"نزاع قانوني" يكشف تعاوناً وثيقاً بين قطر وإسرائيل

العالم - Wednesday 26 August 2020 الساعة 09:19 pm
نيوزيمن، إنتلجنس أونلاين:

برز التعاون القطري _ الإسرائيلي مؤخراً إلى الواجهة، بعدما احتدم نزاع قانوني في إسرائيل بشأن عقد حول توفير خدمة الأمن لمونديال كرة القدم الذي يرتقب أن يقام في الدوحة سنة 2022.

وجاء هذا النزاع ليكشف التعاون السري الوثيق بين البلدين فيما تحاول قطر تقديم نفسها بمثابة طرف لا يتعامل مع إسرائيل، كما لا تتوانى عن المزايدة على دول أخرى تقيمُ علاقات معلنة.

وقال تقرير نشره موقع "إنتلجنس أونلاين"، إن الدوحة تلجأ سرًا إلى خدمات التقنية والأمن المقدمة من قبل شركات إسرائيلية.

وأوضح التقرير، نقلا عن مصادر إسرائيلية، أن النزاع القانوني بين شركة "سديما غروب" للأمن الخاص في إسرائيل، من جهة، واثنين من المستشارين السابقين لدى الشركة؛ وهما الجنرال المتقاعد يواف مورديخاي، وضابط جهاز الموساد السابق، شاي بيتنر.. قد كشف جانبا من العلاقات السرية مع قطر، مؤكدا إدارة الشركة الأمنية الإسرائيلية فتضم مسؤولين سابقين في جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية أو ما يعرف اختصارا بـ"الشاباك".

وحسب التقرير فقد جرى الإبقاء عن هذه القضية بعيدا عن الأضواء حتى الآن، من أجل إفساح المجال أمام وساطة خاصة من أجل التسوية، والسبب هو أن الطرفين معا لا يريدان كشف علاقاتهما مع قطر في العلن.

وبدأت المشكلة حينما قرر مديرا الشركة درور مور، الضابط المتوسط السابق في جهاز "الشاباك"، ومدير الموارد البشرية في الوكالة نفسها، داني فاسلي، الاستعانة بخبرات كل من موردخاي وبايتنر نظرا لدرايتهما الجيدة بمنطقة الشرق الأوسط.

وتمت الاستعانة بهذين الخبيرين من أجل الحصول على عقد الدوحة المغري الذي تصل قيمته إلى عشرات الملايين من الدولارات.

ولجأت الدوحة إلى إسرائيل من أجل تأمين الحماية والأمن السيبراني للخدمات التي ستقدمها منشآت كأس العالم في قطر.

لكن وزارة الدفاع الإسرائيلية أبدت تخوفا بشأن تقديم برامج حساسة إلى قطر، نظرا للعلاقة التي تقيمها الدوحة مع كل من حركة "حماس" وتركيا.

وبسبب هذا القلق الذي عبرت عنه وزارة الدفاع ، تمت مراجعة العقد ولم يعد يشمل كل ما تم الاتفاق عليه، أي تم تحجيمه كثيرا، بخلاف ما كانت تطمح إليه الشركة الأمنية، وهنا بدأت الأزمة بين الشركة الأمنية الخاصة وبين الخبيرين.

وموردخاي ضابط سابق في خدمة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ويعد من المرتبطين على نحو وثيق بالدوحة، وحين كان في الجيش، أشرف على تنسيق العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحينما تولى هذه المهمة، ظل موردخاي في اتصال دائم مع قطر التي ضخت أكثر من مليار دولار في قطاع غزة على مدى خمس سنوات، كما أن الدوحة معقل لأبرز قادة حماس.

وبحسب المصدر، فإن موردخاي أو بيتنر؛ أي المسؤولين المذكورين في النزاع القانوني، ليسا المستشارين الإسرائيليين الوحيدين لقطر، لأن إسرائيليين آخرين يقدمون خدماتهم لقطر.

وأشار موقع "إنتلجنس أونلاين" إلى تعاون قطر مع شركة "إن إس او غروب" المختصة في التجسس، تحت إدارة شاليف هوليو الذي عمل مع الدوحة لمدة طويلة.

وشمل التعاون أيضا شركة "غراما كروب" التي تقوم بتطوير برنامج التجسس "فين فيشر"، وشركة "كانديرو" التي تقدمُ لزبائنها التقنيات المطلوبة من أجل الاختراق الإلكتروني.

وبحسب التقرير فان التعاون بين النظام القطري والشركات الإسرائيلية لم تقتصر على هذا الهامش، بل إن صندوقا استثماريا على علاقة مع هيئة قطر للاستثمار اشترى حصة في شركة "كانديرو" الإسرائيلية، خلال الآونة الأخيرة.. الا ان الدوحة تحرص على إبقاء الأمور طي الكتمان.

وفي يوليو الماضي، قامت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بسحب مقال يتحدث عن إبرام عقد من أجل تزويد الطائرة الأميرية الخاصة لأمير قطر تميم بن حمد بتقنيات أمن وحماية إسرائيلية.

وقامت صحيفة "لوفيغارو" بسحب المقال لأنها مملوكة لشركة "داسو" الفرنسية التي باعت طائرات مقاتلة من طراز "رافال" للقوات المسلحة القطرية.