شرعية هادي والإخوان تواجه تصعيد الحوثي بمارب بحملات تويترية

تقارير - Wednesday 17 February 2021 الساعة 08:41 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

بينما يتولى القيادي في مليشيات الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن محمد البخيتي الترويج والتنفيذ لحملة جمع تبرعات مالية لدعم المعركة التي تخوضها المليشيات بهدف إسقاط محافظة مأرب، تقابل قيادات الشرعية وفي مقدمتها قيادات الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح) الذي يعد المسيطر الأول على السلطة في المحافظة كعادتهم حملات إعلامية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك – تويتر).

ويقود البخيتي، الذي يشغل منصب محافظ ذمار من قبل المليشيات، حملة جمع تبرعات دشنها يوم العاشر من الشهر الجاري بشكل رسمي في مكتب بريد التحرير بالعاصمة صنعاء حيث تم افتتاح حساب خاص لتلقي التبرعات تحت مسمى حملة جمع التبرعات لجبهة مارب.

ولم يكتف البخيتي بالترويج للحملة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي بل قام بعملية نزول إلى بعض المصالح والمنشآت التجارية الخاصة مثل المطاعم وارغام ملاكها على دفع مبالغ مالية للحملة ونشر صوره معهم والاعلان عن مبلغ تبرعهم كما هو الحال في نشر صورته مع مالك مطعم الملكي المدعو سعد الضبيبي والإعلان عن تبرعه بمبلغ خمسة ملايين ريال لدعم جبهة مارب.

هذا النشاط البخيتي الحوثي ورغم كونه نشاطا يندرج ضمن الانشطة الإرهابية لمليشيات الحوثي ومساهمة في عمليات القتل التي تمارسها عناصرهم بحق المواطنين اليمنيين، الا انه من الناحية السياسية والعسكرية يقدم دليلا على اخلاص القيادات الحوثية لمشروعها الفكري والمذهبي القائم على العنف والقتال لفرض توجهاتها وسيطرتها وبسط نفوذها وسلطتها على الناس بالقوة، ويعكس في الوقت نفسه ان أحد أسباب نجاح المليشيات في تحقيق الانتصارات العسكرية في جبهات نهم والجوف وسعيها الحثيث لاسقاط مارب هو نشاطها وتحركها الميداني، واستخدامها لكافة الوسائل لخدمة اجنداتها حتى ان البخيتي يرد على تعليقات المعلقين على دعواته للتبرع بتوفير الغاز والبترول بالزعم انه بعد تحرير مارب ستوفر سلطة المليشيات النفط والغاز للمواطنين.

في المقابل يجد المتابع قيادات الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح) والذين يسيطرون على السلطة في محافظة مارب الغنية بالنفط والغاز والتي تعد المعقل الرئيس الذي استخدموه في غسيل الاموال التي نهبوها من دعم التحالف وانشأوا بها مشاريع استثمارية وتجارية يكتفون بقيادة حملات اعلامية تهريجية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فقط.

ويجد المتابع قيادات إخوانية مثل محمد الحزمي وصالح سميع وعديد من اعلاميي ونشطاء الإخوان ينفذون حملات خجولة على صفحات التويتر والفيس بوك تتحدث عن صد هجومات الحوثي، وتمكن القبائل والجيش الوطني من صد محاولات المليشيات الاستيلاء على مواقع جديدة، وينهون حملاتهم تلك بالدعوة لله ان يساعد مقاتلي الجيش والقبائل في مارب على مواجهة المليشيات الحوثي وافشال خططها لإسقاط المحافظة.

وفي سياق ذي صلة وبينما تقوم القيادات في المليشيات الحوثية مثل ابوعلي الحاكم ومحمد علي الحوثي بعملية تواصل يومية مع القيادات القبلية والشخصيات الاجتماعية وتنفيذ عمليات حشد للمقاتلين إلى جبهة مارب، تكتفي قيادات الشرعية بالتقاط صور وزير دفاعها وقد فرش له البساط الاحمر في مطار سيئون احتفالا بعودته، وتسريب وثائق عن خلافات بينهم وبين رئيس هيئة الاركان، وترك مهمة نشر بعض التغريدات المنتقدة لهجوم المليشيات الحوثية على مارب ووصفها بانها دليل على توجه الحوثي لإفشال جهود السلام على وزير اعلام الشرعية معمر الارياني، فيما تترك جبهات القتال ومناطق المعركة والمواجهات لبقايا الابطال المدافعين عن الجمهورية من قبائل مارب وبعض جنود الجيش الوطني الذي لم يتسلم منتسبوه مرتباتهم منذ تسعة اشهر.

صحيح ان قبائل مارب استطاعت حتى الان ان تكسر جنون الإرهاب الحوثي وتفشل هجوماته المتكررة وتمنع اسقاطه لمحافظة مارب الغنية بالنفط، لكن تضحيات القبائل وما قدمته حتى الان لن تكون كافية لمنع جنون المليشيات الحوثية من الاستمرار في شن معركة حياة أو موت بالنسبة له حيث تشعر المليشيات ان اسقاطها لمارب لن يمكنها من السيطرة على النفط والغاز والتموضع على رقعة جديدة على حدود السعودية فحسب، بل وسيكون بمثابة رصاصة رحمة على شرعية فشلت حتى الان في الحفاظ على الانتصارات التي تحققت على مليشيات الحوثي وسمحت لها بفعل فسادها وهروبها واستمرار بقائها في الخارج في استعادة الكثير من المناطق كالجوف ونهم وغيرها، واذا ما سقطت مارب في يد المليشيات الحوثية فان الشرعية ستجد نفسها عارية امام المجتمع الدولي الذي لن يكون بمقدوره الدفاع عن شرعية فاشلة وفاسدة وسيضطر لمنح المليشيات الحوثية افضلية في أي جولة مفاوضات لفرض شروطها وخصوصا في رسم مستقبل شمال البلاد.

ومثلما خانت الشرعية تضحيات منتسبي المقاومة الوطنية في الساحل الغربي وتآمرت على انتصاراتهم بالتوقيع على اتفاق ستوكهولم الذي مكن المليشيات الحوثية من ابقاء سيطرتها على ميناء الحديدة، فان فساد الشرعية وعجزها وما تمارسه من الاعيب وافتعال صراعات جانبية مع كل من لا يدين بالولاء لها، فضلا عن ركونها على نشاط اعلامي افتراضي تقوده مجاميع من القيادات والاعلاميين والنشطاء القابعين في فنادق الخارج وكلها عوامل قد تساهم عاجلا أو آجلا في تمكين الحوثي من تحقيق انتصار اخر بإسقاط مارب واسقاط مشروع وشرعية الشرعية في مناطق الشمال وخلق مبررات للمليشيات لرفع صوتها ومطالبها في أي طاولة مفاوضات قادمة.