تفشي وباء كورونا في عمران
السياسية - Monday 08 June 2020 الساعة 03:25 pm
ارتفع عدد ضحايا فيروس كورونا المستجد بمحافظة عمران، (شمال صنعاء)، إلى أكثر من 10 حالات وفاة، في حصيلة معلوماتية تم التحقق من صحتها من مصادر متعددة.
وحسب مصادر محلية وشهود عيان ومقربين من الضحايا، فقد سجلت هذه الوقائع خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وهى الأيام التي كانت خلالها مليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن- منهمكة بفرض وجمع الجبايات المالية على سكان محافظة عمران.
وترجّح المصادر أنّ الوباء انتقل إلى محافظة عمران عبر مخالطين من أبناء المنطقة، على صلة بالأخوين جمال وبندر صالح القتر، تاجرى الإلكترونيات بمنطقة شعوب - المتوفين بفيروس كورونا أواخر مايو الماضي.
وفي هذا السياق تشير المصادر إلى أنّ عشرات الشباب من العاملين والمتعاملين مع المحال التجارية للأخوين جمال وبندر القتر، من منطقتي حمده وغولة عجيب، محافظة عمران، وضعوا في حجر منزلي من تلقاء أنفسهم حرصًا منهم على سلامتهم وسلامة الآخرين، وذلك بعد شيوع نبأ وفاة تاجري الإلكترونيات.
واكتفت مليشيا الحوثي في صنعاء بالتكتم على الواقعة وإغلاق المحال التجارية ورش محيطها بالماء المخلوط بالكلور ونقل جثماني التاجرين ودفنهما بطريقة مثيرة للفزع بمحافظة عمران، دونما فتح تحقيق شامل أو متابعة المخالطين والمتعاملين معهما من التجار والزبائن.
وعقب دفن الجثمانين دعت مليشيا الحوثي التجار والمشايخ في مديرية ريدة ومنطقة حمدة وعمران بشكل عام إلى البذل والعطاء لمواجهة فيروس كورونا، وذلك بطريقة تشبه إجراءات التحشيد للجبهات والوقفات الاحتجاجية.
وحسب المصادر فقد عجزت السلطات الصحية في المحافظة عن توفير المعقمات والأدوية الغذائية المناعية لعشرات الشباب المخالطين للحالتين والذين بادروا لوضع أنفسهم في حجر صحي منزلي.
وفي ظل اللا مبالاة السائدة تساءل مواطنون في محافظة عمران عن مصير الدعم المخصص لمواجهة هذه الجائحة؟ وإمكانية مواجهة الوباء بإرسال وايت ماء مخلوط بعشرة لترات كلور، والرش في اتجاهات عشوائية مصحوبة بالتقاط صور ترويجية دعائية؟
وبعد نحو 10 أيام على واقعة دفن جثماني جمال وبندر القتر، ذكرت مصادر محلية متفرقة وأقارب للضحايا وفاة، جهاد المنصوري، من أبناء محافظة عمران، الذي يعتقد أنه أصيب بالوباء في صعدة، ووفاة الشيخ/ عبدالكريم يحيى السيلي، منطقة الأشمور، ووفاة محمد الغباري (منطقة حمده- التي ينتسب إليها جمال وبندر القتر).
وفي ذات السياق رصدت مصادر محلية بمديرية ذيبين، منطقة خارف، وفاة محمد عبده صالح طاهر، وإصابة 2 آخرين من ذات المنطقة، كما أصيب من منطقة المدان 5 أشخاص، تعتقد المصادر بوفاتهم بعد أن شددت مليشيا الحوثي على أهالي الضحايا بمنع إقامة مراسيم عزاء أو إعلان الوفيات كمشتبهين بالإصابة بفيروس كورونا.
موظفون من محافظة عمران وشخصيات قبلية لاحظوا تزايد الوفيات بفيروس كورونا في مناطقهم خلال أيام عيد الفطر المبارك، مؤكدين تفشي الوباء هناك وغياب أي دور لما يفترض أنها سلطات رسمية، داعين المواطنين إلى اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحفاظ على سلامتهم وسلامة أسرهم والناس أجمعين.