الحوثيون والإخوان.. تقاسم الجغرافيا بديلاً عن تشارك السلطة برعاية الأتراك وطهران

تقارير - Sunday 24 January 2021 الساعة 09:18 pm
عدن، نيوزيمن، باسم علي:

خرجت مؤخراً مواقف تركية أعلنها أحد مستشاري الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تناولات صحفية متتالية، مكرراً ذات المحتوى والرسالة، حيث تفصح المواقف عن رغبة تركية في مغادرة التحالف لليمن والسماح للقوى الفاعلة في الميدان بتقرير مصير البلاد.

المستشار التركي ياسين أقطاي حدد عدداً من القوى التي قال إنها ستنخرط في حوار ينهي الحرب والأزمة حال قبِل التحالف العربي مغادرة اليمن، وهذه القوى هي: الإصلاح والمؤتمر والزيود والحوثيون، وهو هنا أضاف الزيود كقوة مستقلة عن الجميع.

الموقف التركي الذي أبانت عنه تناولات ورسائل مستشار إردوغان لا يختلف عن موقف الإخوان المسلمين "حزب الإصلاح" في اليمن، خصوصاً في الخطاب من الإمارات والذي جعل مستشار إردوغان يتحدث كما لو أنه نسخة من أحد نشطاء الإخوان اليمنيين في تركيا.

ماذا تريد تركيا، وماذا يريد الإخوان المسلمون في اليمن، وأين تنتهي خارطة سيطرتهم اليوم.. وهل انتهت الحرب ضد الحوثيين بالنسبة لهم ولو مؤقتاً.. لأن الحديث عن قبول أحد الطرفين بالآخر وتقاسم سلطة مشتركة غير وارد، ولكن هل هناك توجه لتقاسم الجغرافيا وتجميد الحرب بين الطرفين.

يسيطر الإخوان المسلمون اليوم على شبوة وبعض مأرب وأجزاء من تعز، غير أن الأهم هو حضورهم في مناطق الثروة النفطية والمساحة الشاسعة التي تربط شبوة ومأرب ومناطق من محافظة أبين، وهي مساحة كافية مؤقتاً للإخوان لترتيب أوراقهم، كما أن حضورهم العسكري في حضرموت والمهرة يمنحهم فرصة مستقبلية للتمدد إلى حدود سلطنة عمان.

لم تعد الحرب ضد الحوثيين تمثل هاجساً للإخوان وقواتهم بل الاحتفاظ بما تحت أيديهم من مساحات ذات ثروات نفطية كافية لمدهم بسبل البقاء والتمدد مستقبلاً هو الهاجس الأقوى في ذهنية القيادة الإخوانية التي تقاتل بقوة لتكون شبوة هي مركز سلطتها كنقطة فاصلة بين مأرب وحضرموت وأبين.

ذات التوجه التركي الإخواني في ليبيا يتكرر في اليمن.. الاحتفاظ بنقاط السيطرة والتواجد على منافذ بحرية خيراً من فقدان الموجود وعدم القدرة على السيطرة على الكل.. نظرية فقه الممكن والواقع الإخوانية تبرز بقوة حتى في الحرب والسياسة والمؤامرات.

بإمكان تركيا لعب دور في تمكين سيطرة الإخوان على هذه الجغرافيا الغنية بالنفط والغاز من خلال علاقتها والملفات المتداخلة مع طهران صاحبة القرار النافذ في صنعاء التي يحكمها الحوثيون وتمكين الإخوان يبدأ بتجميد كلي للهجمات الحوثية على مناطق سيطرة الإخوان في تعز ومأرب ومحور البيضاء أي المحور الشمالي الشرقي كاملاً وجبهة تعز.

خطاب الإخوان من اليدومي إلى أصغر عضو في الإصلاح واضح ومحدد الهدف كذلك.. لا لاتفاق الرياض ما لم يمنح قوات علي محسن وخلايا الإخوان نفوذاً وحرية الحركة في عدن إضافة إلى السماح لكل بقايا النظام السابق الهارب في مأرب والخارج بالعودة إلى الجنوب وعدن بشكل خاص، وهذا ما لا يمكن القبول به من قبل المجلس الانتقالي.

وإذا كان الإخوان قد شاركوا في الحكومة التي جاءت بموجب اتفاق الرياض استجابة وتكتيكَ هروبٍ من ضغوط المملكة، فإن كل تحركاتهم تكشف أن لديهم مشروعاً وخطة يعملون عليها، وليست دولة الإخوان في شرق البلاد بعيدة عن هذه الخطة.


كما أن التحرك السعودي في التعاطي مع ملف اليمن يمنح طهران وأنقرة فرصة كبيرة لتقاسم حصة نفوذ استراتيجية من خلال أدواتهما في اليمن، وهذه الحصة تتمثل في سيطرة الحوثيين على الشمال والغرب وسيطرة الإخوان على الجزء الشرقي، في حين تبقى مناطق حلفاء الإمارات في الساحل الغربي وعدن هي المنطقة الوحيدة المؤمَّنة من أطماع تركيا وإيران.