احتشاد إصلاحي في مواجهة تهديدات كورونا تنفيذاً للتعليمات التنظيمية

السياسية - Tuesday 19 May 2020 الساعة 02:27 am
تعز، نيوزيمن، معتز الشوافي:

في ظل القرارات التي أعلنت عنها السلطة المحلية في تعز ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا والتي من ضمنها تعليق صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، استمر حزب الإصلاح والذي يمثل سلطة الأمر الواقع بالتحشيد للصلاة في ساحة الحرية.

ويحرص حزب الإصلاح على استمرار أداء صلاة الجمعة داخل الساحة، وهي الصلوات التي يتم تسييسها وفقا لأجندة الحزب السياسية، حيث يقوم مقر حزب الإصلاح بتسمية الجمعة واختيار موضوعها السياسي وفرض خطيبها الذي يكون بالغالب من قيادات الصف الأول في فرع الحزب بتعز.

كما تقوم وسائل الإعلام التابعة للحزب بتغطية الأحداث السياسية التي يتم استغلال صلاة الجمعة داخل الساحة وتوظيفها لخدمتها، وفي مقدمة هذه الوسائل قناة ”يمن شباب” المدعومة من قطر، حيث تشير المصادر إلى أن التيار المدعوم من دولة قطر داخل حزب الإصلاح هو من يتبنى استمرار أداء الصلاة في ساحة الحرية وتوظيفها سياسيا ضد دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

كما تقوم قيادات حزب الإصلاح داخل مدينة تعز بإصدار توجيهات تنظيمية لعدد من أعضاء الحزب في المراكز المختلفة داخل المدينة بحضور صلاة الجمعة في ساحة الحرية، ورفع شعارات سياسية متفق عليها سلفا وفقا لأجندة الحزب السياسية.

الناشط السياسي محمد العريقي قال لــ(نيوزيمن)، إن "حزب الإصلاح الذي يعد فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن يقوم باستغلال الدين وتوظيفه لصالح السياسة، وهذا الاستخدام القبيح للدين يؤكد أن جماعات الإسلام السياسي تتعامل مع الدين كوسيلة لتحقيق مصالح دنيوية، وهو يؤكد أن هذا الجماعات تستحقر الدين وشعائره من خلال تحويله إلى مجرد ورقة سياسية رابحة من خلال إضفاء الجانب الديني على الآراء السياسية التي تحتمل الصواب والخطأ”.

وأضاف العريقي إن "جماعة الإخوان المسلمين تعمل دائما على استخدام الدين لخدمة السياسة اعتقادا منها أنها صاحبة الحق الإلهي الذي لا يمكن النقاش أو الجدال فيه، وهذه السمة موجودة في كل جماعات الإسلام السياسي السنية والشيعية على حد سواء، وهي جماعات تستغل التدين داخل المجتمع لاستخدام الدين في خدمة السياسة، في مواجهة القوى المدنية، وهو ما يجب أن يكون للدولة كما للمجتمع موقف رافض لتوظيف الدين سياسيا من خلال قوانين تحظر الجماعات والأحزاب الدينية”

ويرى مراقبون أن حزب الإصلاح يحرص على بقاء صلاة الجمعة داخل ساحة الحرية بهدف استخدام الساحة كمنبر إعلامي له طابع ديني، لما للجانب الديني من تأثير لدى أبناء الشعب، بالإضافة إلى استخدام الساحة كمنبر للفتوى الدينية في الأمور السياسية دون أن تتحملها شخصية معينة بذاتها، حيث تبقى هذه الفتوى محسوبة على الساحة وليس على حزب الإصلاح وقياداته بشكل مباشر.

وقد شهدت صلاة الجمعة داخل ساحة الحرية والتي تدار بشكل مباشر من قبل مقر حزب الإصلاح، تبني العديد من المواقف المحسوبة على تيار قطر داخل الحزب، ونسبها من قبل الحزب إلى ما يسمى بــ”شباب الثورة” وفقا لمنهج التقية الذي تتبعه قيادة الحزب، والتي لا تتجرأ على التعبير عن مواقفها بشكل مباشر خاصة تلك التي تستهدف التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.

ومن أبرز هذه المواقف هي الجمع التي قام حزب الإصلاح بتخصيصها لشكر السلطان قابوس بن سعيد ومواقف سلطنة عمان، خاصة أن الشعب اليمني يعرف جيدا دور السلطنة في دعم جماعة الحوثي الانقلابية، ودورها في التقريب بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح في إطار تنفيذ أجندة التحالف الاقليمي الذي يضم إيران وعمان وتركيا وقطر والذي يستهدف دعم الانقلابيين الحوثيين على حساب الحكومة الشرعية في اليمن، كما يستهدف إفشال دور التحالف العربي.

بالإضافة إلى ذلك عمل حزب الإصلاح على توظيف الشعائر الدينية في ساحة الحرية سياسيا ضد المحافظ السابق الدكتور أمين أحمد محمود وكتائب العقيد أبو العباس ودولة الإمارات العربية المتحدة والتحالف العربي، كما استخدم الساحة لتوظيف عدد من القضايا الحقوقية والمطلبية بما يخدم توجهات الحزب، وأبرز هذه القضايا ملف الشهداء والجرحى.