"الحَثّ" الأممي وقنبلة التلوث الحوثي في البحر الأحمر
السياسية - Wednesday 19 August 2020 الساعة 11:55 am
بينما كان الجليد في نهاية ذوبانه مطلع الشهر الماضي في شمال سيبيريا كان أحد الموظفين يضغط زر جهاز الإنذار بأن خطبا ما حصل، لكن شركة الطاقة الروسية لم تتنبه إلا وقد وقع الفأس في الرأس، فخزان الوقود العملاق اتلف تماما وتسرب المخزون بنسبة كبيرة باتجاه النهر.
Read also :
فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينتحركوا مرعوبين بمجرد علمهم بالأمر، غير أن الوقت لم يسعفهم في تلافي الكارثة التي التهم فيها زيت الديزل نهر "امبارنايا" عن بكرة أبيه محولاً إياه إلى بحيرة من لون الدم.
روسيا أعلنت حالة الطوارئ عالي المستوى وبمتابعة شخصية من الرئيس بوتين الذي وجه بسرعة تتظيف النهر وإزالة الديزل حفاظاً على البيئة وكلف ذلك كثيراً من الجهد والمال والوقت والخسائر بينها اعطاب الحياة لكائنات النهر، وتعطيل الصيد والتنقل، وهجرة الطيور، وموت الحزام الاخضر على الضفاف..
ف21 الف برميل ديزل فقط كانت كفيلة لعمل كل ذلك وفي مسافة تقدر فقط بعشرة كيلو مترات.
في اليمن مليون ونصف المليون برميل من النفط الخام بإمكانها أن تنهي الحياة البحرية في البحر الأحمر كافة بشكل نهائي ولعقود طويلة وبإمكان ذلك بالتأكيد أن يمتد إلى البحر العربي وقناة السويس والبحر المتوسط.
خزان عائم عملاق يتهدد بيئتنا وصحتنا والحياة البحرية دون أن يلتفت لذلك أحد.
قنبلة كارثية بيد وكلاء إيران في اليمن لأجل الابتزاز وتحقيق مكاسب مادية وسياسية، والضحية هو الإنسان والحيوان والبيئة، واليمن هي المتضرر الأول.
أميركا، وبريطانيا ودول كثيرة تحدثت رسمياً بأن كارثة بيئية على وشك الوقوع في البحر الأحمر بسبب سفينة صافر المتهالكة التي يستخدمها الحوثيون كورقة ضغط لأجل تحقيق أجندتهم،
فيما يتجاهل "غريفث" كل ذلك رغم الخطورة المحدقة ويمنح الحوثيين مزيداً من الفرص للعب بورقة الوقت، رغم أن الوقت لا يسعف لمزيد من الانتظار.
خزان صافر العائم في طريقه إلى الانفجار في ظل إهمال أممي إلا من اجتماعات مطولة ثم بيانات لا تتناول ذلك سوى بشكل عابر تدرج فيها سطراً واحداً أو أقل تدعو فيه الحوثي على استحياء للسماح بصيانة الناقلة في ظل إصرار الذراع الإيرانية على إعمال الكارثة.