قائد معركة حيمة تعز: المواطنون وصلوا مرحلة لم يعودوا قادرين على تحمُّل ابتزاز المليشيا والكمائن تكتيك يخشاه عملاء إيران

تقارير - Tuesday 16 February 2021 الساعة 09:31 pm
المخا، نيوزيمن، حوار خاص:

 كانوا نحو أربعين مقاتلاً يتأهبون للحاق بالمقاومة الوطنية صباح الجمعة، كخيار يرسم معالم جديدة لقتال مليشيا الحوثي، جميعهم في العشرينات من العمر، ويمتلكون حماساً متقداً في قتال المليشيات، وهو نفس الحماس الذي مكنهم من خوض غمار ثلاث جولات من القتال ضد المليشيا التابعة لإيران، إنهم شباب انتفاضة حيمة تعز، الذين فضّلوا عدم الاستسلام في قتال العصابة الإرهابية ليبدأوه مرة أخرى من بوابة المقاومة.

مراسل نيوزيمن في المخا، التقى قائد معركتهم الأخيرة، مفيد الحربي، وأجرى معه هذا الحوار.

* حدثنا عن كيفية تصديكم لمليشيا الحوثي؟

أمام فارق القوة بيننا ومليشيا الحوثي كان ينبغي علينا أن نغير من طبيعة المواجهة المباشرة إلى استخدام تكتيك الكمائن، كنا تختبئ في أماكن محددة نعلم أن أطقم المليشيات ستمر من خلالها، فنكمن لها ونقوم بتنفيذ الهجوم، كان هذا التكتيك القتالي مناسباً مع الحشد الهائل للمليشيات والأسلحة الثقيلة التي تملكها مقابل الأسلحة الآلية التي لدينا.

في الواقع أكسبتنا المعارك السابقة الخبرة الميدانية في قتال مليشيات الحوثي، والتي تعتمد في قتالها على استخدام الحشد الهائل للمقاتلين والأسلحة والتغطية النارية الهائلة، من أجل أن تحدث هزيمة نفسية لمناوئيها.

*أصعب لحظات المعركة؟

أصعب اللحظات هي أن تقاتل جحافل المليشيا بأسلحة شخصية ومن أماكن مفتوحة، خصوصاً أن منازلنا معروفة وكانت المليشيات تقوم باستهدافها رغم وجود النساء والأطفال بداخلها، تخيل أننا جميعاً لا نمتلك "معدل شيكي" أو صواريخ حرارية، ولو امتلكنا مثل هذه الأسلحة لكانت طبيعة المعركة تغيرت، فضلاً عن أن كافة خطوط الإمداد مقطوعة، إضافة إلى عدم وجود أي طرف تبنى دعمنا، لكن أفضل معارك القتال مع المليشيات كانت معركة الوادي، إذ أتاح لنا المناورة وإيقاع خسائر في صفوفها.

* ما السبب في جعل المعارك تتكرر باستمرار في حيمة تعز؟

أود القول إن مناطق وقرى الحيمة رافضة للمشروع الحوثي، وكانت من المناطق المؤيدة للزعيم علي عبدالله صالح، وعندما أعلن انتفاضة ديسمبر لبينا النداء وخرجنا معه وسيطرنا على المنطقة، ومن حينها بدأت مليشيا الحوثي تكن لنا العداوة، وتمارس علينا أنواع الابتزاز والقهر، تخيل أن مواطناً كان يعمل في شراء القات من المزارعين ليبيعه في السوق، جاء المشرف "أبو معارك" وأخذ جزءاً من المزرعة، وعندما اعترض أخذ جزءاً آخر، وكلما كان يعترض عن السبب، كان يحدد حصة أخرى لأخذها، وفي الأخير لم يكن أمام المواطن سوى الصمت، لأنه لم يتبق له من الجربة التي قام بشرائها سوى شيء بسيط، هذا مثال بسيط لما تقوم به مليشيا الحوثي، إذ تفرض جبايات مالية وتقوم بأخذ أموال الناس بالباطل، ومن يتجرأ على اعتراضها يواجه الحبس وربما القتل، والناس وصلوا إلى مرحلة لم يعودوا قادرين على تحمل ذلك الابتزاز.

 * ما قصة الطفل صهيب، ولماذا أعلنت المليشيات جائزة لمن يدلها عليه؟

قصة ابني صهيب، هو أن المليشيات أرادت أن تأخذه رهينة، وعندما فشلت أعلنت جائزة لمن يأتيها به بنحو عشرة ملايين ريال، مليشيا الحوثي أرادت أن تقوم بإخضاعي عن طريق ابني، لكن الحمدلله، نجا ونجونا جميعاً. صحيح أنها أخذت عشرات المواطنين كرهائن مقابل أن نصمت ولا نتحدث عن جرائمها.

* كيف خرجتم وكيف خرج الطفل صهيب رغم أن المليشيات طوقت الحيمة من كل جانب؟

لا أخفي عليك سراً أننا كنا مجموعة من الشباب تتراوح أعدادنا ما بين ثلاثين إلى أربعين مقاتلاً بأسلحة شخصية مقابل عشرات الجنود والمسلحين بالسلاح الثقيل، وأمام هذا الحشد كان من الصعب علينا الاستمرار في المواجهة، وفضلنا الانسحاب، خصوصاً أنه لا توجد أي جهة أعلنت عن دعمها لنا، وكان استمرارنا في القتال وبدون دعم صعباً تماماً، ولو كنا امتلكنا أسلحة نوعية لكان الوضع قد تغير الآن تماماً.

أما فيما يتعلق بكيفية خروجنا، فقد سلكنا طرقاً بعضها كانت بالقرب من مدرعات المليشيات وتسللنا بشكل فردي وتجاوزنا نقاط الحوثيين ومواقع تمركزهم، والبعض منا عبر بجانب الأطقم الحوثية تماماً، وما ساعدنا على ذلك هو طبيعة المنطقة.

أما ابني، فقد تم تهريبه عبر والدته من قرية إلى أخرى، حتى خرجوا من الحيمة، وبعدها انطلقوا في سيارة ركاب من إحدى المناطق وأجتازوا نقاط التفتيش الحوثية إلى أن وصلوا المدينة، وقد قامت والدته بجهد كبير من أجل أن لا يلحق بابننا الأذى وتوفقت في ذلك، وهو تصرف تشكر عليه.

* كم عدد شهداء المعركة الأخيرة؟

سقط من المدنيين 7 شهداء، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 8 أربعة منهم تم أسرهم بعد إصابتهم. 

* هل يوجد للحوثي حاضنة شعبية بالحيمية؟

لا توجد حاضة شعبية للحوثي على الإطلاق، حتى خطيب الجمعة يحرض على المليشيات علانية.

* كم تقدر عدد قتلى المليشيات في الحرب الثالثة؟

 اعترفت المليشيات ب18 قتيلاً، لكن ما هو مؤكد بحسب الأرقام التي تم جمعها من ميادين القتال يصلون إلى 40 قتيلاً، خلافاً للجرحى، لأننا كنا نقوم بمهاجمة عناصر المليشيات وهم على الأطقم باستخدام الكمائن، وهذا يوقع فيهم خسائر بشرية.