مخيمات النزوح بالمخا تسجل 150 حالة إصابة بسوء التغذية.. وأطباء: 60 حالة بدأت بالتعافي
المخا تهامة - Wednesday 20 January 2021 الساعة 05:00 pmكشف أطباء يعملون ضمن فريق يقدم خدمات طبية للنازحين، يوم الأربعاء، عن تسجيل 150 حالة إصابة بسوء التغذية بين الأطفال في ستة مخيمات بالمخا خلال خمسة أشهر، وهو رقم يبدو مخيفًا بسبب المخاطر الصحية التي يواجهها الأطفال النازحون بالمديرية.
وقال د/ منصور الضالعي، وهو طبيب في العربة الطبية التي يوفدها مكتب الصحة بالمخا لمعالجة مرضى المخيمات، ضمن برنامج تقدم له الهيئة الطبية الدولية الدعم المالي، قال: إن الحالات المكتشفة تم تسجيلها خلال الفترة من شهر سبتمبر الماضي وحتى يناير الحالي.
وأضاف، إن 60 حالة مرضية تعافت من الإصابة، خلال الفترة ذاتها، وإن الجهود تتركز الآن حول تعافي المصابين الآخرين.
وأكد، أن مرض سوء التغذية من الأمراض الصعبة والمعقدة والتي تحتاج إلى فترة علاج طويلة، لكن غياب الوعي لدى الأمهات بخطورة المرض يصعب من التعافي السريع للأطفال المصابين.
من جانبه أكد رئيس الفريق الطبي للعربة المتنقلة د/ عواد العامري، أن المخيمات تشهد تسجيل حالات إصابة جديدة كل أسبوعين تقريباً، نظرًا للأوضاع المعيشية الصعبة للنازحين، وضعف الوعي لدى الأمهات، وهي تحديات تعزز من الصعوبات التي يواجهها برنامج مكافحة سوء التغذية في القضاء عليها نهائيًا بالأوقات الراهنة.
وأضاف إن أغلب سكان المخيمات من المهمشين، وهي الفئة السكانية الأقل تعليمًا، وتفتقر لوجود اهتمامًا كافيًا لإدارة شئونها وفقًا للأوضاع المعيشية الراهنة التي تقتضيها أماكن العيش الجديدة.
وأوضح أن الأمر يتطلب تنظيم حملات توعية مكثفة تستهدف القاطنين ليس في مجال التغذية فحسب، وإنما تمتد إلى الصحة الإنجابية والرضاعة، وتغذية الأطفال لمنع حدوث تسجيل حالات إصابة جديدة في المستقبل.
إلى ذلك يصف د/ جبران الصوفي، الوضع بالمخيمات "بالمأساوي" من نواحٍ عدة، وأن مخيم القعطبية يعد الأسوأ من بين ستة مخيمات للنزوح في المخا، وهي: الشاذلي ومخيم النيابة والجرف، والشهيد حمود والهليبي.
وأوضح أن مخيم القعطبية هو الأبعد إذ يقع شمال شرق المخا، مما يجعل زيارات المنظمات الإنسانية آلية محدودة بسبب البعد المكاني للمخيم.
وأكد أن تنظيم حملات تثقيف لسكان المخيمات، سيكون مفيدًا في التقليل من حالات الإصابة بسوء التغذية مستقبلًا.
وأضاف إن المخيمات تفتقر بشدة لبرامج النظافة كما يفتقر سكانها للوعي بأهميتها، ومن السهل جدًا أن تنتشر الأوبئة بين السكان.
ويدير مكتب الصحة بالمخا فريق طبي مكون من ستة أطباء، من بينهم طبيبتان، ضمن برنامج العربة المتنقلة الذي يقدم خدمات طبية مجانية لمراكز الإيواء وتجمعات النازحين بالمديرية، مع التركيز على مكافحة سوء التغذية.
ويعد سوء التغذية من الأمراض التي لها تأثيرات تمتد إلى ما بعد التعافي من المرض، منها ما يتعلق بالبنية الجسدية، وكذا القدرات الإدراكية الضعيفة.
وكان المدرب في مجال الصحة الإنجابية للأسرة، على التبعي، قال خلال دورة تدريبية العام الماضي: إن الأعراض الملازمة لسوء التغذية يحملها الأشخاص المتعافون حتى وفاتهم، إذ يجعلهم يعانون من بنية جسدية أضعف من الحجم الطبيعي، كما أنهم يكونون الأقل إدراكًا.