كُراسات مضرجة بالدماء.. على بوابة المدرسة قناصة الحوثي انتهكوا طفولة "عمر"

المخا تهامة - Saturday 06 February 2021 الساعة 08:30 am
الخوخة، نيوزيمن:

يتعرض أطفال الحديدة، في المناطق التي ما تزال خاضعة لمليشيات الحوثي، لمخاطر عدة تستهدف حياتهم، منها القتل المباشر من قبل قناصة مليشيا الحوثي، وألغامها المنتشرة على الأرصفة والحقول الزراعية والطرقات.

مخاطر التعرض للقتل أدركت الأطفال حتى قاعات فصولهم الدراسية، كما حصل في إحدى مدارس قرية الجبلية جنوبي المحافظة.

كان عمر قاسم عبدالله، البالغ من العمر 15 عاماً، واحداً من الطلاب الذين يرون أن مستقبلهم تتشكل بداياته من فصول المدرسة، حيث كان يذهب إلى المدرسة كل صباح في منطقة الجبلية يؤدي واجبه ثم يعود بعد ذلك للعمل في حقل زراعي خاص بوالده الذي فارق الحياة بحادث مروري، ليبيع محصول الحقل من أجل الإنفاق على أمه وأشقائه الثلاثة، رغم حداثة سنه.

في أحد الأيام، قبل عامين، عندما كان الطلاب يركضون في أروقة المدرسة أثناء الاستراحة، سقط عمر على الأرض، وقد تضرجت كراسته بدمه الطفولي متأثرًا برصاصة قناص حوثي سكنت في رأسه وأدت إلى مقتله في الحال.

بكمد وبؤس، تقول والده عمر، ذهب ابني إلى المدرسة وقام أحد عناصر الحوثيين بقنصه، وأما زوجي فقد مات قبل هذه الحادثة بعامين إثر حادث مروري، وتردف بنبرة حزينة قائلة: بقيت وحدي مع ثلاثة أطفال ولا أحد يعولنا.

يقول يحيى عبدالله، عم الطفل، إن ابن أخيه عمر قاسم كان يعول أمه وإخوانه الثلاثة بعد وفاة والده قبل عامين، وقد جرى قنصه من قبل الحوثيين في المدرسة.

ويتابع العم بحديث مقتضب، أن الحوثيين تسلطوا عليهم، ولم يرحموا الأطفال ولا المواطنين ولا حتى الحيوانات، بل وزرعوا الألغام في كل مكان حتى إنهم لا يستطيعون السير بأمان، كما قام الحوثيون بتدمير منازلهم وكل شيء يمت لحياتهم بصلة.

بعد جريمة قتل ابنها، شدت أم عمر الرحال عازفة على أنشودة النزوح الحزينة مع أطفالها الثلاثة، تاركة أرضًا مضرجة بدماء ابنها وحقلًا يعني لها الكثير والكثير، لتستقر في منطقة الحيمة داخل كوخ يتوسطه موقد نار تعم حوله المواشي، ويتجرد من الأثاث المنزلية بقدر تجرد مليشيات الحوثي من الإنسانية.