بناء عشة نزوح كلفها عينها.. نازحة تهامية تعيش المأساة بعين واحدة
المخا تهامة - Friday 09 October 2020 الساعة 08:35 amعندما استقرت عائلة رشيدة أحمد سالم، في قرية البادي بالقرب من مديرية الخوخة، بعد رحلة نزوح شاقة، قررت بناء عشة تأويها من لهيب الشمس الحارقة.
لقد كانت تلك العشة بمثابة عنوان يختزل آمال الحياة الجديدة للأسرة النازحة من مديرية الجراحي، وبداية استقرار بعد معاناة طويلة من الحرمان وألم النزوح.
أرادت رشيدة، البالغة من العمر حينها سبعة عشر عاماً، المشاركة في رسم معالم الحياة الجديدة لأسرتها من خلال المساهمة في بناء ذلك المنزل عبر استخدام الأدوات المحلية من الخشب وأشجار المرخ وبعض الأشجار الشوكية التي تستخدم في تدعيم جدار العشة الخارجي كحاجب للرؤية لمن هم بداخلها.
لكن حياة الشابة انقلبت رأساً على عقب، ونظرة الأمل بحياة جديدة تبدلت إلى رحلة ألم، إذ أصيبت بشوكة بعينها اليمنى، دمرت الشبكية وحرمتها من الإبصار.
ورغم إسعافها إلى محافظة عدن لتلقي العلاج، وتأكيد طبيب العيون على حاجتها لإجراء عملية عاجلة، إلا أن ظروف الأسرة المادية بسبب النزوح وفقدان مصادر الرزق فضلاً عن عدم وجود من يدفع تكاليف العملية، حال دون إجرائها.
فعادت إلى الخوخة حاملة معها آلامها وخيبتها بعدم تمكنها من إجراء العملية التي كانت ستتيح لها عودة نور الإبصار إلى عينها.
تقول والدتها لنيوزيمن، إن عدم توافر المبلغ المالي حرم رشيدة من إجراء العملية، رغم أن طبيب العيون نصحهم بضرورة معالجتها فوراً قبل أن تتضرر عينها الأخرى.
تضيف، إن ابنتها تعيش وضعاً نفسياً صعباً منذ ثلاث سنوات، وقلقاً دائماً من أن تتأثر عينها الأخرى، وترى أن الإصابة أوقفت حياتها.
وتأمل والدتها في أن تجد من يقدم لابنتها يد المساعدة ودفع تكاليف علاجها لكي تستعيد قدرتها على الرؤية فيها من جديد.