التحريض المناطقي.. سلاح الإخوان الأخير لإسقاط الجنوب

تقارير - Wednesday 25 November 2020 الساعة 09:43 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

لا تخفي الشرعية التي يسيطر تنظيم الإخوان على مفاصلها، ويتحكم بقرارها، رغبتها الجامحة لإسقاط جنوب اليمن، تحت نفوذها، لكنها اصطدمت بجدار المجلس الانتقالي الذي تشكل في الرابع من مايو 2017م بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي والشيخ هاني بن بريك.

وتشكل المجلس الانتقالي من القيادات الميدانية للمقاومة والحراك الجنوبيين، ويضم ستة وعشرين عضوا يمثلون كافة المحافظات الجنوبية.

ولعبت قوات المجلس الانتقالي، وفي مقدمتها قوات الحزام الأمني والنخب، دورا كبيرا في تحرير المحافظات الجنوبية من مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية، وفرضت الاستقرار في عديد من مدن الجنوب بعدما ظلت سنوات مرتعا للمتطرفين.

ونجح المجلس الانتقالي في تأمين المناطق الجنوبية والحدودية في محافظتي الضالع ولحج واحكم سيطرته على العاصمة عدن رغم محاولات الشرعية التي شكلت مليشيا مسلحة تحت مسمى "الحماية الرئاسية" واسندت مهام قيادتها لعناصر توالي الإخوان.

عزف إخواني على وتر المناطقية

ولم يلعب الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي وجماعة الإخوان، أي دور في معارك تحرير الجنوب، وحتى الشمال، إذ هرب هادي وقيادات الإخوان بعد تسليمهم الدولة اليمنية للحوثيين وتركوا أبناء الجنوب يواجهون مصيرهم امام ترسانة الحوثي العسكرية.

بيد أن الإخوان يستخدمون "جنوبية هادي" وبعض القيادات الأخرى المنتمية للمحافظات الجنوبية وابرزهم احمد عبيد بن دغر واحمد الميسري وصالح الجبواني وغيرهم كورقة سياسية وعسكرية ضد الانتقالي لتصوير ما يحدث من اقتتال في شقرة بأنه صراع مناطقي جنوبي تعود جذوره لأحداث 1986م.

وقال الدكتور حسين لقور بن عيدان بان هادي لم يكن في موقع مؤثر في أي أحداث عبر مسيرته الوظيفة.

واضاف بن عيدان: حتى بعد تعيينه رئيسا من قبل المركز المقدس في صنعاء وبعد أن تم احتجازه تدخلت الأقدار وتم إخراجه إلى عدن ومنها إلى عمان والرياض ليتحول مع حاشيته المقربة إلى تاجر حرب بدلا من أن يكون قائدا لها.

وقال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح ان قوى الشمال حرصت وتحرص، في تعاملها السياسي والإعلامي والاستخباراتي مع قضية الجنوب، على ترسيخ فكرة ان ما جرى ويجري في الجنوب، ليس سوى صراع مناطقي بين محافظات بعينها.

واوضح صالح أنه منذ البدء حتى اليوم الصراع في الجنوب ليس مناطقيا، بل صراع مشاريع سياسية تتنازع فيما بين من مع الراسمالية ومن مع الاشتراكية. وبين من مع ماو الصيني ومن مع برجنيف الروسي، وأخيراً من مع الوحدة ومن ضدها.

ودعا صالح من ينجرون من أبناء الجنوب لترديد ما تخطط له قوى وإعلام الشمال وأتباعهم في التشهير بالجنوب والسعي لتمزيقه، وتصويره ببلد الصراعات المناطقية، والقبلية وهو ما لم ولن يكون كذلك.

دفع إخواني باتجاه إشعال صراع داخلي

تدفع الشرعية الإخوانية أموالا طائلة لشن حملات إعلامية لارباك الوضع في الجنوب وإفشال "الانتقالي" وتستخدم ورقة المناطقية في محاولات شق صف المجلس الذي تزعم أنه اقصى قيادات من محافظتي ابين وشبوة ولا يمثل كل الجنوب.

ومع التصعيد العسكري الذي تقوم به مليشيات حزب الإصلاح (إخوان اليمن) في أبين تزداد حملات عناصرهم عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة لإرباك الوضع، وإذكاء صراع مناطقي جنوبي تاريخي دفنه الجنوبيون بـ"التصالح والتسامح" في عام 2007م.

كما عمد الإخوان ومن خلفهم قطر إلى دعم كيانات تدعي بأنها تمثل الحراك الجنوبي وشراء ذمم بعض القيادات لصالح مشروع التنظيم الدولي، حيث يقود رجل الأعمال الموالي للجماعة ونائب مدير مكتب هادي، احمد صالح العيسي مكونا جنوبيا يدعي تمثيل القضية الجنوبية ويؤيد مشروع الإخوان.

توظيف متعمد لأحداث تاريخية

مؤخرا رتب مركز صنعاء للدراسات، لزيارة وفد دولي إلى محافظة شبوة معقل الإخوان في الجنوب، ولاحقا نشر تقريرا ربط فيه الصراع الحاصل في الجنوب بأحداث 86م بين محافظتي ابين وشبوة من طرف (الزمرة) والضالع ويافع (الطغمة).

وقال المركز في التقرير إن معظم قيادات الانتقالي الجنوبي منحدرة من محافظتي لحج والضالع ووصف قيادة المجلس "بالناقمين"، وهي عبارة يرددها الإعلام الإخواني كثيرا.

وعلق القيادي في الانتقالي الجنوبي احمد عمر بن فريد الذي ينتمي لمحافظة شبوة على ما ورد في تقرير مركز صنعاء بالقول: "لم أفتر على مركز صنعاء حينما قلت بأنه لن يكون محايدا حتى وإن تغطى بلباس "المركز البحثي".

وأضاف: "في تقريره الأخير عقب زيارة شبوة يكشف عن عنصريته في توصيف نشأة المجلس الانتقالي"، موضحا "لا يمكن للحقد ان ينتج معرفة قيمة، وكارثة علمية وأخلاقية أن تقدم كحقيقة". وفق قوله.

وتابع بن فريد: "‏بعيدا عن خبث مقصد تكرار مفهومي (الطغمة والزمرة).. نلاحظ أنه لأول مرة يقوم مركز بحثي بتوجيه (تهمة) إلى طرف سياسي! حيث يصف قادة الانتقالي بقادة (ناقمين)! وكأنما كتبة التقرير يعلمون ما في نوايا الإنسان وهم بهذا يتخلون عن مهنة التحليل المنطقي لصالح مهنة المنجم الحاقد".

وأردف:‏ 31 عامة تقريبا هي المدة الزمنية التي تفصل نشأة المجلس الانتقالي والذي تشكلت قيادته من مختلف محافظات الجنوب وأحداث 13 يناير 1986.

وأكد بن فريد ان هذا "لم يمنع مركز صنعاء من الافتراء والتنجيم، وتوصيف قيادته بـ(الناقمة)، متناسيا ان مسيرة التسامح والتصالح قد شاركت فيها أغلب قيادات المجلس". وفق قوله.