قصة شاب وجد نفسه بائعاً متجولاً في مدينة لم يسمع بها من قبل
المخا تهامة - Wednesday 03 February 2021 الساعة 04:26 pmلم يكن يدرك الشاب أمين الحميدي، أن يكون يوماً ما عاملاً متنقلاً في شوارع وأحياء المخا، إذ إنه لم يسمع بها من قبل، أو أنه لم يعد يتذكر كلمة بهذا الاسم مرت عليه خلال فترة دراسته في المرحلة الأساسية.
لكن العمل في شوارع مدينة إب أصبح، كما يقول، مجدباً، ولم يعد البائعون الصغار يحصلون على أشخاص يشترون ما يعرضونه، إذ تقلصت اختيارات الناس لنتحصر في شراء الأشياء الضرورية فقط.
وأمام ذلك، كان على أمثال الحميدي ذي السابعة عشر من العمر، البحث عن وجهات جديدة للبيع، لكن المخا لم تكن ضمن المدن التي قفزت إلى ذهنه عندما فكر بشكل جدي بالبحث عن مدينة أخرى للانتقال إليها.
يقول الحميدي لنيوزيمن، إن قريباً، ألهمه للمجيء إلى هنا، بأن البيع فيها مجدٍ على خلاف العمل في شوارع مدينة إب، "أو مدينة أخرى كنت أفكر في الانتقال إليها"، وتلك كانت مقارنة مقنعة للذهاب إلى مدينة القهوة.
يصف الحميدي البيع في المخا بالمربح جدا، إذ يكسب في أفضل الأيام عشرين ألف ريال، وفي أسوأها ثلاثة آلاف ريال، لقاء بيع الميداليات والقبعات التنكرية والأعلام، قالها مازحا وهو يشير إلى حمولته، هذه الأشياء البسيطة تمنحني الكثير من المال، الذي أنفقه على أسرتي.
لدى الحميدي سبعة إخوة، أكبرهم طالب جامعي، ومع وقع الحاجة التي شعرت بها أسرته، قرر أن يعمل لتوفير احتياجاتها الشهرية، فوالده مسن وعاجز عن العمل، ولا احد في أسرته يمكنه تحمل هذه المهمة سواه.
لكن ما يرهق أرباح البائعين الصغار هي الحوالات المالية، إذ تصل تكلفة تحويل مبلغ 100 ألف ريال إلى أسرته، نحو 40 ألف ريال.
يضيف، أظل يومها متحسرا على الأيام التي قضيتها في سبيل كسب ذلك المبلغ الذي تم أخذه بما يصل إلى الضعف بعشرات المرات عما كان سائداً من قبل.
ويصف ذلك الشاب، أجور الحوالات المالية، بالظالمة إذ إنها تلقي أعباء إضافية لمن يفكر في العمل في مدن أخرى خصوصاً من مثله، ممن يكسبون القليل من المال لجعل أسرهم قادرة على البقاء على قيد الحياة في هذه السنوات الصعبة.