حصن "شيلوب" بأبين.. إرث تاريخي شهد أحداثاً تاريخية متعاقبة

تقارير - Wednesday 09 September 2020 الساعة 08:30 am
أبين، نيوزيمن، عبدالله البحري:

يقع حصن شيلوب في شمال منطقة الدرجاج بمحافظة أبين، يشرف على الضفة الغربية لوادي حسان في الجهة الشمالية لمنطقة الدرجاج.

وبُنيَ حصن شيلوب في بداية القرن الثامن عشر وهو من المعالم التاريخية والأثرية، وسمي بشيلوب نسبة إلى قصر في تركيا كان اسمه شيلوب، يبعد عنها بنحو 2 كيلو متر في منطقة "امجبلة".

وأول من سكن حصن شيلوب هو "امعوسجي بن صالح بن تيسير"، وهو أول من قام ببنائه لدواع أمنية وهي حماية القبيلة ومنطقة الدرجاج من جهة الشمال وحدود تفصله قبيلة الحيدري عن اليافعي وتتناوب أسرة آل حيدرة أمنصور بالمناوبة فيه وما زال يحتفظ ببعض معالمه. 

وهو من الحصون العسكرية العتيقة التى عاصرت كثيراً من الأحداث التاريخية المهمة في المنطقة، وكان له دور كبير واسم عريق في تاريخها، حيث كانت القبائل تحتمي فيه أثناء النزاعات. 

كما يعد من الحصون الأثرية في المنطقة وشاهداً حيَّاً 

لتعاقب المراحل التاريخية، فتاريخياً يقع في محيط منطقة تاريخية كانت في القرون الميلادية الأولى تسمى الجشير وتعرف حالياً بمنطقة الدرجاج الواقعه ضمن مديرية خنفر بأببن.

وتعرض الحصن لكثير من الحوادث في التاريخ الحديث التى أدت إلى تصدع جدرانه وأثرت في أساسات بنائه. 

وقصف حصن شيلوب عام 1916م من قبل سلطان آل فضل كما تعرَّض الحصن للقصف بالمدفعية عام 1925م إلا أن الحصن كان صلبا ولم يتعرض لأذى كبير. 

كما تعرض للقصف بسلاح الجو الملكي للاحتلال البريطاني سنة 1937م مما تسبب في سقوط أسقفه الثلاثة وتدمير أجزاء بسيطة من جدرانه وتم قصفه من أجل إخضاع القبيلة للسلطنة الفضلية. 

ويتكون الحصن من ثلاثة أدوار يرتفع كل دور منها (2) متر بسماكة جدران تصل إلى نحو 80 سم. 

في كل دور العديد من الشرفات الصغيرة جداً التي تستخدم لمرور فوهة البندقية لرماية العدو بما لايعرض حياة مقاتلي الحصن لرصاص العدو بشكل أو بآخر.

وبالإضافة إلى الغرض العسكري الذي تم بناء الحصن لأجله، فقد مارس الحصن مهمة مراقبة مياه السيول ومنع العبث بمعاشي (حواجز عشبية لحرف مجرى السيل) أهل الدرجاج واعبارهم (مجاري الماء الترابية) التي تتفرع من وادي حسَّان. 

وقد قيل فيه الكثير من الشعر بافواه أجدادنا العظماء ردا على الخصوم أو التباهي به والذي كان شيلوب يعتبر خط الدفاع الأول والحصن المنيع الذي يصعب على الخصوم التفكير في اقتحامه.

يقول أحد الشعراء 

شيلوب يا دار السعادة افتني

إن لامني شيلوب انته لمتني

إن لمتني ماشي عليه سالفه

اخرجني الطيار جاني معتلي

الحصن في هذه الأيام معرض للهدم والضياع بسب عوامل التعرية والإهمال وأهوال الزمن، وهو الآن على وشك الانهيار وبحاجة للترميم، فقد قامت مؤسسة شباب أبين بترميمه عام 2016م.

نناشد الحكومة والمنظمات العاملة بهذا المجال والجهات المختصة والحريصين على بقاء هذا المعلم التاريخي وغيره من الأماكن التاريخية كجبل فرعون وما فوق سطحه ما حواه والمصانع والطرية ويرامس وغيرها المباشرة في ترميمه وجعله معلما أثريا للمحافظة، وإعادته إلى وضعه الصحيح أسوة ببقية الحصون التاريخية الموجودة حاليا في المحافظات الأخرى. 

فمن المعيب علينا أن نترك هذه القلاع التاريخية تعبث بها عوامل الطبيعة وأهوال الزمن دون أن نحرك ساكنا، وهي الآن على وشك الانهيار.