تبرعات بالإكراه والترهيب.. مليشيات الحوثي وسرقة المال العام والمواطنين باسم الصمود

السياسية - Monday 23 March 2020 الساعة 10:30 am
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

تواصل مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، استغلالها واستثمارها لمناسبات عدة تمتد طوال العام لممارسة هوايتها في جمع التبرعات والحصول على الأموال بأساليب كثيرة بعضها بالترغيب والآخر بالترهيب.

ومنذ مطلع شهر مارس الجاري تقوم مليشيات الحوثي بعملية جمع التبرعات لدعم إقامة ما تسميه بإحياء يوم الصمود الوطني حيث شرعت بالدعوة لجمع التبرعات عبر وسائل عدة كان أبرزها النزول إلى المدارس والجامعات والمعاهد وتوزيع مظاريف تتضمن دعوة للتبرع لمقاتليها وإحياء يوم الصمود.

فرض التبرعات على المدارس والطلاب
قالت مصادر تربوية في العاصمة صنعاء لنيوزيمن: إن مشرفي المليشيات الذين جابوا المدارس في العاصمة ووزعوا المظاريف على الطلاب كانوا يخبرونهم بان من لا يتبرع لإحياء يوم الصمود الوطني فانه يحب اليهود واسرائيل وامريكا ويكره النبي محمد وذلك في محاولة لإخافة والتأثير على الطلاب لجمع تبرعات مالية للمليشيات.

كما فرضت المليشيات الحوثية اتاوات مالية على كل مدرسة أهلية وخاصة في العاصمة صنعاء بمسمى التبرع لإحياء يوم الصمود الوطني والزمت إدارات المدارس بخصم تلك الاتاوات من مرتبات المدرسين وفقا لما أكده لنيوزيمن مدراء مدارس خاصة في صنعاء.

اتاوات على التجار والقطاع الخاص
وإلى جانب ذلك قام ما يسمى بمشرفي المليشيات الاقتصاديين بالنزول إلى مختلف القطاعات الاقتصادية وإلى الشركات التجارية ومقرات ومكاتب ومحلات كافة التجار وأصحاب المؤسسات والمحلات التجارية وفرضت عليهم تقديم مبالغ مالية لدعم المجهود الحربي واحياء يوم الصمود وارسال قوافل غذائية إلى الجبهات.

وحسب مصادر تجارية تحدثت لنيوزيمن، فان المليشيات الحوثية وكعادتها كل عام تفرض اتاوات مالية على التجار تحت مسميات عديدة منها احياء ذكرى الحرب أو ما تسميه بيوم الصمود الوطني، وتضيف المصادر ورغم ان حكومة المليشيات أعلنت إيقاف كافة الفعاليات والمهرجانات الرسمية والشعبية بهذه المناسبة في اطار إجراءاتها الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الا انها تواصل فرض الاتاوات على التجار تحت مسمى دعم الجبهات وارسال قوافل مساعدات غذائية للمقاتلين.

استغلال للخطباء والعقال لجمع التبرعات
وفي سياق ذي صلة يواصل خطباء المساجد التابعون للمليشيات دعوة المواطنين على مستوى الحارات في كل خطبة جمعة وعقب كل صلاة للتبرع للمليشيات بمبرر ان ذلك يمثل جهاد بالمال فرضه الدين على كل انسان، ويصنفون الرافضين للتبرع للمليشيات بالمتقاعسين والمنافقين والموالين لليهود والنصارى، حتى ان بعض خطباء المليشيات يفتون بانه لا تقبل أي عبادة من الانسان في حال تخلف عن الجهاد بنفسه وماله وان صلاته وصيامه وزكاته كلها ناقصة وغير مقبولة ما لم يجاهد بنفسه أو بماله ويتبرع لمقاتليهم.

وتستغل المليشيات عقال الحارات في الاسهام في فرض التبرعات بعدة وسائل على الناس منها استثمار مادة الغاز المنزلي والمساعدات الاغاثية في الضغط على المواطنين للتبرع للمليشيات وتهديهم بمنعها عنهم في حال رفضوا التبرع.

ومع ان عقال الحارات يمارسون عمليات ابتزاز واضحة بحق الناس لصالح المليشيات الحوثية الا ان الأخيرة لا تمنحهم أي دور أو ثقة في عملية جمع التبرعات وتطلب منهم مخاطبة المواطنين بتسليمها إلى مشرفي المليشيات على مستوى الحارات وهو الامر الذي يعكس نظرة المليشيات الدونية لعقال الحارات واستخدامهم كأدوات لتحقيق أهدافها والسطو ونهب أموال الناس فقط.

ميزانيات رسمية يشوبها الفساد
وإلى جانب عمليات جمع التبرعات التي تنفذها مليشيات الحوثي على مستوى المجتمع، فإنها تعمد إلى استغلال المناسبات التي تحتفي بها لتخصيص ميزانيات مالية ضخمة عبر مؤسسات الدولة الرسمية.

وقالت مصادر في وزارة المالية في الحكومة الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية لنيوزيمن: إن قيادات المليشيات تشكل لجانا خاصة على مستوى الحكومة من جهة وعلى مستوى كل وزارة ومؤسسة حكومية تحت مسمى لجان احياء المناسبات ومنها ما تسميه بيوم الصمود الوطني الذي يصادف السادس والعشرين من مارس وتخصص لها ميزانيات مالية ضخمة.

وتضيف المصادر: إن الميزانيات المرصودة يتم صرفها بطرق ووسائل كثيرة غير خاضعة للرقابة أو المحاسبة من قبل أي جهة، حيث يتم استغلالها في ممارسة عمليات فساد ونهب من قبل القيادات النافذة في مليشيات الحوثي من جهة والقائمين على هذه المؤسسات من وزراء ووكلاء وزارات ومدراء عموم كل بحسب قدرته وشطارته وقربه من قيادات المليشيات النافذة.

لافتة في الوقت نفسه إلى أن المليشيات تعمد إلى إقامة هذه الفعاليات بالاعتماد على فرض مبالغ مالية واتاوات على التجار الذين يدفعون معظم ان لم يكن كل المخصصات المالية التي تنفق على إقامة هذه الفعاليات.

وحسب المصادر فإنه ورغم إعلان حكومة المليشيات عن إيقاف كافة الفعاليات التي كانت تعتزم اقامتها يوم 26 مارس في اطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا، الا ان حكومة المليشيات ووزاراتها والمؤسسات التابعة لها لم توقف صرف الميزانيات التي سبق ورصدتها لإقامة فعاليات احياء ما تسميه بيوم الصمود، وهو ما يؤكد وجود عمليات فساد ضخمة تمارس تحت احياء هذه المناسبات من قبل القيادات التابعة للمليشيات ومن يقف خلفها من القيادات الفاسدة في مؤسسات الدولة.