النجيبة سوق عامرة وبيع يزداد توسعاً.. سعر "الذراع" يقفز إلى مليون ريال

المخا تهامة - Tuesday 02 February 2021 الساعة 08:25 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

على امتداد سوق النجيبة الواقعة شمال المخا، كانت قاطرات النقل تقف وسط زحمة الباعة والمتسوقين، فيما كان سائق إحدى الشاحنات يصيح غاضباً من عدم مبالاة المشترين في إفساح الطريق للعبور، إنه يوم الخميس، سوق المنطقة الأسبوعي الذي يجذب أهالي تلك المنطقة للتزود بالمؤن.

لم يكن حتى وقت قريب هذا الزحام والتدافع بين الناس موجوداً، فقد ازدادت حركة الناس لشتراء حاجياتهم وبيعها في السوق، بعدما تحولت هذه الخطوط إلى خط رئيس إثر إغلاق خط الضالع صنعاء.

والخميس هو يوم سوق أسبوعي لبيع الأغنام والمواشي والمصنوعات الحرفية، أغنام كثيرة وسيارات، جرار (فخار ومقتنياته)، طماطم، وبطاطا، أشجار زينة، مشبك، ملابس وجبن بلدي ومواد تموينية تغرق هذا السوق الأسبوعي.

معظم الأهالي يأتون من أماكن متفرقة، من الهاملي ومناطق ساحلية عدة، الزهاري وسقم وطنح، يشترون ويبيعون في هذا السوق العامر بالحياة.

وبينما يقف محمد الطنيحي بانتظار دوره لشراء مقتضيات دكانه من محل القباطي لبيع الجملة، كان محله على ما يبدو حديث عهد ضمن المحلات التي يتم فتحها بذلك السوق.

خلال تجوالي بالسوق، كنت شديد الملاحظة للتغيرات التي حدثت واعتمدت في ذلك على ذاكرتي لحفظ أكبر قدر من الملاحظات، بدلا عن تدوينها على الورق لاسترجاعها عند الكتابة عنها.

كان الوقت صباحاً، والناس في السوق يتدافعون بنهم شديد، فالمتسوقون يفضلون قضاء حاجياتهم بسرعة والعودة إلى منازلهم، بينما كنت لا أزال منهمكا في تدوين تفاصيل الأمكنة، أما المتسوقون فإن عودتهم إلى المنازل قد تخفف من حدة الزحام وتسمح بالتقاط تلك الملاحظات. 

من بين البائعين كانت الحجة سعود، إذ اتخذت لها مكانا لبيع الجرار والأواني الفخارية، تجلس بجوار بضاعتها التي جلبتها ليلاً من ريف الجراحي، لبيعها هنا.

تتعدد تلك الأواني ما بين الجرار المستخدمة لتبريد المياه في المناطق الساحلية، وجرار تستخدم لسقي النحل ومجامير ووتنانير، تبيع ما تيسر منها وتنقل لقيتها إلى أسواق أخرى.

 تتنقل سعود، البالغة من العمر نحو خمسين عاماً، بين أسواق عدة لبيع الأواني الفخارية، فيوم الاثنين، يكون سوقا بالجراحي، والثلاثاء يكون سوقا في حيس، اما الخميس فهنا في النجيبة.

تزاول سعود تلك التجارة التي اعتادت عليها لبيع الفخار في الأسواق وشرائها من صناع في قريتها، رغم أنها من المهن التي تقاوم الاندثار.

توسع مستمر

استكملت الاستطلاع بسطات خضار كثيرة وبسطات شواء الأسماك متعددة، وفي ازدياد للزبائن، محال تجارية مختلفة كبيرة وصغيرة، محلات صرافة افتتحت قبل أشهر لأول مرة في هذه المنطقة التي كانت نائية وبعيدة عن الحركة التجارية، إلا في حدها الأدنى.

يقول بائع السمك اللحجي، إن الطلب يزداد على السمك المشوي وخاصة يوم الخميس، وقد كثرت هذه المهنة، فالسوق بها أكثر من خمسة محلات لشواء الأسماك تبيع ما يتراوح سلة إلى سلة ونصف من الأسماك المتنوعة لكل واحد. 

أما هائل، فهو بائع سمك آخر حديث عن المهنة، فقد عبر عن رضاه بما يجنيه في السوق، قائلا إن الطلب يوم الخميس يزداد، فيما يخف يوم الجمعة لتوجه الناس لشراء اللحم والدجاج عوضا عن الأسماك.

أكملت المسير إلى الأمام لوحة إعلانية رائعة عيادة كانت في ركن اختير بعناية جيدة ونظيفة، (العيادة الطبية الحديثة) وبها كل شيء يحتاجه المرضى، كانت الصيدلية مكتظة بالأدوية.

انتظرنا لملاقاة الدكتور مهران سعيد، صاحب العيادة، كانت حداثية أكثر من غيرها، قال إنه افتتحها منذ عام فتاريخها مميز، كان شاباً ينضج حيوية ونجاحا، يفكر بالمستقبل وتلبية احتياجات المرضى من الأدوية على الدوام من أبناء النجيبة ويعرف كثيراً عن السوق.

عند الظهيرة، كنت في جولة لتصوير مبان جديدة أخذت بالتوسع، عمارات وأعمدة وورش ومطاعم، تتسابق ووتتنافس في تلبية احتياجات الناس، قابلنا صاحب ورشة كان ممتطيا دراجته النارية، سألته عن السوق والبيع وعما يعيقهم، أجاب أن عملية الصرف في اضطراد، يوم نشتري بسعر مرتفع فبترة حديد عادية قد تصل إلى 12 ألف ريال. 

 يقول دلال عقارات في النجيبة، إن سعر الذراع، وهو وحدة قياس معمول بها في مناطق الساحل الغربي، ارتفع من مائة ألف إلى مليون ريال مقارنة ما قبل الحرب، وإن الطلب يزيد على الأراضي المقابلة للخط الإسفلتي، وإن التوسع وبناء المحلات التجارية الجديدة سبب تنافسا للحصول على أرضية من قبل التجار المحليين.

فتجار كثر مثل الغنامي تردد اسمه للمارة في السوق أنه قد يفتتح محل إلكترونيات في النجيبة بعد تحسن السوق بها وقد بدأ استئجار محل. 

وقد نشطت التجارة والسوق في النجيبة باستمرار حركة الناقلات والشاحنات من عدن إلى صنعاء، وساهم ذلك بوتيرة عالية في حركة السوق.

فالنجيبة تزداد توسعاً يوماً بعد آخر، يصفها مراقبون أنها هجدة تعز في نشاطها هذه الأيام، فهل سنرى مدينة تعج بالناس في المستقبل القريب؟