل الأسلحة من طهران إلى أذرعها في المنطقة حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق ومليشيات الحوثي في اليمن.

إيرلو.. الحاكم العسكري الإيراني لصنعاء

وجاء تهريب طهران للقيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو إلى صنعاء قبيل إعلان تعيينه سفيراً لها لدى سلطات المليشيات الحوثية ليمثل القشة التي قصمت ظهر البعير، ويقدم الدليل الأنصع على أن مليشيات الحوثي تؤدي دورها في العمالة لإيران وخدمة أجندتها على أكمل وجه.

<<  الجمهورية دعمت جيش العراق ضد صرخة الخميني.. فتأسس الحوثي لتأديب اليمنيين (1-2)

ومنذ أن حط إيرلو الرحال بالعاصمة صنعاء حتى تحول مقر سفارة بلاده في منطقة حدة إلى بديل لدار الرئاسة، حيث بات سفير طهران يؤدي دوره كحاكم عسكري لصنعاء ومناطق سيطرة المليشيات ويلتقي بكافة مسؤولي الدولة ويبحث معهم قضايا لا علاقة لها بعمله الدبلوماسي.

ولم تستطع مليشيات الحوثي إخفاء عورتها وحقيقة تبعيتها لإيران، حيث ظهر السفير الإيراني وهو يمارس أنشطة تشابه تلك التي كان يمارسها الحاكم العسكري الأمريكي للعراق بريمر، فقد بات يطلق التصريحات التي تحدد مواقف سلطة المليشيات تجاه القضايا الخارجية، وأصبح يستغل اسم الشعب اليمني لإطلاق مواقف سياسية تتسق ومواقف خارجية بلاده من قضايا المنطقة، وأحيطت تحركاته بإجراءات أمنية مشددة وحراسة مكثفة لم تحظ بها حتى قيادات المليشيات، وليكتمل المشهد بحضوره فعاليات وأنشطة أقيمت خصيصا لإعلان ولاء وتبعية المليشيات الحوثية لإيران ومشروعها التوسعي في المنطقة، ولعل حضور السفير الإيراني حسن إيرلو والقاءه كلمة داخل جامع الصالح في ذكرى مقتل قاسم سليماني كان صورة لمدى ما يمارسه السفير من دور كحاكم خفي يدير السلطة ويوجه الأتباع والعملاء لتنفيذ برامجه وتحقيق أهدافه، وهو ما اتضح من خلال تعمد إقامة الاحتفاء بذكرى مقتل سليماني في جامع الصالح خصوصا بعد أن نشرت صحف عالمية معلومات عن أن سليماني كان هو من أمر المليشيات الحوثية بقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح كعملية انتقام لمواقف اليمن ومساندتها للعراق في حربها ضد إيران.

ولم يكن تصاعد الهجمات الحوثية على السعودية منذ وصول إيرلو إلى صنعاء إلا خير دليل على أن الأخير أصبح فعلا هو الحاكم الذي يدير صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات ويشرف على تنفيذ أجندات طهران في المنطقة عبر ذراع المليشيات الحوثية.

زيارة غريفيت لطهران.. اكتمال أدلة العمالة

ظلت مليشيات الحوثي تنشر مزاعم تنفي فيها تبعيتها لطهران وتجاهد في إنكار تلك العمالة رغم كل الشواهد التي تظهر يومياً على أنها ليست سوى ذراع من أذرع طهران في المنطقة، ولم يكن مفاجئاً ما تضمنه تقرير فريق الخبراء الأممي من معلومات موثقة عن دعم إيراني وتهريب أسلحة من طهران إلى مليشيات الحوثي.

وجاءت زيارة المبعوث الأممي لليمن إلى طهران ومباحثاته مع المسؤولين الإيرانيين لملف اليمن لتضع المسمار الأخير في نعش أدلة العمالة الحوثية لإيران، حيث قدمت هذه الزيارة الدليل الأنصع على أن طهران هي من تحرك مليشيات الحوثي وهي من بيدها صنع قراراهم وتوجهاتهم.

والخلاصة التي يجدها المتابع، أن مليشيات الحوثي كانت وستظل مجرد حركة مسلحة صنعتها طهران لخدمة أجندتها في المنطقة، ومهما حاولت قيادات هذه المليشيات ستر عورة عمالتها إلا أنها سرعان ما تنكشف وتفضح حقيقة تبعيتها لمشروع الولي الفقيه وعمالتها المخزية لمشروع ملالي طهران.