مأساة مدني أراد العودة إلى منزله بعد تهجيره فقتلت ألغام الحوثي فرحته وبترت قدمه
المخا تهامة - Monday 01 February 2021 الساعة 09:30 amحينما سيطرت مليشيا الحوثي الإرهابية، على مديرية موزع، قرر علي أحمد بويري، الرحيل عن قرية السفالية، بعدما حولتها المليشيات إلى مكان لإطلاق القذائف على المناطق الأخرى.
يقول بويري لنيوزيمن، غادرتها مع أسرتي المكونة من خمسة أشخاص على أمل أن نجد في منطقة أخرى الأمان الذي ننشده، ليستقر بنا المقام في قرية واحجة، وطيلة عام ونصف من بقائها هناك كان الشوق يعتصر فؤادي بالعودة، ذلك أن ذكريات المكان وأحلام الطفولة، ما تزال عالقة في ذهني وتدفعني للعودة إليها سريعاً.
لم أنتظر كثيراً حتى تحقق حلمي، إذ تم طرد مليشيا الحوثي الإرهابية من قبل القوات المشتركة، وعدت مسرعاً لأخلع ثوب النزوح القسري لعام ونصف وأستبدله بثوب الاستقرار والأمن والأمان.
وصلنا للقرية، وكان ذلك بعد يومين على تحريرها، لامست ترابها لأنني عرفت قدرها جراء معاناتنا في التهجير، لكنني لم أكن أعلم أن مليشيا الحوثي قد أغرقتها بالألغام الأرضية.
وصلت الساعة الخامسة عصراً وقمنا بترتيب البيت، ولكن بعد صلاة المغرب عندما بدأ الليل يسدل أستاره بدأت تراودني بعض المخاوف من أن شيئاً ما سيحدث لأفراد أسرتي، كانت تلك الأفكار تغيب عن ذهني وما تلبث أن تعود، تناولت وجبة العشاء مع أسرتي، وعندما انتهيت قررت الذهاب إلى زريبة الأغنام، والتي كانت تبعد عن البيت بأمتار قليلة، وما إن وضعت قدمي على بوابة حوش الزريبة حتى سمعت صوت انفجار قوي، لكنني لم أفق إلا في مستشفى صابر بمدينة عدن، وقد بُترت قدمي.
بعد أسابيع من العلاج، عدت إلى قريتي مرة أخرى، لكنني كنت بقدم واحدة وعكاز يساعدني على السير، جلست أشهرا عدة في المنزل حتى أتمكن من التأقلم على الوضع الذي أنا فيه، وكنت منتظراً أن تقوم إحدى المنظمات بمساعدتي على شراء قدم صناعية بعد خسارة قدمي، لكن لا أحد قام بذلك.
شعرت أنني سأتحول إلى شخص مقعد عاجز على العمل رغم أنني لا أزال في سن الثلاثين، فقررت العودة للعمل الذي كنت أقوم به من قبل، بيع الأسماك.
تعلمت قيادة الدراجة النارية، لأتمكن من الذهاب ليلاً لشراء الأسماك من المخا، أو يختل أو ذو باب، وأعود صباحاً لبيعها في مركز مديرية موزع.
ورغم شدة ما ألاقيه من تعب ومعاناة، إلا أنني لن أستسلم للهزيمة لأترك أطفالي بلا إعالة.