"عدنان".. مأساة شاب فر من جحيم الحوثيين خارج البلاد فخطف الموت روحه

المخا تهامة - Friday 29 January 2021 الساعة 07:58 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

كان عدنان من الشباب الطامحين في الحياة، إذ تمكن قبل سنوات من فتح بقالة في منطقة الزيادية على خط الشام، وهو الخط الدولي الذي كان يربط اليمن بالسعودية.

كانت البقالة مصدر رزقه الوحيد، لكن حرب الذراع الإيرانية، عصفت به كغيره من اليمنيين الذين دمرت حرب وكلاء إيران حياتهم، إذ تسببت في إغلاق منفذ الوديعة ودفعت حركة العبور في ذاك الخط للتراجع بل توقفت حركة المسافرين تماما.

بعد مضي عام على الحرب، بدأت تجارة الشاب القادم من ريف المخا تتضاءل وتنحسر عائداتها بانحسار حركة المسافرين، ما دفعه إلى إغلاقه وبيعه كنقل قدم لمستأجر آخر، وذهب بخيبته إلى صنعاء ليحصل على تجارة جديدة تتطلب النهوض باكراً والعودة مساء وما بينهما وقوف وانتظار للزبائن.

عام آخر مر عليه، لتأتيه أفكار الغربة والذهاب في رحلة عمل طويلة ومضنية، صارع للحصول على فيزا عمل وجواز سفر حتى آخر ريال يكتنزه في بيته.

ذهب عن عائلته وأبنائه وهو يعدهم بمستقبل حافل بإعادة تجارته من جديد، بإنشاء سوبر ماركت في مدينة ما، تتوفر فيها فرص الاستقرار بعد أن يعود.

في السعودية حصل على عمل في محل لبيع وشراء المنتجات الغذائية واستمر فيه طيلة ستة أشهر، غير أن أمرا دراماتيكا في حياته بدأ بالتغير وكان سببا في وفاته، إذ انتهت فترة إقامته في السعودية دون أن يقوم بتجديدها.

استمر في العمل طوال عام ونصف، ليختتم عامين كاملين في المملكة ويقرر العودة إلى بلاده، لكن عن طريق مهربي البشر وأبلغ أسرته بقراره الذي لا عودة عنه.

وتحت جنح الظلام انطلق يحث الخطى مع مهربي البشر في الحدود الجنوبية للسعودية أوائل يناير الحالي، على أمل أن يتجاوز العقوبات القانونية الخاصة بمخالفة نظام الإقامة والتي كانت ستكلفه كل الأموال التي جناها في غربته.

اجتاز أغلب جبال صعدة الشاهقة، ولم يتبق منها سوى القليل، لكنه قبل أن يكمل مسيرته، سقط من علو شاهق ليتدحرج إلى قعر الجبل فتفيض روحه إلى بارئها ويطوي صفحته في الحياة، شهيداً بإذنه تعالى. 

كان خبر وفاته مزلزلا، ونزل على أسرته كالصاعقة، وعم الحزن أرجاء قريته لما عرف عنه من خلق، وتأدب، وبعد عشرة أيام من وفاته عاد جسده إلى مسقط رأسه ليوارى الثرى في عزلة الجمعة بمديرية المخا.

مأساة عدنان، تسلط الضوء على مصير عشرات اليمنيين ممن يقضون نحبهم وهم في سبيل رزقهم، بعد أن دمرت حرب المليشيات التابعة لإيران حياتهم.